غضب روسي من أميركا لإقحام الصين في حرب العقوبات

موسكو تتهم واشنطن بتهديد الاستقرار العالمي بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات مالية على هيئة رئيسية في الجيش الصيني لشرائها صواريخ ومقاتلات روسية.
واشنطن تدرج 33 مسؤولاً وكياناً عسكرياً واستخباراتياً روسياً على قائمتها السوداء

موسكو - ندد نائب لوزير الخارجية الروسي الجمعة بالعقوبات الجديدة للولايات المتحدة خصوصا بحق هيئة صينية اشترت أسلحة روسية معتبرا أنها تهدد "الاستقرار العالمي" واتهم واشنطن بـ"اللعب بالنار".

وصرح سيرغي ريابكوف في بيان "سيكون من الجيد أن يتذكروا وجود مبدأ مثل الاستقرار العالمي وهم يزعزعونه بشكل غير مسؤول"، مضيفا "من الغباء اللعب بالنار لأنه يمكن أن يصبح خطيراً".

وفرضت الولايات المتحدة الخميس عقوبات مالية على هيئة رئيسية في الجيش الصيني لشرائها صواريخ ومقاتلات روسية، في وقت صعّدت فيه ضغوطها على موسكو بسبب ما أسمته "نشاطاتها الخبيثة".

وهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها إدارة ترامب بلدا غير روسيا بعقوبات بموجب قانون "كاتسا" الذي تم وضعه في الأساس لمعاقبة موسكو على ضمها القرم إضافة إلى نشاطات أخرى.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها تطبق القانون الصادر عام 2017 ضد "هيئة تطوير المعدات" في وزارة الدفاع الصينية لشرائها مقاتلات سوخوي "سو 35" وصواريخ "اس-400" أرض جو.

كما أدرجت في الوقت نفسه أسماء 33 مسؤولاً وكياناً عسكرياً واستخباراتياً روسياً على قائمتها السوداء التابعة لقانون كاتسا. وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية لصحافيين، طالباً عدم كشف هويته، إن "روسيا هي الهدف الأساسي من هذه العقوبات".

وأضاف "عقوبات كاتسا في هذا السياق لا تهدف إلى تقويض القدرات الدفاعية لأي بلد معين، بل الى فرض كلفة على روسيا رداً على أنشطتها الخبيثة".

سابقة أميركية

وتم إقرار قانون "كاتسا" أو "مواجهة أعداء أميركا عبر العقوبات" عام 2017 كوسيلة توفر لإدارة ترامب وسائل أكثر لمواجهة روسيا وايران وكوريا الشمالية بعقوبات اقتصادية وسياسية.

وفي ما يخصّ روسيا، فإنّ "كاتسا" انبثق بحسب الخارجية الأميركية من "عدوانها في أوكرانيا وضمّ القرم والهجمات الالكترونية والتدخل في انتخابات عام 2016 ونشاطات خبيثة اخرى".

وأضافت الخارجية "سنواصل تنفيذ كاتسا بقوة، ونحض جميع الدول على الحد من علاقاتها مع قطاعَي الدفاع والاستخبارات الروسيَين، وكلاهما مرتبط بالأنشطة الخبيثة في جميع أنحاء العالم".

وأشار المسؤول الرفيع الى أن العقوبات استهدفت الهيئة الصينية التي يديرها لي شانغفو لإجرائها مشتريات من مؤسسة "روسوبورن إكسبورت"، المصدّر الرئيسي الروسي للأسلحة والموجودة على لوائح عقوبات كاتسا لدعمها نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ونصّت العقوبات على تجميد أصول الهيئة الصينية ومديرها في الولايات المتحدة. كما تقيّد دخول الهيئة الى الأسواق المالية العالمية عن طريق حظر تعاملاتها المالية الخاضعة للنظام المالي الأميركي.

والهيئات الروسية التي تم إدراجها على القائمة السوداء سبق وأن تمت تسميتها في أنظمة عقوبات أميركية أخرى، ومن بينها شركة "بي أم سي واغنر" الأمنية الخاصة ومجموعة المشتريات التابعة لوزارة الدفاع الروسية "أوبورونلوجيستيكا"، فضلا عن صانع الطائرات الروسي "كناب".

وتضم اللائحة أيضاً 25 روسيّاً وثلاثة شركات روسية تم توجيه اتهامات إليهم في العام الماضي عبر المدعي الأميركي الخاص رورت مولر لتورّطهم في قضية التدخل الروسي والقرصنة خلال الانتخابات الأميركية عام 2016.

إضافة إلى ذلك، استهدف "كاتسا" كلاً من رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الروسية "جي آر يو" إيغور كوروبوف ونائبه سيرغي غيزونوف.