غريفيث يتوسط لإنهاء التوترات في جنوب اليمن

مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن يبحث مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي التوترات في المحافظات الجنوبية المحررة ومشاركة المجلس في مفاوضات السلام القادمة، فيما تعمل الأمم المتحدة على إحياء المحادثات المتعثرة مع الانقلابيين الحوثيين.

الأمم المتحدة تريد تجنب انفجار جبهة صراع أخرى في اليمن
لم يعد من الممكن تجاهل المجلس الانتقالي كجزء من المعادلة السياسية في اليمن
الجنوبيون يتولون حماية المحافظات المحررة من القاعدة وداعش والحوثيين
سياسات حكومة بن دغر دفعت الجنوب اليمني إلى حافة الانفجار

أبوظبي - التقى مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث الخميس مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني عيدروس الزبيدي بعد دعوة المجلس إلى "انتفاضة شعبية" ضد الحكومة اليمنية التي يقودها أحمد بن دغر.

واجتمع غريفيث مع الزبيدي (محافظ عدن السابق) في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، بحسب بيان صادر عن المجلس، فيما يأتي اللقاء على وقع توترات تشهدها المحافظات الجنوبية على خلفية تراكمات من الإهمال وسوء إدارة المحافظات المحررة و"فساد" مستشري في حكومة بن دغر، وفق اتهامات المجلس الانتقالي.

وليس واضحا ما إذا كان غريفيث يسعى للتوسط بين طرفي الأزمة لتهدئة التوترات، إلا أن الأكيد أن الأمم المتحدة الراعية لمفاوضات السلام المتعثرة بين الحكومة اليمنية والانقلابيين الحوثيين تدفع لعدم تفجر جبهة أخرى من الصراع خشية أن يزيد ذلك من تعقيد مهمة مبعوثها الخاص إلى اليمن.

وانهارت جولة مشاورات عقدها غريفيث بسبب تغيب الحوثيين عن المحادثات بذريعة عدم توفير انتقال آمن لوفدها المفاوض إلى جنيف.

وقال المجلس الانتقالي الجنوبي في بيانه، إن عيدروس الزبيدي ومارتن غريفيث بحثا "جهود المبعوث الخاص لإحياء المفاوضات ومشاركة الجنوب ممثلا بالمجلس الانتقالي الجنوبي في المفاوضات القادمة".

وكان المجلس قد دعا في بيان الأربعاء إلى "انتفاضة شعبية" ضد حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مؤكدا أن "محافظات الجنوب كافة مناطق منكوبة نتيجة للسياسات الكارثية" التي تنتهجها حكومة بن دغر.

واتهم البيان الحكومة بالعبث وبالفساد، معربا عن دعمه "لانتفاضة شعبية تزيل كل هذا العناء" ومشددا على ضرورة أن تكون "سلمية".

وتأتي تلك الدعوة بينما يشهد جنوب اليمن احتجاجات شعبية ضد ارتفاع الأسعار وتراجع قيمة العملة الوطنية.

ويشهد اليمن منذ العام 2014 حربا بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات الموالية للحكومة، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس/آذار 2015 دعما للشرعية المعترف بها دوليا بعد انقلاب المتمردين الحوثيين على السلطة بقوة السلاح وسيطرتهم على مناطق واسعة بينها العاصمة صنعاء.

والجنوب هو المقر المؤقت للحكومة، لكنه أيضا يضم مقر المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يشارك في الحرب ضد الحوثيين وفي حماية المحافظات الجنوبية من أي هجمات غادرة من قبل الانقلابيين كما يساهم إلى جانب قوات التحالف العربي في التصدي لتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية.

واندلعت مواجهات دامية في يناير/كانون الثاني بين الجنوبيين والقوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في عدن وتأججت أكثر بعد تدخل القوات الحكومية بالقوة لتفريق المحتجين.

وكان الجنوب دولة مستقلة حتى الوحدة مع الشمال عام 1990 إبان حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي بقي في السلطة حتى 2012.