فرنسا تحذّر من حرب إقليمية دائمة بسبب سوريا

وزير الخارجية الفرنسي يعتبر أن النظام السوري ربح الحرب، لكنه لم يحقق السلام، مشيرا إلى أن هناك خمسة جيوش تتواجه اليوم في سوريا وأن الحوادث الأخيرة تنذر باندلاع حرب إقليمية.

فرنسا تشكك في إمكانية تطبيق اتفاق ادلب
وزير الخارجية الفرنسي يؤكد على حل سياسي للأزمة السورية
باريس مستعدة للمصادقة على اتفاق ادلب في مجلس الأمن

نيويورك - حذر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الاثنين من أن المنطقة المحيطة بسوريا يمكن أن تشهد "حربا دائمة" إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي في هذا البلد.

وقال لودريان في مؤتمر صحافي على هامش الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة إن "العمل من أجل حل سياسي من مسؤولية (الرئيس السوري) بشار الأسد وكذلك الذين يدعمونه وإلا فيمكن أن نسير باتجاه حرب دائمة في المنطقة".

وأضاف الوزير الفرنسي "يمكننا القول تقريبا إن بشار الأسد ربح الحرب، نلاحظ ذلك لكن لا يمكننا القول إنه حقق السلام. حين يربح طرف ما الحرب بدون تحقيق السلام هذا يعني أنه لم يتم ربح الحرب رغم تحقيق تقدم على الأرض".

وتابع أن الحادث الأخير الذي أدى إلى إسقاط طائرة عسكرية روسية من قبل الدفاعات الجوية السورية بعد غارة إسرائيلية في سوريا يشكل دليلا على ذلك.

وقال الوزير الفرنسي "هناك اليوم خمسة جيوش تتواجه في سوريا والحوادث الأخيرة تظهر أن خطر اندلاع حرب إقليمية هو خطر فعلي".

واعتبر أيضا أن الاتفاق الروسي - التركي لإقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب بشمال غرب سوريا "يشكل نبأ سارا على المدى القصير لتجنب حمام دم لكن يبقى تطبيقه غير مؤكد".

وأوضح لودريان أن "هذا الاتفاق يفتح مجالا أمام الدبلوماسية لكنه لا ينهي الحرب في إدلب ولا في سوريا"، مضيفا "أرى أن إيران وبشار الأسد ليسا طرفين في الاتفاق ولا شيء يضمن" تعاونهما.

وتوافق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان على إقامة "منطقة منزوعة السلاح" في إدلب بحلول منتصف أكتوبر/تشرين الأول تشرف عليها موسكو وأنقرة. وينص الاتفاق على وجوب إخراج كل الأسلحة الثقيلة وجميع الجهاديين من هذه المنطقة.

وقال لودريان إن "التمييز بين عناصر جماعات إرهابية وعناصر ليست كذلك، سيكون مهمة حساسة"، معتبرا أن "طرد" الإرهابيين من هذه المنطقة "سيعني التراجع لشن هجوم أكبر" في إشارة إلى المعارك المحتملة المقبلة بين النظام السوري وهذه المجموعات، فضلا عن خطر تفرق المقاتلين الجهاديين خارج سوريا.

وأكد لودريان استعداد فرنسا للمصادقة على هذا الاتفاق في مجلس الأمن الدولي بناء على "رغبة" تركيا وذلك بهدف ضمان متانته.

وأضاف "نحن نؤيد ذلك"، مطالبا بأن "ترفق هذه الآلية بعملية سلام" تشكل بداية حل في سوريا.