فزع الغرب من الصين

الاسلاميون سيمنعون بتفجيراتهم المستمرة الصين وغير الصين من الاقتراب، وسوف تتفرغ الولايات المتحدة لحصار الصين من جنوبها بالتحالف مع بريطانيا وأستراليا.
كانت أفغانستان كنزا لأميركا ولولا حاجتها الى نشر الفوضى في المنطقة لما انسحبت
لم تخالف الصين قوانين التجارة ولم تتغول على الدول وتنهب أموالها ولم تذهب لاحتلال البلاد البعيدة

تسببت دعوة الصين لشعبها بتكديس المواد الغذائية بحالة من الرعب الغربي خشية اندلاع صدامات عسكرية بين الصين والدول الأوروبية الغربية، وتعيش الولايات المتحدة والدول الغربية حالة من الفزع وانشغلت بالتخطيط لضبط هيمنة الصين على الأسواق العالمية، وهو اعتراف ضمني بالهزيمة أمام ما تسميه هذه الدول بـ "التجارة الحرة والتنافس الحر" فقد أقضت الصين مضجعهم بتحقيقها نسبة نمو اقتصادي 5% وهناك مصادر تقول أن النسبة 8% وهذا ما لم تحققه أية دولة في العالم. وهذا يثبت أن ما تدعيه الدول الغربية من حرية التنافس العادل هو ليس إلا كذب، وحالما خسروا التنافس، ظهر حقدهم واستعدوا للحرب والتدمير.

لم تخالف الصين قوانين التجارة الحرة، ونسبة الانبعاثات من صناعاتها مساوية للانبعاثات من الولايات المتحدة ولم تتغول على الدول وتنهب أموالها بوقاحة ولم تذهب لاحتلال البلاد البعيدة لنهب موادها الأولية ولم تمول جماعات إرهابية بهدف عرقلة تقدم الدول، ولم تحرض الشعوب على الثورة والانفصال، ولم تسحب معداتها من الأسواق لمخالفتها المواصفات والمقاييس الدولية كما حدث مع بعض الشركات الغربية الكبرى، ولديها نظام تعليمي من أقوى الأنظمة على الرغم من وجود 80 طالب في الصف،، كما أن منتجاتها لا تقتصر على الطبقة المخملية من المجتمع بل لديها منتجات رخيصة للفقراء وأخرى عالية الجودة للأغنياء والله يعلم ما إذا كان فيروس كورونا فعلا جاء من الصين أم من الجنود الأميركيين الذين شاركوا في المناورات العسكرية التي جرت في مدينة ووهان الصينية في عام 2019.

وبحجة أن الوجود العسكري في أفغانستان مكلف، انسحبت الولايات المتحدة وتركت الساحة لطالبان، وبالطبع، يعرف العالم أجمع أن الولايات المتحدة لا تتواجد عسكريا في أية دولة في العالم إلا بعد دراسة الجدوى الاقتصادية. من الذي استخرج النفط وأخذه من العراق في عام 2003؟ أليست شركة هاليبيرتون الأميركية؟ وهذا ما حصل أيضا في أفغانستان حيث انتشر المقاولون الأميركيون وحازوا على عقود مربحة جدا، ألا يصب ذلك في خرينة الولايات المتحدة؟ بل لقد كانت أفغانستان كنزا لأميركا ولولا حاجتها الى نشر الفوضى في المنطقة لما انسحبت، فلديها إسلاميون يهدمون كل شيء طمعا بسبعين حورية، فلماذا تقاتل بجنودها؟ إن الاسلاميين سيمنعون بتفجيراتهم المستمرة الصين وغير الصين من الاقتراب، وسوف تتفرغ الولايات المتحدة لحصار الصين من جنوبها بالتحالف مع بريطانيا وأستراليا.

لغاية اللحظة، لم تحصل اشتباكات لكن لا أحد يعرف هل هم جادون أم مجرد تهديد من خلال الانتشار العسكري، وقد لا يأخذ الصراع شكل الأسلحة العسكرية وهناك احتمال بنشر فيروسات كفيروس كورونا، أو ربما تدمير الكابلات البحرية لقطع الاتصال بين الصين ودول العالم وضربها اقتصاديا، مما يفسر التواجد العسكري في جنوب شرق آسيا وشراء الولايات المتحدة لغواصات تسير بالطاقة النووية. ربما يكون الاحتمال العسكري ضعيفا فقد تركت الدول النووية أسلوب خوض الحروب مباشرة منذ عقود وصارت تعتمد على أساليب أخرى كالحرب بالنيابة والصراع الاقتصادي ونشر الفوضى داخل الدول المعادية كما حدث في مظاهرات ساحة تيانانمن الصينية في عام 1989 لتفتيت الصين الى دويلات عرقية ولكن تلك الثورة فشلت، ولم تنجح في تفتيت الصين كما نجحت في تفتيت الاتحاد السوفيتي السابق، لكن الهدف لا يزال على رأس أولويات أميركا.