فلول البشير تشيع الفوضى في الخرطوم لنسف جهود التهدئة

قوات الدعم السريع تحذر من قيام موالين للجيش بتوزيع زي عناصرها لممارسة اعمال إجرامية وإلصاقها بها لتشويه صورة القوات عقب اقتحام الملحقية الثقافية السعودية في الخرطوم.
السعودية لم تتهم اي طرف عسكري باقتحام ملحقيتها الثقافية
فلول البشير اكبر مستفيدين من انهاء الوساطات لنزع فتيل الحرب
فلول النظام السابق اكبر مستفيد من توتير علاقة السودان بجهات اجنبية
انفجار قوي وسط الخرطوم وتصاعد الدخان بمحيط القصر الرئاسي مع استمرار الاشتباكات

الخرطوم - تشير عملية اقتحام الملحقية الثقافية السعودية في الخرطوم وتخريبها من قبل مجهولين إلى تحرك من قبل فلول نظام الرئيس السابق عمر البشير وحلفائهم من التيارات الاسلامية المتشددة لنشر وإشاعة الفوضى وهو أسلوب دأب الاخوان وفلول النظام السابق على اعتماده مستثمرين الأزمة السياسية لاسقاط الاتفاق الاطاري وارباك الوضع في السوداني بهدف منع تشكيل حكومة مدنية وابقاء البلاد في دوامة العنف في محاولة لاستثمار ذلك من اجل العودة الى السلطة مجددا.

واعلنت الخارجية السعودية الاربعاء عن تعرض الملحقية الثقافية السعودية في الخرطوم للاقتحام والتخريب والاستيلاء على الممتلكات من مجموعات مسلحة بعد تحذيرات من قوات الدعم السريع من قيام بعض فلول النظام السابق باستغلال الفوضى والقتال لاثارة مزيد من التوتر ووسط جهود تبذلها المملكة لإيقاف الحرب عبر معطيات تفيد بسعيها لاستقبال جولات من المفاوضات بين ممثلين عن الجيش من جهة وقوات الدعم السريع من جهة اخرى.
وقالت وزارة الخارجية في البيان دون ان توجه اية اتهامات لاي طرف عسكري إن "مبنى الملحقية الثقافية السعودية في الخرطوم، تعرض صباح الثلاثاء إلى اقتحام من قبل مجموعة مسلحة قامت بتخريب الأجهزة والكاميرات والاستيلاء على بعض ممتلكاتها، وعطّلت أنظمة وخوادم الملحقية". معربة عن "استنكار المملكة بأشد العبارات اقتحام مبنى الملحقية الثقافية في الخرطوم".
ودعت السعودية، وفق البيان، إلى "احترام حرمة البعثات الدبلوماسية ومعاقبة الجناة".
وجددت الخارجية، "دعوة المملكة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للدبلوماسيين والمقيمين وللمدنيين السودانيين".
وتاتي الواقعة فيما تبذل السعودية ودول اخرى جهودا لانهاء القتال وهو امر ترفضه بعض المجموعات الاسلامية او التابعة للنظام السابق التي ترغب في ادامة التوتر خدمة لمصالحها وبهدف العودة الى الحكم.

ويبدو ان المتورطين في الهجوم على الملحقية يوجهون رسالة للرياض بعدم بذل جهد لانهاء التوتر خاصة وان المملكة تقوم بدور حيوي في هذا الجانب وذلك وفق مسؤولياتها القومية ورغبتها في حماية الامن القومي العربي كون السودان جزء منه.

وتتوجه التهم لفلول نظام البشير كون لهم سوابق منذ انهاء الاخوان انكفاءهم السياسي وعودتهم الساحات قبل انفجار الوضع في الخرطوم فيما يعتقد ان الوساطات بما فيها الوساطة السعودية لن تكون في صالحهم وبالتالي فهم يعمدون لاحباطها.

وعارضت قيادات النظام السابق الاتفاق الإطاري ولوحوا بالدم والسلاح لأسقاطه من خلال المؤسسة العسكرية حيث تعهد محمد طاهر إيلا اخر رئيس وزراء في عهد البشير قبل اندلاع الاشتباكات بتقديم "الشهيد تلو الشهيد" للدفاع عن أرض السودان ودينه".

ويعتقد ان هيمنة جناح اخواني في الجيش واتصالاتهم مع فلول البشير وراء محاولات قطع الطريق علي أي تسوية للنزاع .
وكانت قوات الدعم السريع قد اتهمت مرارا قيادات الجيش السوداني بإشعال الحرب كغطاء لإخراج قيادات النظام السابق من السجن واعادتهم للمشهد مجددا.
ولطالما حذرت تلك القوات كذلك من وجود مجموعات مسلحة ترتدي زيها وتسعى لاحداث فتنة بين السودانيين والبعثات الاجنبية مشيرة بانها تلك الاطراف تنتمي للنظام السابق.
ونددت قوات الدعم السريع في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على الفايسبوك من استمرار خروقات الجيش مشيرة بانها "قواتها تصدت في عدد من المواقع بالعاصمة الخرطوم لاعتداءات الطيران والمدافع على المدنيين وتمكنت من اسقاط طائرة من طراز (ميغ).

