فرنسا تنتقد التقصير الأميركي تجاه اعتداءات إيران في الخليج

وزيرة الجيوش الفرنسيّة قلقة من تراجع الانخراط الأميركي في الشرق الأوسط، مقابل تزايد النفوذ الإيراني المقوض لأمن المنطقة.
وزيرة الجيوش الفرنسية تعتبر أن تجنب أميركا الرد على اعتداءات إيران ولّد أحداثا خطيرة
باريس تعلن أنها ستعمل على كبح الخطر الإيراني المستهدف لاستقرار منطقة الخليج

المنامة - انتقدت وزيرة الجيوش الفرنسيّة فلورانس بارلي السبت ما اعتبرته تراجعا "تدريجيا ومتعمدا" للدور الأميركي في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنّ تجنّب الرد على اعتداءات إيران في  الخليج ولّد أحداثا "خطيرة".

ومنذ أيار/مايو، تشهد المنطقة توتّرا متصاعدا على خلفية هجمات ضد ناقلات نفط وضربات بطائرات مسيّرة وصواريخ استهدفت منشآت شركة أرامكو النفطية السعودية.

وتورطت إيران خلال الأشهر الماضية في سلسلة اعتداءات على سفن فقي مضيق هرمز وخليج عمان ومنشآت نفطية في بقيق وخريص بالسعودية في سبتمبر/أيلول الماضي، حيث وجهت واشنطن والرياض ودول أوروبية التهم لطهران، التي نفت أي دور لها.

لكن على الرغم من هذه الاتهامات والحوادث، وبينها إسقاط طائرة مسيّرة أميركية، تجنّبت الولايات المتحدة الرد بالمثل.

وقالت بارلي في خطاب خلال مؤتمر 'حوار المنامة' السنوي "رأينا عدم انخراط أميركي تدريجي متعمّد"، مضيفة أن هذه السياسة "كانت مطروحة على الورق" لفترة من الوقت، لكنّها أصبحت أكثر وضوحًا مؤخّرا.

وأضافت "عندما مضى تلغيم سفن دون رد، أُسقطت الطائرة بدون طيار. وعندما حدث ذلك بدون رد، قُصفت منشآت نفطية رئيسية. أين تتوقّف هذه الأحداث؟ أين الأطراف التي تفرض الاستقرار؟".

وتابعت بارلي أن "المنطقة معتادة على انحسار ثم تزايد التدخل الأميركي، لكن هذه المرة بدا الأمر أكثر خطورة".

ورأت الوزيرة أنّ التراجع الأميركي يمضي ضمن "مسار بطيء"، مذكّرة بمرور حاملة طائرات أميركية وسفن أخرى مرافقة لها هذا الأسبوع في مضيق هرمز الاستراتيجي.

وقالت "لكن الاتجاه واضح كما أعتقد، بصرف النظر عمن سيفوز في الانتخابات المقبلة".

وفي استعراض للقوة، عبرت حاملة الطائرات أبراهام لينكولن والمجموعة المرافقة لها الثلاثاء المضيق الاستراتيجي.

وبحسب وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، يعود آخر عبور لحاملة طائرات أميركية لمضيق هرمز إلى أبريل/نيسان الماضي.

وفي هذا السياق أكدت بارلي أن باريس ستحث إيران على كف أنشطتها التخريبية المقوضة لأمن المنطقة.

وقالت إنّ "فرنسا تؤيّد مهمة أوروبية منفصلة، من المفترض أن تبدأ "قريبًا جدًا".

وأوضحت "نريد أن نوضح أن سياستنا مغايرة لسياسة الضغوط القصوى الأميركية" على إيران.

وكانت فرنسا وبريطانيا اقترحتا في يوليو/تموز بناء تحالف لحماية السفن في الخليج، لكن لندن انضمت في ما بعد إلى التحالف الذي أطلقته الولايات المتحدة هذا الشهر ويضم استراليا والولايات المتحدة ودولا خليجية بينها السعودية.

كما تطرّقت بارلي إلى التوترات حيال حلف شمال الاطلسي 'ناتو'، معتبرة أنّه يظل حجر الزاوية للأمن في أوروبا لكن “حان الوقت للانتقال من الموت السريري إلى التخطيط”.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثار جدلاً في وقت سابق من هذا الشهر عندما قال انه يعتقد أن الناتو مات سريريا، معربًا عن أسفه لعدم التنسيق بين أوروبا والولايات المتحدة، وذلك في مقابلة مع مجلة "الإيكونوميست".

وذكرت بارلي أنّ قمة الحلف في لندن في ديسمبر/كانون الأول المقبل سيتخلّلها اقتراحات "للتفكير في مستقبل الناتو".