فصائل سورية متشددة خزان تركيا من المرتزقة عند الحاجة

أنقرة تعمل على تعزيز قوة فصائل سورية باتت تُشكل ما يشبه جيشا من الاحتياط يمكن تحريكه كلما دعت الضرورة إلى ذلك في مسعى لتقليل الخسائر في صفوف القوات التركية.
تخرج دفعة جديدة من ألف مقاتل من المعارضة السورية
الاستخبارات التركية تشرف عادة على تشكيل وتدريب جماعات متطرفة في سوريا
تركيا تسلح وتدرب آلاف المرتزقة كجيش من الاحتياط لتفادي الخسائر في قواتها

أنقرة/حلب (سوريا) - أعلنت مصادر تركية اليوم الخميس تخريج دفعة جديدة من المقاتلين السوريين في شمالي سوريا، موضحة أن ما يسمى بفرقة الحمزة - قوات خاصة إحدى فصائل الجيش الوطني السوري، "ضمت ألف مقاتل جديد إلى صفوفها بعد أن أكملوا بنجاح دورة عسكرية في منطقة درع الفرات"، فيما باتت تلك الفصائل خزانا مهما من المرتزقة الاحتياط يتم اللجوء إليهم عند الحاجة.

وتشرف الاستخبارات التركية عادة على تشكيل وتدريب المقاتلين السوريين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، لكن مهمتها تشمل أيضا تشكيل جماعات مسلحة تستخدمها عند الحاجة تماما كما فعلت حين تدخلت عسكريا في ليبيا حيث جندت آلاف المرتزقة من تلك الجماعات وأرسلتها إلى الغرب الليبي للقتال دعما لميليشيات حكومة الوفاق.

وتفرض تركيا سيطرتها على مناطق من شمال سوريا بعد أن نفذت ثلاث عمليات عسكرية تمكنت خلالها من طرد المسلحين الأكراد. وتشكل الفصائل السورية المسلحة التي دربتها وسلحتها ذراعها في المنطقة.

وأفاد مراسل وكالة الأناضول التركية في المنطقة بأن الدورة شملت ألف منتسب وجرت في بلدة بزاعة قرب مدينة الباب واستمرت لمدة ستة أشهر تم خلالها تدريب المجندين على الفنون القتالية واستخدام مختلف أنواع الأسلحة.

وأضافت أن الدورة التدريبية بحفل تخرج حضره كل ما يسمى برئيس الوزراء في الحكومة المؤقتة عبدالرحمن مصطفى وقائد أركان الجيش الوطني السوري سليم إدريس. والحكومة المؤقتة في شمالي سوريا سلطة تدين للولاء لتركيا وتحظى بحمايتها.  

أغلب فصائل السورية المتشددة  صناعة المخابرات التركية
أغلب فصائل السورية المتشددة صناعة المخابرات التركية

وقالت الأناضول إن الدفعة الجديدة من المقاتلين قدمت عروضا عسكرية في فنون القتال والدفاع عن النفس والقتال عن قرب، مضيفة أنه سيتم نشر المقاتلين الجدد في المناطق جرى تطهيرها من 'الإرهاب' شمالي سوريا، في إشارة إلى مسلحي أكراد سوريا ومسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وينتشر الجيش الوطني السوري في مناطق تسيطر عليها القوات التركية التي نفذت ثلاث عمليات عسكرية في سوريا هي درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام.

وتعمل تركيا على تعزيز قوة تلك الفصائل السورية التي باتت تُشكل خزانا مهما من المقاتلين بالنسبة إليها يمكن تحريكهم كلما دعت الضرورة إلى ذلك في مسعى لتقليل الخسائر في صفوف القوات التركية.

وأثار مقتل عدد من الجنود السوريين وعملاء من المخابرات التركية في ليبيا وقبلها في سوريا غضب الرأي العام التركي وانتقادات من أحزاب المعارضة. وتحاول أنقرة التي تخوض معارك على أكثر من جبهة: في سوريا والعراق(ضد المتمردين الأكراد) وليبيا، تفادي الاحتقان الداخلي.

وتقول تقارير دولية متطابقة إن تركيا تضع المرتزقة من الفصائل السورية المتشددة على خط النار في جبهات القتال وهو ما يفسر تراجع خسائرها البشرية في سوريا.

وحفزّتها نتائج تلك الإستراتيجية على استنساخ التجربة في ليبيا، حيث أرسلت آلاف المرتزقة السوريين من الفصائل الموالية لها وهي التي شكلت رأس الحربة في المواجهات مع قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

ويوجد على الأرض مستشارون عسكريون لدعم ميليشيات حكومة الوفاق، لكن تقارير ليبية محلية تحدثت عن وجود قوات تركية خاصة تقاتل على الأرض.