وفد أوروبي يبحث في طرابلس وبنغازي ملف الهجرة وإدارة الحدود

الوفد الفني من الاتحاد الأوروبي يسعى من خلال زيارة الشرق الليبي إلى اقناع حفتر بفك ارتباطه بروسيا.

طرابلس -  يبدأ وفد فني من الاتحاد الأوروبي اليوم السبت زيارة رسمية إلى ليبيا من أجل التباحث حول ملف الهجرة في البلاد على اعتبار أن ليبيا تعد من أكبر الدول المصدرة للمهاجرين عبر البحر المتوسط، إضافة إلى مساع لفك ارتباط قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر بروسيا، وفقاً لما كشفته مصادر دبلوماسية في بروكسل لوكالة الأنباء الإيطالية (نوفا).

وقالت المصادر للوكالة الإيطالية، إن الهدف هو تقييم التقدم المحرز من قِبل السلطات الليبية في سلسلة من الملفات ذات الأهمية القصوى، ومن بينها احترام حقوق الإنسان والمهاجرين، وتحسين إجراءات البحث والإنقاذ في البحر، فضلا عن أنشطة وكالات الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى مراكز الإيواء، وتبسيط عمليات العودة الطوعية المدعومة.

ويعول المؤتمر الذي سيعقد في 17 يوليو المقبل في طرابلس حول الهجرة، على نتائج هذه الجولة، التي يقوم بها الوفد الأوروبي، ومن المتوقع أن تحدد هذه الجولة مدى فعالية ومشاركة دول الاتحاد الأوروبي في مؤتمر الهجرة.

وتظهر إحصاءات الأمم المتحدة أن ليبيا تؤوي قرابة 704 آلاف مهاجر من 43 جنسية، بحسب بيانات جُمعت من 100 بلدية ليبية في منتصف عام 2023. وفي مارس الماضي، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن إدارة البحث الجنائي عثرت على جثث 65 مهاجراً على الأقل في مقبرة جماعية جنوب غربي ليبيا.

وبخصوص بنغازي، قالت المصادر إن بروكسل مدركة أنه لا يمكن استبعاد شرق ليبيا من الحوار حول موضوع حاسم مثل الهجرة، مضيفة أن "مطار بنينا الدولي يعد مركزا للمهاجرين الآسيويين الذين يدخلون البلاد كعمال، ولكن ينتهي بهم الأمر بعبور البحر الأبيض المتوسط ​​إلى اليونان أو في كثير من الأحيان إلى إيطاليا".

وتابعت "بالإضافة إلى الحدود الصحراوية الجنوبية الشاسعة التي يسهل اختراقها من قِبل عشرات الآلاف من اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب، جرى خلق حالة طوارئ إنسانية حقيقية في الكفرة نتيجة النازحين".

وذكرت أن سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، قد زار بنغازي في الأسابيع الأخيرة على وجه التحديد لتمهيد الطريق لهذه المهمة.

وأكدت أن زيارة الشرق ستكون بالتنسيق مع صدام حفتر نجل قائد الجيش الوطني الليبي، منوهة بأنه "أكثر انفتاحا" على الغرب عن شقيقيه الآخرين خالد وبلقاسم.

وترى "نوفا" أن الهدف السياسي الأوسع لزيارة الشرق هو محاولة فصل حفتر عن الفلك الروسي، حيث حذرت السفيرة الأميركية الجديدة في ليبيا جينيفر جافيتو، في حديثها أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، من الأنشطة الروسية في ليبيا، وسعي موسكو إلى "زعزعة استقرار الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي".

وتدخلت روسيا في الأزمة الليبية منذ سنوات حيث دعمت قوات الجيش الوطني الليبي في القتال ضد قوات الوفاق الوطني وهو دعم اثار مخاوف واشنطن وكان من بين الأسباب التي افشلت جهود السيطرة على العاصمة طرابلس وتحرير المنطقة الغربية من نفوذ وسطوة الميليشيات.

ومثل ذلك الدعم ركيزة أساسية لمزيد التعاون العسكري في السنوات التي تلت الحرب حيث أدى حفتر زيارات عديدة الى موسكو والتقى المسؤولين الروس من بينهم الرئيس فلاديمير بوتين.

ويتمركز عناصر فاغنر الذين يترواح عددهم بين 2000 و2500 عنصر في عدة مواقع عسكرية في ليبيا من بينها قاعدة القرضابية الجوية ومينائها البحري وقاعدة الجفرة الجوية وتمددوا إلى الجنوب الغربي حيث تمركزوا في قاعدة براك الشاطئ الجوية (700 كلم جنوب طرابلس).

وفي العاصمة طرابلس، سيعقد المندوبون الأوروبيون أيضا اجتماعات ثنائية مع وكالات الأمم المتحدة مثل المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وبحسب "نوفا" فإن الهدف من ذلك هو تطوير رؤية مشتركة، مع الأخذ في الاعتبار أن الاتحاد الأوروبي هو الممول الرئيسي لأنشطة الأمم المتحدة في ليبيا، بما في ذلك مسألة تدفقات الهجرة.

ومع الأطراف الليبية، سيتعين على البعثة الفنية للاتحاد الأوروبي التحقق من الامتثال لتوقعات أوروبا بدءا من حقوق الإنسان، وخاصة بعد تصديق ليبيا على اتفاقية حقوق الطفل. في الواقع، بدعم من الاتحاد الأوروبي، من الممكن إنشاء مراكز مراقبة للنساء والأطفال، حتى يتمكنوا من إجراء الفحص الأولي على الأقل.

ووقع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة مرسوما بتشكيل لجنة "مخصصة" لدراسة إمكانية نقل القاصرين و"مقدمي الرعاية" من المراكز التي يديرها جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية إلى دور الأيتام التي تديرها وزارة الشؤون الاجتماعية، مع تحديد مدة زمنية محددة، بهدف العودة إلى بلدهم الأصلي أو إعادة التوطين في بلد ثالث.

وقال مصدر دبلوماسي في بروكسل "إن إخراج الأطفال من الشوارع ومن مراكز الاحتجاز سيكون هدفاً سياسياً يمكن أن يبرر حضور الاتحاد الأوروبي في مؤتمر يوليو".