فرنسا تحشد لتشديد الضغوط على الأسد

الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون يتوقع انتهاء الصراع السوري قريبا، معتبرا أن بقاء بشار الأسد على رأس السلطة في سوريا سيكون خطأ فادحا.

ماكرون يحذر من أزمة إنسانية في ادلب
فرنسا تتمسك بالحل السياسي وبرحيل الأسد
الأسد عزّز بإسناد روسي موقفه الميداني والسياسي

باريس - حذّر الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون اليوم الاثنين من بقاء الرئيس السوري بشار الأسد على رأس السلطة في سوريا، معتبرا أن ذلك سيكون خطأ فادحا.

وقال ماكرون في خطابه السنوي أمام السفراء الفرنسيين "نرى بوضوح الأطراف الذين يودون بعد انتهاء الحرب على داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)، الدفع في اتجاه عودة الوضع إلى طبيعته: بشار الأسد يبقى في السلطة واللاجئون يعودون وبعض الأطراف الآخرون يتولون إعادة الإعمار".

وتابع "إن كنت أعتبر منذ اليوم الأول أن عدونا الأول هو داعش ولم أجعل يوما من عزل بشار الأسد (الرئيس السوري) شرطا مسبقا لعملنا الدبلوماسي أو الإنساني في سوريا، فإنني في المقابل أعتقد أن مثل هذا السيناريو سيكون خطأ فادحا".

وموقف ماكرون الأخير مناقض لمواقف سابقة كان أشار فيها إلى أن أولوية فرنسا ليس عزل أو رحيل الأسد.

وقلب النظام السوري بإسناد روسي معادلة الصراع لصالحه بعد أن استعاد السيطرة على معظم الأراضي التي كانت خاضعة للمعارضة أو فصائل إسلامية متشددة.

وعزز الأسد موقفه ميدانيا وسياسيا وحشر المعارضة في الزاوية حتى في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة من خلال وسيطها ستيفان دي ميستورا.

وتساءل ماكرون "من الذي تسبب بآلاف اللاجئين هؤلاء؟ من الذي ارتكب مجازر بحق شعبه؟ لا يعود لفرنسا ولا لأي دولة أخرى أن تعيّن قادة سوريا في المستقبل، لكن من واجبنا ومن مصلحتنا أن نتثبت من أن الشعب السوري سيكون فعلا في وضع يسمح له بذلك".

ووفرت روسيا لنظام الأسد غطاء عسكريا متينا وكذلك غطاء سياسيا ما أخرجه نسبيا من عزلة دولية وإقليمية وأصبح رقما صعبا في معادلة  التسوية السياسية التي يدفع باتجهها المجتمع الدولي.

ورفضت روسيا مرارا أي حديث عن مصير حليفها الأسد ضمن المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن مصير الأسد يقرره الشعب السوري لوحده.

وحذّر ماكرون من أن "الوضع اليوم مقلق لأن النظام يهدد بالتسبب بأزمة إنسانية جديدة في منطقة إدلب ولا يبدي حتى الآن أي رغبة في التفاوض بشأن أي عملية انتقال سياسي".

وأضاف "هذا يفترض تشديد الضغط أكثر على النظام وحلفائه وأترقب الكثير بهذا الصدد من روسيا وتركيا على ضوء دورهما والتزاماتهما".

وتتجه الأنظار حاليا إلى إدلب الواقعة في شمال غرب سوريا على الحدود مع تركيا، في ظل استعدادات عسكرية تقوم بها قوات النظام لشن هجوم ضد آخر أبرز معاقل الفصائل وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا).

وهذه المحافظة جزء أيضا من "مناطق خفض التوتر" التي أقيمت في سوريا في ختام مفاوضات السلام في استانا التي جرت برعاية روسيا وتركيا وايران (الدول الضامنة للاتفاق).

وقال ماكرون "إننا أمام ساعة الحقيقة" في سوريا حيث "نقبل على ما أعتقد على آخر أشهر من النزاع" المستمر منذ مارس/اذار 2011.

وسيشرف على هذه المرحلة الجديدة في سوريا من جانب فرنسا الممثل الشخصي الجديد للرئيس في سوريا فرنسوا سينيمو الذي غادر للتو منصبه سفيرا في إيران.

وكان أعلن عن تعيين هذا المسؤول السابق في الاستخبارات الخارجية الفرنسية البالغ من العمر 61 عاما في يونيو/حزيران.

وأغلقت فرنسا عام 2012 سفارتها في دمشق احتجاجا على حملة القمع التي ينفذها النظام في هذا البلد، من غير أن تقطع علاقاتها الدبلوماسية رسميا.

وقال المتحدث باسم الحكومة بنجامين غريفو في يونيو/حزيران "إننا لا نعيد فتح سفارة في سوريا".

وأوضح ماكرون أنه سيعلن "خلال الأسابيع المقبلة" عن "مبادرات ملموسة" لتشجيع الاستقرار في الشرق الأوسط، مشددا على أنه "لا يمكن بناؤه إلا في ظل النهج التعددي".

وأشار أيضا إلى أنه أجرى مباحثات هاتفية مع الرئيس الإيراني حسن روحاني قبل مؤتمر السفراء.

كما أعلن عن زيارة إلى القاهرة "في الأشهر المقبلة" بعدما تتولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي.