فرنسا تلتمس الأعذار للجيش التشادي بعد السيطرة على الحكم

وزير الخارجية الفرنسي يعتبر أن سيطرة الجيش على السلطة في تشاد أمر فرضته الظروف الاستثنائية، فيما تراه المعارضة انقلابا.
ماكرون ولو دريان سيحضران جنازة ديبي
رئيس البرلمان التشادي يقبل تولي الجيش إدارة البلاد لفترة انتقالية
المتمردون يهددون بالزحف إلى العاصمة نجامينا بعد نجاحهم في قتل ديبي
تشاد مفتاح الأمن والحرب على الإرهاب في منطقة الساحل

باريس - دافع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان اليوم الخميس عن سيطرة الجيش على تشاد، على الرغم من اعتراضات المعارضة هناك، قائلا إن ذلك كان ضروريا من أجل تحقيق الأمن وسط "ظروف استثنائية".

وتولى ابن رئيس تشاد إدريس ديبي الرئاسة وقيادة القوات المسلحة أمس الأربعاء بعد مقتل أبيه على جبهة القتال وحل الحكومة والبرلمان في الوقت الذي تهدد فيه قوات المتمردين بالزحف على العاصمة.

وبحكم الدستور كان يتعين أن يتولى رئيس البرلمان رئاسة البلاد مؤقتا، لكن بعد أن حل الجيش البرلمان قال رئيسه هارون كبادي في بيان إنه وافق "لتطور الأحداث العسكرية والأمنية والسياسية" على انتقال السلطة للجيش. وقال لو دريان إن موقف كبادي يبرر سيطرة الجيش على البلاد.

وأضاف للقناة الثانية بالتلفزيون الفرنسي "هناك ظروف استثنائية. من حيث المنطق، كان يفترض أن يكون السيد كبادي... لكنه رفض لاعتبارات أمنية استثنائية كانت مطلوبة لضمان استقرار هذا البلد".

وشجبت المعارضة السياسية في تشاد سيطرة الجيش وكذلك قائد عسكري قال إنه يتحدث باسم الكثير من الضباط. ودعت نقابات عمالية للإضراب.

وقُتل إدريس ديبي على جبهة القتال مع متمردين قاموا بالغزو من الشمال بعد أن حكم البلاد حكما شموليا لأكثر من 30 عاما وكان عنصرا مهما في إستراتيجية فرنسا الأمنية في أفريقيا.

ولفرنسا نحو 5100 جندي يتمركزون في المنطقة في إطار عمليات دولية لقتال المتشددين الإسلاميين ومنهم قوات متمركزة في قاعدتها الرئيسية بالعاصمة نجامينا.

وأي اضطرابات في تشاد، حيث أفضل جيوش المنطقة تدريبا وأكثرها خبرة في القتال، قد يضر بجهود محاربة جماعة بوكو حرام في حوض بحيرة تشاد وجماعات على صلة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية في منطقة الساحل الأفريقي.

وفي أول تصريحات يدلي بها علنا منذ تولي السلطة، قال الجنرال محمد ديبي ابن الرئيس الراحل إن الجيش يريد إعادة السلطة لحكومة مدنية وإجراء انتخابات حرة وديمقراطية خلال 18 شهرا.

وقال ياسين عبدالرحمن ساكن رئيس حزب الإصلاح السياسي المعارض "ندرك أن الجيش وفرنسا أرغماه... الدفع بأن رئيس البرلمان كبير ومريض ليس مقنعا". ووصف نقل السلطة من الأب للابن بالانقلاب.

ويسافر لو دريان مع الرئيس إيمانويل ماكرون غدا الجمعة لحضور جنازة ديبي وإجراء محادثات مع المجلس العسكري.

وقال إن الأولوية هي أن يلعب المجلس العسكري الدور الرئيسي في ضمان الاستقرار ثم التركيز على انتقال سلمي يتسم بالشفافية.