فدية قطرية أنقذت 57 أسيرا من الحرس الثوري في سوريا

الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد يكشف عن دور قطري ساعد في 2012 في إنقاذ العشرات من أفراد الحرس الثوري وقعوا أسرى لدى جماعة مسلحة، حيث تكفل أمير قطر حينها الشيخ حمد بدفع فدية قيمتها 57 مليون دولار لإطلاق سراح المحتجزين.
الدوحة واجهت في السابق انتقادات حادة بسبب وساطتها لدى جماعات إرهابية
لماذا دفع الشيخ حمد فدية الأسرى من الثوري الإيراني نيابة عن طهران
تصريحات نجاد تسلط الضوء على انخراط واسع للحرس الثوري في الحرب السورية

بوشهر (إيران) - أدلى الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد (2005/2013) بتصريحات سلطت الضوء على دور الحرس الثوري المتنامي في سوريا منذ بداية الحرب السورية كما كشف عن لعب قطر دور مهم للإفراج عن العشرات من الحرس الثوري كانوا قد وقعوا أسرى لدى مجموعة متطرفة.

وأشار أحمدي نجاد إلى أن أمير قطر السابق (الأمير الوالد) "الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، دفع 57 مليون دولار للإفراج عن 57 رجلا في الحرس الثوري، أسروا على يد جماعة مسلحة في سوريا"، بواقع مليون دولار عن كل رهينة.

وبحسب الرئيس الإيراني الأسبق الذي أدلى بتصريحاته من ميناء دير بمحافظة بوشهر بجنوب إيران، فإن هذه الواقعة جدت في العام 2012 أي بعد أشهر من بدايات الأزمة السورية التي تحولت لاحقا إلى حرب أهلية وتدخلت فيها أطراف دولية وجماعات متطرفة.

وانفتحت الساحة السورية بعيد انتفاضة 2011 التي بدأت سلمية وحاول النظام قمعها بالقوة على تدخلات أجنبية عربية ودولية وكان لقطر دور في دعم المعارضة التي كانت تعمل على الإطاحة بنظام الأسد.

قال أحمدي نجاد "حافلة للحرس الثوري في سوريا كانت في طريقها إلى ضريح السيدة زينب بجنوب دمشق، إلا أن سائق الحافلة قادهم عن قصد للوقوع في كمين لجماعة مسلحة معارضة (لم يحددها)، وأسرت كافة عناصر الحرس".

وأقر بأن "إيران والحكومة السورية لم تفلحا في الإفراج عن أسرى الحرس الثوري، مما خلق قلقا كبيرا داخل المسؤولين الإيرانيين خشية قطع رؤوسهم ونشر مقاطع فيديو لهم"، موضحا أنه "تم اللجوء إلى قطر للتوسط"، مؤكدا أن "الدوحة تمكنت بعد فترة من التوسط من الإفراج عنهم".

ويقول الرئيس الإيراني الأسبق في روايته إنه تلقى لاحقا اتصالا من أمير قطر (حينها) الأمير حمد أبلغه فيها بأنه توصل إلى طريقة للاتصال بالمجموعة المسلحة التي تحتجز العشرات من أفراد الحرس الثوري، وأن الجماعة المتشددة تطالب بمليون دولار عن كل فرد من المحتجزين.

وتابع أنه طلب من الأمير حمد بن خليفة أن يؤمن المبلغ على أن تسدده طهران لاحقا وهو ما حدث، بحسب ما جاء في تصريحات أحمدي نجاد، مضيفا "قلنا حسنا! على أية حال، فإن حياة كل إيراني تساوي أكثر من ذلك بكثير"، مشيرا إلى أن أمير قطر دفع المبلغ وتم الإفراج عن جميع الأسرى.

وكانت قطر واجهت في السابق اتهامات عربية وغربية بالارتباط بالإرهاب بشكل أو بآخر في الوقت الذي كانت تشير فيه التقارير إلى أن الدوحة تتخذ من الوساطة بين الدول وجماعات متطرفة تحتجز رعايا أجانب، غطاء لدعم وتمويل الإرهاب وهو ما نفته الحكومة والقيادة القطريتان مرارا.

وبحسب احمدي نجاد فإنه أرسل لاحقا وزير خارجيته إلى الدوحة ومعه شيك بـ57 مليون دولار لتسليمه لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة في تلك الفترة.

لكن الوزير الإيراني عاد لطهران ومعه الشيك قائلا إن الشيخ حمد هو من أعاده قائلا له "لقد فعلت ذلك من أجل إخوتي من دون مقابل، أبعث بتحياتي إلى نجاد وقل إنني فعلت ذلك من أجل صداقة الشعبين وإخوتي".

وكثف أحمدي نجاد في الفترة الأخيرة من اللقاءات الإعلامية بعد أن توارى لسنوات عن الأنظار أو كان يخفف من ظهوره العلني بعد أن غادر منصب الرئاسة في 2013 لخلفه الإصلاحي حسن روحاني.

ويعتقد أن لتصريحاته وعودته للظهور صلة بالانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في يونيو/حزيران، لكنه لم يعلن بشكل رسمي عزمه خوض الاستحقاق الانتخابي بينما يتوقع أنه حتى لو ترشح، فقد يرفض مجلس صيانة الدستور المخول بمنح الأهلية للمرشحين، ملف ترشحه.

وأحمدي نجاد رئيس بلدية طهران الأسبق والرئيس الإيراني الأسبق هو من تيار المحافظين وعرفت إيران في عهده أسوأ فترة بين العزل الدولي وعقوبات قاسية. كما شهدت البلاد خلال فترة حكمه حملات قمع غير مسبوقة وتنامي الاعتقالات والمحاكمات حتى لمن هم من أبناء الثورة.

وتأتي تصريحاته بينما دفع المحافظون الذين خسروا منصب الرئاسة منذ العام 2013 ويسعون جاهدين لاستعادته، بمرشحين متشددين معظمهم من قادة سابقين في الحرس الثوري أو من هيئاته، وهو ما يعطي إشارة قوية للقوى الغربية على اتجاه إيران إلى المزيد من التشدد في حال فوز أي من مرشحي التيار الديني المتشدد.