غرق عشرات المهاجرين من سوريا والعراق وإيران قرب سواحل ايطاليا

الحوادث المتكررة لغرق قوارب تحمل لاجئين على السواحل الإيطالية تأتي بالتزامن مع مساعي إيطاليا للحد من موجة تدفق اللاجئين إلى أراضيها.

روما – لقي عشرات المهاجرين مصرعهم بينهم سوريون وعراقيون وإيرانيون فيما تم إنقاذ آخرين عقب غرق سفينتين قبالة الساحل الجنوبي لإيطاليا الإثنين.

وفي حادث تحطم سفينة منفصل، أجلى منقذون عشرات المهاجرين، لكنهم عثروا على 10 جثث عالقة تحت سطح قارب خشبي قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية الصغيرة، وفق ما ذكرت منظمة الإغاثة الألمانية "ريسكشيب"، الاثنين.

ونقلت وكالات أممية عن ناجين قولهم إن سفينة غرقت على بعد نحو 200 كيلومتر قبالة كالابريا كانت قد أبحرت من تركيا قبل ثمانية أيام لكن النيران اشتعلت بها وغرقت.  بينما قال خفر السواحل الإيطالي في بيان إن عملية البحث والإنقاذ بدأت بعد نداء استغاثة من قارب فرنسي كان يبحر في منطقة حدودية، حيث تجري اليونان وإيطاليا عمليات بحث وإنقاذ.

وقام مركز تنسيق الإنقاذ البحري الإيطالي على الفور بتحويل اتجاه سفينتين تجاريتين كانتا تبحران بالقرب من مكان الإنقاذ. كما ساعدت وكالة الحدود الأوروبية وخفر السواحل "فرونتكس" في العملية.

وتم نقل الناجين إلى ميناء روتشيلا جونيكا في كالابريا، حيث تم إنزالهم وسلموا إلى طاقم طبي لرعايتهم. وقال خفر السواحل إن أحد المهاجرين الذين تم إنقاذهم توفى بعد فترة وجيزة.

وفي حادثة تحطم السفينة الثانية، عثر طاقم قارب منظمة "ريسكشيب" على 61 شخصا على متن سفينة خشبية كانت مملوءة بالمياه. وقالت المنظمة "تمكن طاقمنا من إجلاء 51 شخصا، اثنان منهم كانا فاقدي الوعي". وأضافت أن "المتوفين العشرة كانوا في الطابق السفلي من السفينة التي غمرتها المياه".

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان مشترك إن القارب الآخر انطلق من ليبيا وعلى متنه مهاجرون من سوريا ومصر وباكستان وبنغلاديش، وفق رويترز.

من جانبها نقلت صحيفة "راي نيوز" الإيطالية، أن الأشخاص البالغ عددهم 61 شخصًا غادروا سواحل مدينة زوارة الليبية قبل يومين، نصفهم جاء من بنجلاديش، بينما جاء الآخرون من باكستان وسوريا ومصر، ودفعوا حوالي 3500 دولار للسفر لكل فرد منهم.

وتحدثت الصحيفة الإيطالية عن مأساة أخرى وقعت في البحر الأبيض المتوسط، مع اختفاء عشرات المهاجرين الذين انطلقوا من تركيا. وأوضحت أن المفقودين في القارب القادم من تركيا بلغ عددهم 66 شخصًا، في حين أنقذ خفر السواحل 12 شخصًا، وتوفي أحدهم.

وكان المهاجرون قد غادروا ميناء في تركيا قبل أيام، وهم من الجنسيات العراقية والسورية والإيرانية، وفق الصحيفة الإيطالية.

وتكررت حالات غرق قوارب تحمل لاجئين على السواحل الأوروبية أبرزها إيطاليا واليونان، إذ سُجل قبل نحو عام غرق قارب كان يقل نحو 200 لاجئ على مقربة من حدود إيطاليا، مخلفًا وفاة 94 شخصًا بينهم 35 طفلًا.

ونشر موقع "لايت هاوس ريبورتس" حينها تحقيقًا صحفيًا قال فيه، إن السلطات الإيطالية و"وكالة الحدود الأوروبية" (فرونتكس) تجاهلتا استغاثة أطلقها القارب.

وبحسب التحقيق، فإن كلًا من السلطات الإيطالية وقيادة "فرونتكس" كانا على علم بأن القارب يظهر علامات استغاثة عندما شوهد لأول مرة قبل ست ساعات من تحطمه، لكنهما قررتا مع ذلك عدم التدخل، ثم حاولتا إخفاء مدى معرفتهما.

والحوادث المتكررة لغرق قوارب تحمل لاجئين على السواحل الإيطالية تأتي في وقت تواصل فيه إيطاليا مساعيها للحد من موجة تدفق اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين إلى أراضيها.

ولا تعتبر قضية تدفق اللاجئين مشكلة لإيطاليا وحدها، إذ تنظر عموم أوروبا لتدفق اللاجئين نحوها على أنه مشكلة بحاجة لحل، ولا تزال تناقش مشاريع القوانين بهدف الحد من الهجرة.

وتقع إيطاليا في الصف الأمامي لاستقبال المهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا، وباتت تشترط بموجب المرسوم أن تقوم سفن المنظمات الإنسانية بنقل الناجين إلى ميناء محدد بمجرد إنقاذهم، وهو ما يمنعها عمليا من تنفيذ عدة عمليات إنقاذ.

كذلك، غالبا ما تقع الموانئ على مسافة بعيدة جدا من مواقع الإنقاذ، ما يطيل أمد العمليات ويجعلها متباعدة زمنيا.

ووقعت واحدة من أكبر حوادث غرق السفن في البحر الأبيض المتوسط في يونيو /حزيران 2023، عندما غرق قارب متهالك قبالة سواحل بيلوس في اليونان، ما أدى إلى مقتل 82 شخصا، وفقدان أكثر من 600 آخرين.

وقضى أو فقد في العام 2023 نحو 3105 مهاجرين بعد محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى أوروبا، وفق أحدث الأرقام الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة. ومنذ يناير /كانون الثاني، قضى أو فقد 360 مهاجرا، بحسب المصدر نفسه.