غارات أميركية مكثفة تستهدف القدرات العسكرية للحوثيين

الجيش الأميركي يعلن إسقاط أكثر من عشر مسيّرات هجومية وصواريخ وتدمير محطة تحكم أرضية للحوثيين في اليمن.
الحوثي يقول أن واشنطن لجأت إلى الصين من أجل التوسط لإقناع الجماعة بوقف عملياتها في البحر الأحمر

صنعاء - أعلن الجيش الأميركي الأربعاء سلسلة عمليات عسكرية ضد الحوثيين اليمنيين الذين يهددون الملاحة التجارية في البحر الأحمر، مؤكدا إسقاط أكثر من عشر مسيّرات هجومية وصواريخ وتدمير محطة تحكم أرضية فيما لا يزال المتمردون يستهدفون الملاحة البحرية بنسق تصاعدي.
وأفادت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) في بيان الأربعاء "أطلق المسلحون الحوثيون المدعومون من إيران صاروخًا بالستيًا مضادًا للسفن من المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن باتجاه خليج عدن. وتمكنت (المدمّرة) "يو إس إس كارني" من إسقاطه بنجاح".
وأضافت أنه بعد أقل من ساعة قامت المدمرة الأميركية بـ"إسقاط ثلاث طائرات مسيّرة إيرانية كانت على مقربة منها"، دون تحديد ما إذا كانت مسيّرات مسلّحة أم للمراقبة فقط.
كذلك أعلنت القيادة العسكرية الأميركية مساء الأربعاء أن ضربات أميركية دمرت "محطة تحكم أرضية للطائرات المسيّرة تابعة للحوثيين و10 طائرات مسيّرة انقضاضية شكلت تهديدا وشيكا للسفن التجارية وسفن القوات البحرية الأميركية في المنطقة".

ولاحقا، أعلن زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، الخميس أن الولايات المتحدة لجأت إلى الصين من أجل التوسط لإقناع الجماعة بوقف عملياتها في البحر الأحمر المساندة لفلسطين.

وقال في كلمة متلفزة للحوثي، بثتها قناة المسيرة الفضائية التابعة للجماعة إن “الضربات الأميركية والبريطانية على اليمن فاشلة ولا تأثير لها، ولن تحدّ من قدراتنا العسكرية، ومن بوادر فشلها سعي الولايات المتحدة إلى الاستعانة بالصين من أجل أن تسعى للوساطة والإقناع بوقف عملياتنا المساندة للشعب الفلسطيني (هجمات البحر الأحمر وخليج عدن)”.

وأضاف أن “الصيني يدرك مصلحته أنها ليست في أن يسير تبعا للأميركي، ويعرف ما يفعله الأميركي في تايوان”، في إشارة إلى الخلاف بين واشنطن وبكين بشأن تايبيه. وتابع: “على بريطانيا أن تأخذ الدرس من سفينتها التي احترقت من الليل إلى الليل وسيلحق بنفسها وباقتصادها الضرر من دون نتيجة”.

والجمعة، أعلنت جماعة الحوثي أنها استهدفت سفينة نفط بريطانية في خليج عدن، بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، ما أدى إلى احتراقها.

واستطرد الحوثي “الأميركي والبريطاني لا يستطيعون أن يحموا حتى سفنهم، وحتى قطعهم البحرية من مدمرات وبارجات من الاستهداف”. وتابع “لا يمكننا أن نسكت أو نتفرج على إخوتنا في غزة ويجب أن يدفع العدو مقابل ذلك الثمن الباهظ.. نحن مستمرون في موقفنا العسكري في العمليات البحرية طالما استمر العدوان والحصار على غزة”.

وفي وقت سابق الأربعاء، أكد الجيش الأميركي تدمير صاروخ أرض جو جاهز للإطلاق من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، كان "يشكل تهديدا وشيكا" لطائرات أميركية على ما أوضحت سنتكوم بدون أن تحدد نوع الطائرات.
وبدأ المتمردون الحوثيون في اليمن استهداف سفن في البحر الأحمر في تشرين الثاني/نوفمبر، قائلين إنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل دعما للفلسطينيين في قطاع غزة الذي يشهد حربا مدمرة بين إسرائيل وحركة حماس. ولمحاولة ردعهم، شنّت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة في 12 و22 كانون الثاني/يناير سلسلة ضربات على مواقع عسكرية تابعة لهم في اليمن. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين الحين والآخر ضربات. وأكّد الحوثيون الأربعاء أنهم استهدفوا المدمرة الأميركية "يو إس إس غريفلي".
وتعرضت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا لأكثر من 165 هجوما منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، تبنت العديد منها "المقاومة الإسلامية في العراق"، وهي تحالف فصائل مسلحة مدعومة من إيران يعارض الدعم الأميركي لإسرائيل في الحرب بغزة ووجود القوات الأميركية في المنطقة. وردت واشنطن على الهجمات بسلسلة ضربات في العراق استهدفت مجموعات موالية لإيران.
والأحد، اسفر هجوم بطائرة مسيّرة على قاعدة عسكرية في شمال شرق الأردن، عن مقتل ثلاثة عسكريين أميركيين. واتهم البيت الأبيض الأربعاء "المقاومة الإسلامية في العراق" بالوقوف وراءه، فيما نفت إيران أي ضلوع لها. وأكّدت كلّ من واشنطن وطهران مرارًا أنهما لا تسعيان إلى "تصعيد" للتوترات في الشرق الأوسط في ظلّ الحرب في قطاع غزة.
وأعلنت شركة "أمبري" للأمن البحري عن إصابة سفينة تجارية قبالة اليمن، قائلة "ورد أن سفينة تجارية استُهدفت بصاروخ أثناء إبحارها... جنوب غرب عدن اليمنية"، مضيفة أن "السفينة أبلغت عن انفجار" على متنها ومتابعة "أمبري على علم بإطلاق صاروخ من تعز" في جنوب غرب اليمن.
ومنذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر نفذ الحوثيون الذين يسيطرون على مساحات واسعة من اليمن أكثر من 35 هجوماً على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وفقاً للبنتاغون، مما أدى إلى تعطيل حركة الملاحة البحرية في هذه المنطقة الحيوية التي يمر عبرها ما يصل إلى 12% من التجارة العالمية.
وشكلت الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، تحالفا للقيام بدوريات في البحر الأحمر و"حماية" حركة الملاحة البحرية من هجمات الحوثيين، دون أن تتمكن حتى الآن من وقف هجماتهم.
وأعلن صندوق النقد الدولي الأربعاء أن النقل البحري للحاويات عبر البحر الأحمر انخفض بنسبة 30% تقريبا خلال عام واحد، وذلك على خلفية تزايد هجمات الحوثيين.
بالإضافة إلى العمل العسكري، سعت واشنطن إلى ممارسة ضغوط دبلوماسية ومالية على الحوثيين، وأعادت تصنيفهم "منظمة إرهابية" في كانون الثاني/يناير بعد أن أسقطت هذا التصنيف سابقا إثر تولي الرئيس جو بايدن منصبه.