فرنسا تتحسّب لاعتداءات إرهابية خلال أولمبياد باريس

الرئيس الفرنسي يؤكد وجود خطط بديلة في حال ارتفع مستوى التهديد الأمني بما في ذلك إمكانية نقل حفل الافتتاح إلى ملعب فرنسا.

باريس - اعتبر لوران نونيز قائد شرطة العاصمة الفرنسية باريس اليوم الجمعة أن "إرهاب المتشددين الإسلاميين" هو المصدر الرئيسي للقلق الأمني مع اقتراب دورة الألعاب الأولمبية المقررة في 26 يوليو/تموز والاستعداد لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة نهاية شهر يونيو/حزيران، وسط حالة تأهب كبرى على خلفية الدعم الفرنسي لإسرائيل في حربها على غزة.
وكانت السلطات الفرنسية قد أحبطت في شهر مايو/آيار الماضي مخططا لمهاجمة فعاليات لكرة القدم في مدينة سان إتيان جنوب البلاد وألقت القبض على شيشاني يبلغ من العمر 18 عاما للاشتباه في وقوفه وراء مخطط الهجوم على ملعب رياضي.
وقال نونيز في مؤتمر صحفي قبل سبعة أسابيع من حفل افتتاح الأولمبياد، الذي سُيقام على ضفاف نهر السين إنه "لا توجد تهديدات قاطعة حتى الآن ضد الألعاب الأولمبية وبلادنا لكن أود أن أذكركم أنه في نهاية شهر مايو/أيار، جرى اعتقال شخصين في سانت إتيان لتجهيزهما مخططا يستهدف الأولمبياد بشكل مباشر".
وتابع "التهديد الإرهابي يظل على نفس قدر الأهمية مع التهديدات الناجمة عن احتجاجات الجماعات البيئية المتطرفة واليسار المتطرف والحركة المناصرة للفلسطينيين".
وتخشى السلطات الفرنسية من أن تكون باريس عرضة للهجمات خلال حفل الأولمبياد وذلك على خلفية التهديدات المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
ويبدو أنّ حفل الافتتاح الكبير والعروض المصاحبة له باتت تمثل كابوسا حقيقيا لأجهزة الأمن الفرنسية، حيث قلّصت فرنسا عدد الأشخاص المسموح لهم بحضور التظاهرة إلى النصف، نحو 300 ألف، مع تشديد شروط الدخول، بعد أن كان من المخطط أن تضم الآلاف من المشاهدين مع عرض مفتوح مجاني على طول نهر السين.
وفي شهر أبريل/نيسان الماضي كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أشار إلى إمكانية نقل حفل افتتاح الألعاب الأولمبية إلى مكان أكثر رمزية وهو ملعب فرنسا بضاحية سان دونيه الذي سيستضيف أيضا منافسات ألعاب القوى.
ودعا ماكرون إلى حشد أعداد استثنائية من قوات إنفاذ القانون لضمان سلامة جميع الحاضرين، مشيرا إلى وجود خطط بديلة في حال ارتفع مستوى التهديد الأمني بما في ذلك تقصير مسافة العرض.
وكانت مصادر قد أفادت في وقت سابق بأن الحكومة الفرنسية طلبت من قرابة 45 دولة أجنبية إرسال آلاف العسكريين والأمنيين الإضافيين والموظفين المدنيين لمعاضدة جهودها في تأمين الألعاب الأولمبية. 
وسيتم تقسيم الاحتياجات الأمنية بين الشركات الحكومية والخاصة ونشر ما يقدر بـ22 ألف من عملاء الأمن الخاص من قبل الشركات لتأمين المواقع إضافة إلى تعبئة 45 ألف من قوات الجيش والشرطة للمناطق المحيطة.
وتم إيقاد الشعلة الأولمبية لأولمبياد باريس في أبريل/نيسان الماضي في مدينة أولمبيا اليونانية، واستغرقت الرحلة 11 يوما عبر اليونان ثم نُقلت إلى فرنسا قبل نحو 100 يوم من حفل الافتتاح المقرر في 26 يوليو/تموز المقبل.
وسيشهد العرض حضور 10 آلاف و500 رياضي يبحرون على متن قوارب على نهر السين، ليكون أول حدث من نوعه يقام خارج الملعب.