غوغل تحصّن البريد بميزة مُراوِغة
واشنطن - في عالمنا الرقمي المتسارع، أصبحت عناوين البريد الإلكتروني من أهم أدوات التواصل الشخصي والمهني، لكن هذا تحديدا يجعلها هدفًا رئيسيًا لمخاطر الكترونية متزايدة ابرزها البريد العشوائي، وهو ما تسعى غوغل الى محاربته عبر خاصية جديدة تسمى "البريد المحصن".
والخاصية الجديدة تتيح للمستخدمين إنشاء بريد إلكتروني مؤقت يمكنهم استخدامه عند التسجيل في مواقع أو خدمات غير موثوقة، مما يوفر حماية إضافية من الرسائل المزعجة والتسريبات الأمنية المحتملة.
وهي ليست جديدة كليا، اذ ان هناك بعض خدمات البريد الإلكتروني المؤقت المتاحة بالفعل، لكن إدماج هذه الميزة في جيمايل يجعل الوصول إليها أكثر سهولة وسلاسة، دون الحاجة إلى استخدام تطبيقات أو خدمات خارجية.
ويختلف البريد الإلكتروني عن عنوان البريد الرئيسي، وعندما يُطلب من المستخدمين إدخال بريد إلكتروني للتسجيل في موقع أو تطبيق مُشتبه فيه أو غير موثوق، يمكن استخدام هذا العنوان المؤقت بدلًا من العنوان الحقيقي.
وتُحوّل الرسائل الواردة من البريد المؤقت مباشرةً إلى صندوق الوارد في بريد جيمايل الأساسي. وفي حال تلقي رسائل عشوائية، يمكن ببساطة إلغاء تفعيل هذا البريد المؤقت أو حذفه نهائيًا، مما يضع حدًا لهذه الرسائل المزعجة.
وتُعد ميزة "البريد المحمي" أكثر من مجرد أداة لتجنب البريد العشوائي، فهي تقدم أيضًا حماية إضافية للخصوصية والأمان على الإنترنت.
أكثر من مجرد أداة لتجنب البريد العشوائي
وأيضًا في حال تسريب بيانات إحدى الشركات التي قُدّم لها البريد الإلكتروني المؤقت، لن يكون هناك أي ضرر حقيقي؛ لأن البريد المؤقت يمكن التخلص منه بسهولة. أما في حال استخدام البريد الحقيقي، فقد يؤدي هذا التسريب إلى مشكلات أكبر، تشمل تلقي رسائل غير مرغوب فيها أو حتى تعرض البيانات الشخصية للاختراق.
ومع أن هذه الميزة ما زالت في مرحلة الاختبار الأولية ولم تُعلن رسميًا بعدُ، فإن هناك بعض المؤشرات الإيجابية؛ إذ ظهر أيضًا خيار متعلق بالبريد المحمي في إعدادات الملء التلقائي في أجهزة أندرويد، ما يعطي أملًا بطرح الميزة قريبا.
وتتعرض عناوين البريد لتهديدات متعددة تشمل التصيد الإلكتروني، حيث يحاول المهاجمون خداع المستخدمين للكشف عن معلومات حساسة، وبرمجيات الفدية التي تُرفق في رسائل خبيثة بهدف تشفير بيانات الضحايا والمطالبة بفدية لفك التشفير. كما أن انتحال الهوية وإرسال رسائل مزيفة يُعرض الأفراد والمؤسسات لخسائر مادية وسمعة مهنية.
وفي ظل هذه التحديات، تبرز أهمية اتخاذ تدابير وقائية متقدمة لحماية البريد الإلكتروني من الاختراق وضمان أمان المعلومات الشخصية والمهنية.