عودة الهدوء للسويداء بعد اتفاق مبدئي على وقف إطلاق النار

مدير أمن محافظة ريف دمشق يعلن انتهاء العملية الأمنية وانتشار قواته في جرمانا وأشرفية صحنايا.
وضع هش في جنوب سوريا ومخاوف من تكرار أحداث الساحل
الشيخ حكمت الهجري يطالب بتدخل دولي لوقف ما سماها ابادة للدروز

دمشق - أعلنت محافظة السويداء جنوبي سوريا، مساء الأربعاء، عن التوصل إلى "اتفاق مبدئي" لوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا، وتشكيل لجنة مشتركة لحل أزمة التوترات الأمنية بالمنطقتين، فيما أفاد المقدم حسام الطحان مدير أمن محافظة ريف دمشق، انتهاء العملية الأمنية وانتشار قواته في المنطقة وسط مخاوف من تكرار احداث الساحل.
وأفادت المحافظة في بيان على قناتها بمنصة "تلغرام" أن الاتفاق عقد بعد أن أعلنت في وقت سابق عن عقد جلسة لمحافظي السويداء مصطفى البكور، وريف دمشق عامر الشيخ، والقنيطرة أحمد الدالاتي، إلى جانب شيخي العقل للطائفة الدرزية حمود الحناوي ويوسف الجربوع.
ولفتت إلى أن الجلسة لمناقشة أحداث مدينتي جرمانا وأشرفية صحنايا بريف دمشق، إثر هجمات شنها "خارجون عن القانون" خلفت قتلى وجرحى.
وقالت المحافظة في البيان "خلال الجلسة التي عُقدت في دمشق بحضور محافظي ريف دمشق، والسويداء، والقنيطرة إلى جانب عدد من الوجهاء والشخصيات الاجتماعية (دون تحديد هويتهم)، تم التوصل إلى اتفاق مبدئي يقضي بوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا".
وأضافت "كما تم تشكيل لجنة مشتركة للعمل على وقف النزيف الدموي، وإيجاد حلول تساهم في تحقيق التهدئة، واستقرار الأوضاع في المنطقتين" دون مزيد من التفاصيل.
وجاء اللقاء بينما تشهد المنطقتان حيث يتركز سكان من الطائفة الدرزية، توترات منذ يومين، على خلفية تسجيل صوتي منسوب لأحد الدروز تضمن إساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وتدخلت قوى الأمن لاستعادة الهدوء بالتنسيق مع وجهاء المنطقة، ووضعت حواجز على الطرق الرئيسية منعا لحدوث فوضى، إلا أن مجموعات مسلحة "خارجة عن القانون" هاجمت نقاطا أمنية، ما أسفر عن مقتل 16 عنصرا من الأمن العام، فضلا عن مدنيين، بحسب بيانات لوزارتي الداخلية والصحة. وفي خضم التوترات شنت طائرة إسرائيلية غارة استهدفت 3 مواقع بالمنطقة، بزعم "الدفاع عن الدروز".

وأعلنت الرئاسة السورية، مساء الأربعاء، رفضها "بشكل كامل" لدعوات إلى ما تُسمى "حماية دولية" أطلقتها "جماعات خارجة عن القانون شاركت في أعمال عنف"، واعتبر أنها "دعوات غير شرعية ومرفوضة بشكل كامل".

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس أن يومان من اشتباكات ذات طابع طائفي في سوريا 73 قتيلا على الأقل، العدد الأكبر منهم من المقاتلين الدروز.
وأحصى المرصد مقتل 30 عنصرا من قوات الأمن ومقاتلين تابعين لوزارة الدفاع، في مقابل 15 مسلحا درزيا ومدني واحد، قتلوا جميعهم يومي الثلاثاء والاربعاء في الاشتباكات في منطقتي جرمانا وصحنايا قرب دمشق. كذلك قتل في محافظة السويداء (جنوب)، 27 مسلحا درزيا، قضى 23 منهم جراء "كمين" على طريق السويداء دمشق الأربعاء.

وسعى بعض مشايخ الدروز لطلب التدخل الدولي حيث دعا رئيس طائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري الخميس لتدخل "قوات دولية لحفظ السلم" في سوريا، منددا بـ"هجمة ابادة غير مبررة" ضد أبناء طائفته.
ووصف الهجري الذي يعد أبرز القادة الروحيين لدروز سوريا، في بيان ما شهدته منطقتا جرمانا وصحنايا قرب دمشق بـ"هجمة إبادة غير مبررة" ضد "آمنين في بيوتهم". وقال إن "القتل الجماعي الممنهج" يتطلب "وبشكل فوري أن تتدخل القوات الدولية لحفظ السلم ولمنع استمرار هذه الجرائم ووقفها بشكل فوري".

وتأتي هذه التطورات وسط تحذيرات متصاعدة من محاولات إسرائيل استغلال الدروز لفرض تدخلها في سوريا، في وقت تؤكد فيه دمشق أن جميع مكونات الشعب متساوون في الحقوق.

وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم الخميس من أن الدولة العبرية سترد بقوة إذا فشلت الحكومة السورية في حماية الأقلية الدرزية.

وقال كاتس في بيان "إذا استؤنفت الهجمات على الدروز وفشل النظام السوري في منعها، فسترد إسرائيل بقدر كبير من القوة".

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه نقل درزيين سوريين جريحين من سوريا إلى اسرائيل للعلاج، بعدما أعلن الأربعاء إجلاءَ ثلاثة آخرين.

وكررت الحكومة الإسرائيلية تعهدها بالدفاع عن الدروز السوريين في مارس/آذار بعد مقتل المئات من الأقلية العلوية في غرب سوريا في أعمال عنف طائفية اندلعت بسبب هجمات دامية على قوات الأمن الحكومية، وألقت السلطات الإسلامية باللوم فيها على قوات موالية للأسد.
وتوجد في إسرائيل جالية درزية صغيرة، كما يعيش نحو 24 ألف درزي في مرتفعات الجولان المحتلة التي استولت عليها إسرائيل من سوريا في حرب عام 1967. وضمت إسرائيل هذه المنطقة عام 1981، في خطوة لم تعترف بها معظم الدول أو الأمم المتحدة.
وصرح الزعيم الروحي للدروز في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، في بيان صدر في وقت متأخر من يوم أمس الثلاثاء بأنه "يراقب عن كثب" التطورات في سوريا، وأنه ناقشها مع وزير الدفاع الإسرائيلي.

وقد نددت فرنسا الخميس بـ"العنف الطائفي القاتل في حق الدروز في سوريا" داعية كل الأطراف السورية والإقليمية ومن بينها إسرائيل، إلى وقف المواجهات، في بيان لوزارة الخارجية.

وجاء في البيان "تدعو فرنسا كل الأطراف السورية والإقليمية إلى وقف المواجهات وتدعو السلطات السورية إلى بذل كل الجهود لإعادة الهدوء". كذلك دعا البيان "إسرائيل إلى عدم القيام بأعمال أحادية الجانب من شأنها مفاقمة التوتر الطائفي في سوريا".