فتاة إيرانية تقترب من مصير مهسا أميني بسبب مخالفة قانون الحجاب

قوات الأمن الإيرانية منعت والدي الشابة التي ترقد بالمستشفى في حالة حرجة من نشر صورتها على وسائل التواصل الاجتماعي أو التحدث إلى جماعات حقوق الإنسان.

طهران - أكد ناشطان في حقوق الإنسان أن فتاة إيرانية على حافة الموت بأحد المستشفيات إثر مواجهة مع عناصر من شرطة قطار أنفاق طهران لمخالفتها قانون الحجاب الإلزامي وتكتسي هذه الحادثة حساسية كبيرة في ظل احتمال أن تلقى هذه الشابة مصير مهسا أميني التي أدى مقتلها على يد شرطة الأخلاق في خريف العام الماضي إلى إندلاع إحدى أعنف الاحتجاجات التي هزت الجمهورية الإسلامية طيلة أشهر وتطوّرت إلى حد المطالبة بإسقاط النظام. 

وينما تنفي السلطات مزاعم جماعات حقوقية بأن أرميتا كراوند (16 عاما) دخلت في غيبوبة الأحد بعد مواجهة مع عناصر من شرطة إنفاذ قانون الزي الإسلامي، نشرت منظمة 'هينجاو' الحقوقية الإيرانية الكردية صورة الفتاة وهي فاقدة للوعي في مستشفى بالعاصمة طهران حيث نقلت بعد الحادث.

وقال أحد الناشطين في إيران "نتابع حالتها عن كثب. هي في غيبوبة بوحدة العناية الفائقة في المستشفى وحالتها حرجة ويقول أقاربها إن هناك تواجدا مكثفا لأفراد أمن بالزي المدني في المستشفى".

وقال الناشط الثاني إن قوات الأمن منعت والدي كراوند من نشر صورتها على وسائل التواصل الاجتماعي أو التحدث إلى جماعات حقوق الإنسان.

وأظهرت لقطات لكاميرات المراقبة نشرتها وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء 'إرنا' كراوند وهي دون الحجاب الإجباري بصحبة فتاتين وهن يسرن نحو القطار على رصيف محطة لقطارات الأنفاق. ولدى دخولهن لعربة القطار الأولى شوهدت إحدى الفتيات وهي تتراجع على الفور وتسقط على الأرض قبل أن يسحب ركاب فتاة أخرى فاقدة للوعي من العربة.

وقال مسعود درستي مدير قطارات أنفاق طهران إن لقطات كاميرات المراقبة لم تظهر أي مؤشرات لوقوع تراشق بالألفاظ أو عراك جسدي بين الركاب أو موظفين من الشركة.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن السلطات احتجزت صحفية لفترة وجيزة الاثنين عندما ذهبت للمستشفى للسؤال عن حالة كراوند.

"مرة أخرى شابة في إيران تكافح لتنجو، فقط لأنها ظهرت بشعرها في قطار الأنفاق. هذا أمر لا يحتمل. والدا أرميتا كراوند لا يجب أن يكونا أمام الكاميرات بل يجب أن يكون لهما الحق في أن يكونا بجوار ابنتهما".

وقالت مجموعة دادبان المعنية بالحقوق ومقرها إيران على وسائل التواصل الاجتماعي "مؤسسات الأمن الإيرانية قالت إن سبب حالتها انخفاض في ضغط الدم وهو أمر معتاد وسيناريو مكرر من مثل تلك الأجهزة الأمنية".

وفي فيديو نشرته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية قال والدا الفتاة إنها عانت من انخفاض في ضغط الدم وفقدت توازنها مما أدى إلى اصطدام رأسها داخل عربة قطار الأنفاق.

وقالت والدتها "أعتقد أن ضغط دم ابنتي انخفض لست واثقة تماما، أعتقد أنهم قالوا إن ضغطها انخفض". وأضافت أنه ليس هناك داع لإثارة الجدل.

ودعت جماعات حقوقية على وسائل التواصل الاجتماعي السلطات إلى نشر اللقطات المصورة من داخل العربة وقالت إن تصريحات الوالدين صدرت بالإكراه.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على منصة إكس للتواصل الاجتماعي "مرة أخرى شابة في إيران تكافح لتنجو. فقط لأنها ظهرت بشعرها في قطار الأنفاق. هذا أمر لا يحتمل. والدا أرميتا كراوند لا يجب أن يكونا أمام الكاميرات بل يجب أن يكون لهما الحق في أن يكونا بجوار ابنتهما".

ويسعى النظام الإيراني إلى قمع حالة التمرّد على قانون الحجاب وأقرّ برلمان الجمهورية الإسلامية الشهر الماضي قانونا جديدا يفرض عقوبات مشددة تصل إلى السجن عشر سنوات وغرامات ثقيلة على النساء المخالفات لقواعد اللباس الصارمة.

ويصمّ النظام الإيراني اذانه عن كافة التحذيرات من أن تؤدي العقوبات المشددة التي تستهدف المتمردات على الحجاب إلى تجدد الاحتجاجات التي تطورت إلى حدّ المطالبة بإسقاط النظام الحاكم.

وقتل مئات الأشخاص بينهم عشرات عناصر الأمن خلال المظاهرات السابقة التي قمعها الحرس الثوري بشدة، فيما لا يزال الآلاف من المعتقلين يقبعون في السجون بعد اتهامهم بارتكاب أعمال شغب بتحريض من جهات خارجية.