فرنسا تحث على إنقاذ الاتفاق النووي من انتهاكات إيران

دعوة باريس إلى حماية الاتفاق النووي تأتي بعد أن لوحت طهران بتقليص التزاماتها النووية بلا حدود، ما يهدد بانهيار الاتفاق.
باريس تحذر من العودة إلى أزمة انتشار نووي حال انهيار الاتفاق

باريس - دعت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي السبت إلى ضرورة إنقاذ الاتفاق النووي وكبح إيران عن انتهاكاتها النووية، فيما يتصاعد التوتر في المنطقة بعد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني وإعلان طهران في انتهاك جديد تخصيب اليورانيوم "بلا قيود".

وأشارت بارلي إلى أن فرنسا تسعى إلى تجنب العودة لأزمة انتشار نووي، موضحةً أن ذلك يعني "ألا نقتل الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في فيينا قبل خمس سنوات. هذه الوسيلة الوحيدة التي نملكها، ويترتب على ذلك أيضاً أن تكف إيران عن انتهاكاتها التدريجية للاتفاق التي بات من المتعذر الرجوع عنها إلى حد ما".

وأضافت "يجب الآن استئناف الحوار. يجب حماية اتفاق فيينا ونحن نحتاج لتحقيق ذلك إلى تعاون الإيرانيين التام".

وكانت طهران قد أعلنت الأحد الماضي تزامنا مع مقتل سليماني على يد القوات الأميركية، أنها ستخصب اليورانيوم "بلا قيود" وفقا لاحتياجاتها التقنية، ما أثار مخاوف الأطراف الأوروبية من انهيار الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

ويضم الاتفاق النووي الذي يلزم طهران بتخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 3.6 بالمئة، كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا وإيران وأميركا.

ودخل الاتفاق النووي في نفق التوتر الإيراني الأميركي بعد أن انسحبت منه واشنطن في العام 2018، وفرضت عقوبات اقتصادية على طهران، فيما بدأت الأخير بعد ذلك في تقليص التزاماتها النووية لمحاولة الضغط على الإدارة الأميركية التراجع عن عقوباتها.

وانتهكت طهران الاتفاق النووي في أكثر مناسبة، ما ساهم في تصاعد حدة الصراع مع واشنطن التي زادت في عقوباتها على الاقتصاد الإيراني الذي شهد تراجعا.

وفي الـ3 من يناير/كانون الثاني وصل التوتر الأميركي الإيراني إلى أوجه بعد أن استهدفت طائرة أميركية مسيرة في بغداد قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

ودخلت طهران وواشنطن في حرب تهديدات بعد مقتل سليماني، فيما أكدت إيران الأربعاء أنها قواتها استهدفت قاعدتين أميركيتين في بغداد بعشرات الصورايخ، مشيرة إلى مقتل 80 عسكريا أميركيا على الأقل إثر العملية، فيما قللت الولايات المتحدة حجم الخسائر المعلنة.

وفي نفس اليوم قتل 176 مدنيا في تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الأوكرانية أقلعت من طهران باتجاه كييف واعترفت إيران بعد نفيها بتورطها في إسقاط الطائرة معلنة مسؤوليتها عن الحادث وزعمت أن أنه وقع عن طريق الخطأ.

وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي
الدفاع الفرنسية تدعو طهران إلى الكف عن انتهاكاتها النووية

وتزايد القلق الدولي من تصاعد التوتر الأميركي الإيراني، حيث أكدت دول العالم من أن اشتعال الحرب بين الطرفين يضر باستقرار منطقة حيوية، فيما تتالت الدعوات إلى خفض هذا الصراع.

واعتبرت بارلي السبت أنه يجب "اغتنام المناسبة لفتح المجال من جديد أمام محادثات والمفاوضات" حول الملف النووي مع إيران، التي أقرت بإسقاط طائرة مدنية أوكرانية عن طريق الخطأ.

وقالت الوزيرة الفرنسية في مقابلة مع إذاعة فرانس إنتر "من المهم استغلال هذه المناسبة لفتح المجال من جديد أمام المحادثات والمفاوضات"، معربة في الوقت نفسه عن حزنها "لعائلات ضحايا" الطائرة المنكوبة التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية الدولية.

ورأت الوزيرة الفرنسية أن "الدروس التي استخلصناها من سلسلة الأحداث المتتالية الأخيرة التي شهدناها منذ نهاية عام 2019، هي أنه يجب وضع حد للتصعيد".

وأعربت عن اعتقادها بأن "هذه النتيجة تم التوصل إليها منذ 8 كانون يناير/الثاني، فقد اختار الرئيس الأميركي ألا يرد عسكرياً بعد الضربات الإيرانية على قواعد عسكرية أميركية في العراق"، التي جاءت بدورها رداً على مقتل سليماني.