واضافت "ان طيران القوات الانقلابية والفلول، على المعمل القومي "استاك" الذي يقع في محيط سيطرة قواتنا ضاربين بتحذيرات الجهات الصحية من احتواء المعمل على مواد خطرة، في مسعى لإلصاق التهمة بقواتنا التي تصدت للهجوم ببسالة منعاً لاستهداف المنشآت المدنية والإنسانية".
وشددت الدعم السريع على جهودها في حماية البعثات الدبلوماسية واجلاء الرعايا الاجانب قائلة "ستمرت قواتنا في إجلاء البعثات الدبلوماسية ورعايا الدول الشقيقة والصديقة وفتح الممرات الانسانية لتسهيل حركة المواطنين للحصول على احتياجاتهم الضرورية .
وحذرت من مخططات بعض الفلول لارباك الوضع الداخلي قائلة "ضبطت قواتنا اليوم مجموعة من مجرمي الفلول المتسببين في فصل خطوط المياه وقفل "البلوفة" الرئيسية للاتجار بأزمة ومعاناة شعبنا، كما بذلنا جهوداً في معالجة المشاكل الخدمية في المياه والكهرباء، ولا يزال العمل متواصلاً في معالجة مياه وكهرباء الصالحة بأم درمان.
وتابعت "تم ضبط مخزنًا للأمن الشعبي يحوي كميات كبيرة من أزياء قوات الدعم السريع يتم من خلاله توزيع زي القوات للفلول لممارسة اعمال اجرامية والصاقها بها لتشويه صورة القوات".وقد أعلنت قوات الدعم السريع تصديها للهجمات التي ينفذها عناصر الجيش مشيرة الى ما وصفتها "بمغامرة من قوات الانقلابيين وفلول النظام البائد بزي قوات شرطة الاحتياطي المركزي حاولت الهجوم على مواقع تمركز قواتكم الباسلة في منطقة وسط الخرطوم بالقرب من موقف شروني صباح اليوم الأربعاء في اختراق مفضوح للهدنة المعلنة ".
وأكدت تمكنها من صد الهجوم قائلة "تم حسم المعتدين في أقل من 10 دقائق فيما ولت أذيالهم المهزومة المدحورة هاربة كعادتها.
وأعلنت " تدمير عدد 4 عربة لاندكروزر واستلام عدد 5 عربة 4 لاندكروزر وبوكس وتدمير 4 دبابات وإستلام واحدة بحالة جيدة".

ووقع انفجار قوي، الأربعاء، وسط العاصمة السودانية الخرطوم، تبعه تصاعد لأعمدة الدخان في محيط القصر الرئاسي وذلك بعد ان تجددت الاشتباكات صباحا ودوّت أصوات الانفجارات في عدد من مناطق الخرطوم.
وأفاد شهود عيان بحدوث "انفجار قوي وقع في وسط الخرطوم وتصاعد الدخان في محيط القصر الرئاسي" فيما قال آخرون إن "أصوات انفجارات سمعت في شمال مدينة بحري شمالي الخرطوم، مع سماع أصوات مضادات الطائرات".
كذلك، حلقت الطائرات العسكرية في مناطق شرق النيل شرقي الخرطوم، بحسب الشهود.
يأتي ذلك، فيما تواجه العديد من أحياء الخرطوم نقصا حادًّا في المياه وانقطاعا في التيار الكهربائي ونقصًا في الوقود.

واعلنت دولة جنوب السودان يوم الثلاثاء اتفاق الطرفين المتناحرين في السودان على وقف لإطلاق النار لسبعة أيام اعتبارا من غد الخميس رغم أن زيادة الضربات الجوية في منطقة الخرطوم تقوض الهدنة المفترض أن تكون قائمة حاليا.
ومنذ اندلاع الصراع في منتصف أبريل/نيسان بين الجيش وقوات الدعم السريع شهدت تعهدات سابقة لوقف إطلاق النار، تراوحت مدتها بين 24 و72 ساعة، حدوث انتهاكات.
وقالت وزارة خارجية جنوب السودان في بيان إن جهود وساطة قادها الرئيس سلفا كير أفضت إلى اتفاق بين طرفي الصراع على هدنة لفترة أطول تبدأ من الخميس وحتى 11 من الشهر الجاري، إلى جانب اختيار ممثلين للمشاركة في محادثات سلام.
ولم يتضح حتى الآن مدى استعداد قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية الفريق أول محمد حمدان دقلو للالتزام بالاتفاق.