عون يستعجل عودة السوريين حتى قبل الحل السياسي

الرئيس اللبناني يدعو المجتمع الدولي الى بذل كل الجهود الممكنة وتقديم الحوافز لإعادة اللاجئين السوريين في حين لا يزال من المبكر تحقيق العودة الآمنة.

بيروت - حث الرئيس اللبناني ميشال عون القوى العالمية الأحد على "بذل كل الجهود الممكنة" من أجل عودة اللاجئين السوريين لوطنهم من دون أن يتم ربط ذلك بالحل السياسي للنزاع المستمر منذ ثماني سنوات.
وقال عون في القمة الاقتصادية العربية التي تستضيفها بيروت إن لبنان سيقترح في مشروع البيان الختامي للقمة حلولا من أجل "عودة آمنة" للاجئين.
ومنذ اندلاع الصراع في سوريا عام 2011 فر أكثر من مليون شخص عبر الحدود إلى لبنان.
وتقول الأمم المتحدة إنه لا يزال من المبكر تحقيق العودة الآمنة للنازحين السوريين.
وقال عون في كلمته "إن لبنان يدعو من هذا المنبر المجتمع الدولي إلى بذل كل جهود ممكنة وتوفير شروط ملائمة لعودة آمنة للنازحين السوريين إلى بلدهم ولا سيما إلى المناطق المستقرة التي يمكن الوصول إليها أو تلك المنخفضة التوتر من دون أن يتم ربط ذلك بالتوصل إلى الحل السياسي، وعلى تقديم حوافز العودة لكي يساهموا في إعادة إعمار بلادهم والاستقرار فيها".
وأضاف "وقد عملنا على اقتراح مشروع بيان ختامي يصدر عن القمة حول أزمة النازحين واللاجئين نظرا لانعكاسات هذه الأزمة الخطيرة على اقتصاد دولنا".

عملنا على اقتراح مشروع بيان ختامي يصدر عن القمة حول أزمة النازحين واللاجئين

وقال عون "في ظل التحديات الجسام والمهام الكبرى التي تواجهنا بعدما عصفت الحروب والأزمات في عدد من البلدان العربية أتقدم بمبادرة رامية إلى اعتماد استراتيجية إعادة الإعمار في سبيل التنمية داعيا إلى وضع آليات فعالة تتماشى مع هذه التحديات ومع متطلبات إعادة الإعمار وفي مقدمها تأسيس مصرف عربي لإعادة الإعمار والتنمية يتولى مساعدة جميع الدول والشعوب العربية المتضررة على تجاوز محنها ويسهم في نموها الاقتصادي المستدام".
وقبيل انعقاد القمة تركزت نقطة الخلاف الرئيسية في المنطقة على ما إذا كانت عودة سوريا إلى الجامعة العربية موضع ترحيب وذلك بعد أكثر من سبع سنوات على تعليق عضويتها.
وتزايدت دعوات السياسيين اللبنانيين الى عودة اللاجئين إلى ديارهم بعد نجاح الرئيس بشار الأسد في استعادة سيطرته على معظم أراضي البلاد بمساعدة من رسيا وإيران.
وحاربت جماعة حزب الله اللبناني المدعومة من إيران إلى جانب الأسد في سوريا وتريد من الدول العربية تطبيع العلاقات مع دمشق. وتشعر بعض الأحزاب اللبنانية الأخرى بالقلق من دور دمشق.
ومن المفترض أن تبحث "القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية" مشاريع قرارات أعدها وزراء الخارجية حول 29 بنداً مطروحاً على جدول الأعمال وفي طليعتها دعم الاستثمارات في الدول المضيفة للاجئين السوريين والإسراع في انشاء الاتحاد الجمركي العربي.
ويحضر القمة فقط إلى جانب عون كل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز. واعتذر عدد من الرؤساء في الأيام الأخيرة عن الحضور من دون تقديم أسباب واضحة، آخرهم الرئيسان التونسي والصومالي.
ووصل السبت إلى بيروت عدد من المسؤولين العرب من رؤساء حكومات ووزراء لتمثيل قادتهم المتغيبين عن القمة.
وانتقدت صحف لبنانية خلال الأيام الماضية الحضور القيادي الهزيل في القمة، ووصفتها صحيفة "النهار" بـ"قمة بلا رؤساء".