فرات قدوري يحصد جائزة زرياب للمهارات

الموسيقى رسالة ينقلها عازف القانون العراقي من أرجاء بلاده المعذبة إلى فضاء إنساني رحيب.

الرباط ـ منح المجلس الوطني للموسيقى بالرباط التابع لبيت اليونسكو بباريس ومؤسسة المهرجان الدولي للعود بتطوان جائزة "زرياب للمهارات" للفنان وعازف القانون العراقي فرات قدوري، أحد أجود وأمهر عازفي القانون دوليا وعربيا. 
     وتعد هذه الجائزة من أهم الجوائز العربية والدولية التي تمنح في مجال الموسيقى، وتسلم ضمن فعاليات المهرجان الدولي للعود بتطوان الذي تنظمه وزارة الثقافة تحت الرعاية السامية لملك المغرب، والتي تناوب على التتويج بها خيرة العازفين العرب في الآلات الوترية منذ منحها للعازف الراحل سعيد الشرايبي سنة 2002، ثم تناوب عليها العديد من الأسماء الفنية الرنانة كالموسيقار المغربي عبدالوهاب الدكالي والفنان المالي دياباتي توماني وسافاس أوزكوك ومارسيل خليفة ونصير شمة، وخوان كارمونا والثلاثي جبران الفلسطيني.
وسيتسلم المتوج الجديد العازف العراقي فرات قدوري هذه الجائزة الرفيعة ضمن فعاليات مهرجان الدولي للعود بتطوان في دورته العشرين التي ستنظم أيام 10 – 11- 12- 13 مايو/آيار الجاري. 
ويعتبر فرات قدوري من أبرز العازفين في العالم العربي على آلة القانون، ساعده في ذلك تكوينه الأكاديمي ودراسته للموسيقى منذ السادسة من العمر والتحاقه بمدرسة الموسيقى والباليه ثم معهد الدراسات الموسيقية وأكاديمية الفنون الجميلة في بغداد. وكان عضوا في فرقة البيارق التي أسسها الفنان الراحل منير بشير سنة 1986، وشهدت هذه الفترة التأثير الكبير في مستوى العزف عند فرات وذالك تزامنا مع دخوله معهد الدراسات الموسيقية المتخصص في المقام العراقي والآلات التراثية.
يذكر أن فرات عازف ومؤلف موسيقي متميز لآلة القانون، عشقته الآلة قبل أن يعشقها، وتمكنت منه موسيقى البوب منذ الصغر، فسعى جاهداً لتكوين مزيج موسيقي خاص، يجمع طاقة البوب برقي وكلاسيكية القانون كآلة تراثية أصيلة. ولعشقه الكبير بالمقام العراقي، نجح بحرفيته الكبيرة في أن يمزج هذا المقام العراقي بالموسيقى الغربية، ليكون النتاج خليطاً عالمياً متفرداً.
 كما ساهمت إقامته في أوروبا تحديدا في بلجيكا والمانيا أن يكون سفيرا لآلة القانون وفق روحية عراقية منفتحاً على الأنغام العالمية المعاصرة حيث جاءت إقامته في هذه الدول فرصة للاتصال مع ثقافات وبيئات جديدة للمعرفة والتلقي وتراكم المعرفة والخبرات الإنسانية، فصار علامة حاضرة في أكثر من مهرجان موسيقي عربي ودولي.
وقد شارك في عدد من المهرجانات العربية والعالمية. حيث عزف موسيقى موزارت مستخدما الآلات الموسيقية العربية، وهو ما يشير إلى فلسفته بالبحث عن مزج الأساليب الموسيقية، والتقاليد وهو يعزف القانون بمصاحبة موسيقى من الهند وبنغلادش، وأسبانيا وإيطاليا، وموسيقى الجاز والموسيقى الكلاسيكية وغيرها.
وتنفتح ألحان فرات قدوري على تجارب إنسانية حياتية وثقافية وإضاءات تاريخية وأسطورية، لكنها وان اتسعت لا تخرج من مدار شخصي يتخذ من "القانون" مركزا نغميا يتصل بآلات وتجارب موسيقية عراقية وعربية وإنسانية أوسع مرة بروح المداعبة ومرات بروح الحوار والاتصال العميق. 
الموسيقى رسالة ينقلها فرات قدوري من أرجاء بلاده المعذبة الى فضاء إنساني رحيب. وكل هذا يأتي عبر انتماء موسيقي عماده النغم العراقي والعربي المنفتح على فضاءات وتجارب الموسيقى المعاصرة في "الجاز" و"الفيوزن".