فكرة القوة الأوروبية في هرمز تتفكك على وقع التردد الأوروبي

وزيرة الجيوش الفرنسية تعلن أن باريس وبرلين ولندن تعتزم تنسيق إمكانياتها وتقاسم المعلومات بينها من دون نشر تعزيزات عسكرية إضافية في الخليج لحماية أمن الملاحة البحرية في المنطقة الإستراتيجية.

فرنسا تتحدث عن تنسيق أوروبي وليست قوة بحرية في الخليج
أوربا لا تريد الانخراط في مواجهة إيران بينما تقاوم لمنع انهيار الاتفاق النووي

باريس - أخذت فكرة تشكيل قوة أوروبية بحرية لضمان أمن الملاحة والتجارة البحرية في الخليج وتحديدا في مضيق هرمز كانت قد اقترحتها بريطانيا بعد احتجاز إيران احدى ناقلاتها النفطية، تتبدد على وقع تردد أوروبي واضح في التحرك لحماية ناقلات النفط والسفن التجارية في الممرات المائية الحيوية.

وقالت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي في مقابلة إن باريس وبرلين ولندن تعتزم تنسيق إمكانياتها وتقاسم المعلومات بينها، لكن دون نشر تعزيزات عسكرية إضافية.

وبهذا الإعلان تكون باريس قد قطعت الشك باليقين حول استحالة انخراط أوروبا في مواجهة مع إيران على الرغم من التهديدات الإيرانية المتنامية للملاحة البحرية في الخليج.

وتسلط تصريحات بارلي أيضا الضوء على عمق الخلافات الأوروبية في خضم التوتر القائم في الخليج بدفع من أنشطة إيرانية مزعزعة للاستقرار في المنطقة.

وكان وزير الخارجية البريطاني السابق جيريمي هانت دعا بإلحاح الاثنين إلى إرساء "مهمة حماية بحرية يقودها الأوروبيون" في الخليج وذلك بعد احتجاز إيران ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني في مضيق هرمز.

وقالت الوزيرة الفرنسية في مقابلة مع صحيفة 'ليست روبوبليكان' المحلية "كانت لنا اتصالات في الفترة الأخيرة خصوصا مع ألمانيا والمملكة المتحدة، لإرساء عمل مشترك من شأنه أن يتيح الإسهام في تأمين النقل البحري في الخليج وأن يكون لدينا تقييم خاص للوضع".

وأضافت أن "المباحثات جارية. ولدينا كل الوسائل في المكان. الأمر لا يتعلق بتعزيزها بل بتنسيق وسائلنا وحماية معلوماتنا"، موضحة بذلك تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الثلاثاء التي كان أشار فيها إلى مباحثات بين أوروبيين بهدف إطلاق "عملية متابعة ومراقبة للأمن البحري في الخليج".

وتابعت الوزيرة "نعمل على تنظيم أنفسنا نحن كأوروبيين، لكن الأمر المؤكد هو أن مساعينا ذات هدف واحد يتمثل في خفض التوتر الحالي والدفاع عن مصالحنا".

وقالت بارلي أيضا "لا نريد المشاركة في قوة يمكن النظر إليها كقوة تفاقم التوتر" في وقت يريد فيه الأوروبيون الحفاظ على الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي المبرم في فيينا في 2015.

ويتصاعد التوتر في منطقة الخليج الإستراتيجية منذ الانسحاب الأميركي في مايو/ايار 2018 من الاتفاق الدولي مع إيران وفرض واشنطن عقوبات مشددة على طهران.

وتكثفت في الأسابيع الأخيرة مع هجمات استهدفت ناقلات نفط في الخليج، نسبتها واشنطن لطهران في حين نفت إيران ذلك.

ولفرنسا فرقاطة متمركزة بشكل دائم في الخليج والمحيط الهندي. كما تنشر نحو 650 عسكريا في الإمارات.