فرنسا تنفي استغلال الثروات الطبيعية التونسية

السفير الفرنسي يؤكد ان الاتفاقيات الاستعمارية بخصوص استغلال الثروات الباطنية في تونس تم إلغاؤها وان شركة كوتيزال المستغلة للملح التونسي شركة خاصة لا تتبع الدولة الفرنسية.

تونس- تثير العلاقات التونسية الفرنسية كثيرا من الجدل وتسيل كثيرا من الحبر خاصة بعد التهم التي وجهتها أطراف سياسية حققت فوزا في الانتخابات التشريعية لباريس باستغلال الثروات الطبيعية لتونس.
ورفض السفير الفرنسي اوليفي بوافر دارفور في حوار بث على قناة حنبعل الخاصة الأربعاء تلك التهم قائلا انه يتم تهويل قضية استغلال الثورات الباطنية والطبيعية في تونس.

واشار السفير الفرنسي الى ان التهم الموجهة لباريس مجرد خطاب شعبوي مضيفا "اقسم ان بلادي لا تستغل أية ثروة طبيعية في تونس".

واكد سفير فرنسا ان جميع الاتفاقيات الاستعمارية مع تونس قد الغيت واضمحلت ولم يعد معمولا بها. 

وأوضح ان قضية استغلال فرنسا للملح في تونس ليس صحيحا مضيفا "شركة كوتيزال التي تستغل هذه المادة وفق اتفاقيات سابقة هي شركة خاصة لا علاقة لها بالدولة الفرنسية".
وأكد سفير فرنسا ان بلاده تدعم النظام الديمقراطي في تونس مشيرا بان بلاده تخلت عن النهج الاستعماري وان لا حاجة لتقديم الرئيس الفرنسي فرنسوا ماكرون اعتذاره للتونسيين عن الفترة الاستعمارية.
وطالب من بعض السياسيين التونسيين التخلي عن خطاب المزايدة والتضليل تجاه فرنسا.
وكان ائتلاف الكرامة وهو تيار إسلامي قريب من النهضة وحقق 21 مقعدا في البرلمان بنا خطابه السياسي على معاداة فرنسا واتهامها باستغلال الثروات الطبيعية في تونس وفق اتفاقيات استعمارية سابقة.
كما انتقد الائتلاف الزيارات والأنشطة التي يقوم بها السفير الفرنسي معتبرين انها مخالفة للدبلوماسية وللبروتوكولات المعتمدة بين السفراء.
ووصل الامر ببعض قيادات الائتلاف الى المطالبة بالقبض على السفير الفرنسي وإدخاله السجن في خطاب وصفه الامر بانه صدامي وغير مقبول ويشيئ الى سمعة البلاد في الخارج.

حيث دعا النائب عن الائتلاف راشد الخياري في خطاب امام المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة بعد فوزه بمقعد في البرلمان الى ضرورة القبض على السفير رغم تبرا رئيس الائتلاف سيف الدين مخلوف من ذلك الخطاب.
وشارك عدد من المرشحين السابقين للانتخابات الرئاسية على غرار الصافي سعيد ولطفي المرايحي وسيف الدين مخلوف وغيرهم في تبني قضية تاميم حقول النفط والغاز اضافة الى إنتاج الملح.
وأثارت مداخلة المرشح لطفي المرايحي في المناظرة التلفزية التي اجريت قبل يومين من الدور الأول للانتخابات الرئاسية والتي اقيمت يوم 15 في ايلول/سبتمبر جدلا واسعا بعد استعانته بوثيقة تؤكد استغلال فرنسا لموارد تونس الطبيعية عبر عقود تعود للفترة الاستعمارية.
وحاول القائمون على المناظرة سحب الوثيقة من المرايحي وهي عبارة عن كتاب يتحدث عن الاتفاقيات بين فرنسا وتونس إبان الحقبة الاستعمارية والفترة التي سبقت الاستقلال لكن المرشح الرئاسي رفض ذلك.

واتهم السفير الفرنسي بمحاولة التأثير على العملية السياسية في تونس حيث  التقى اثناء الحملة الانتخابية عددا من المرشحين الرئاسيين على غرار محمد عبو وعبير موسي في حي .رفض اخرون مقابلة السفير على غرار الهاشمي الحامدي الذي انتقد تدخله في الشأن الداخلي.