فيتو روسي وامتناع من الصين والهند والإمارات عن استنكار غزو أوكرانيا

لتجنب رفض الدول الثلاث مشروع القرار، القوى الغربية تخفف النص من إدانة الى استنكار وتحذف الاشارة الى الفصل السابع.
أنباء عن محادثات بين روسيا واوكرانيا في غمرة الحرب
الاتصالات الأميركية مع روسيا مستمرة بشأن الملف النووي الايراني
بايدن يطلب 6.4 مليار دولار لتغطية العقوبات على روسيا وتمويل المساعدات لأوكرانيا

الامم المتحدة (الولايات المتحدة) - استخدمت روسيا في مجلس الأمن الدولي الجمعة، كما كان متوقعاً، حقّ النقض (الفيتو) ضدّ مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة وألبانيا يستنكر "بأشدّ العبارات عدوانها على أوكرانيا" ويدعوها إلى سحب قواتها من هذا البلد "فورا".

وصوّت 11 عضواً من أعضاء المجلس الـ15 لصالح النص، بينما امتنعت عن التصويت الدول الثلاث الباقية وهي الصين والهند والإمارات العربية المتّحدة.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن استخدام روسيا حق النقض هو "بقعة دم" في مجلس الأمن. واعتبر في المقابل أن دعم مشروع القرار يظهر "أن العالم يقف مع" أوكرانيا، مضيفا "الحقيقة معنا، النصر سيكون لنا".

وأوضح دبلوماسي أنّه تمّ التخفيف من لهجة مشروع القرار قبل ساعات من التصويت وذلك من أجل "ضمان" أن تمتنع تلك الدول الثلاث عن التصويت بدلاً من أن تصوّت ضدّ النصّ. وبذلك خفّفت في مشروع القرار الذي تمّ التصويت عليه كلمة "يدين" إلى "يستنكر" وحذفت منه أيضاً الإشارة إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة.

وقال دبلوماسيون إن مشروع قرار مشابهاً سيطرح في الأيام المقبلة على التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة (193 عضواً) حيث لا تملك أي دولة حقّ النقض.

ويعتقد عدد من السفراء أنّه نظراً إلى "الكارثة" الجارية في أوكرانيا، فإن أكثر من مئة دولة يمكن أن تصوت لصالح مشروع القرار في الجمعية العامة.

ومنذ بدء الغزو العسكري لأوكرانيا ليل الأربعاء الخميس، تقول روسيا التي يتهمها الغرب والأمين العام للأمم المتحدة بانتهاك ميثاق المنظمة الدولية، إنها تتصرف دفاعا عن النفس بموجب المادة 51 من الوثيقة التأسيسية للمنظمة.

وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن "الدول الأعضاء المسؤولة لا تغزو جيرانها"، معتبرة أن من امتنع عن التصويت "لا يدافع عن ميثاق الأمم المتحدة".

واضافت "نحن متحدون خلف أوكرانيا وشعبها رغم أن عضوا دائما ومتهورا وغير مسؤول في مجلس الأمن يسيء استخدام سلطته لمهاجمة جارته وتخريب الأمم المتحدة ونظامنا الدولي".

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة روسيا إلى إعادة "الجنود إلى ثكناتهم"، مشدداً على ضرورة "منح السلام فرصة أخرى" بعد الفيتو الذي استخدمته موسكو.

الكرملين يعرض الاجتماع في مينسك لمناقشة إعلان اوكرانيا نفسها دولة محايدة، وكييف تقترح عقد المحادثات في وارسو

الى ذلك، قال متحدث باسم زيلينسكي إن أوكرانيا وروسيا ستتشاوران في الساعات المقبلة بشأن موعد ومكان إجراء المحادثات بينهما.

وقال الكرملين في وقت سابق إنه عرض الاجتماع في مينسك عاصمة روسيا البيضاء بعد أن أبدت أوكرانيا استعدادها لمناقشة إعلان نفسها دولة محايدة، في حين اقترحت أوكرانيا عقد المحادثات في وارسو مما أدى إلى "وقف" الاتصالات وفقا لما ذكره ديمتري بيسكوف المتحدث الروسي.

وقال سيرغي نيكيفوروف المتحدث باسم زيلينسكي في منشور على فيسبوك "كانت أوكرانيا ولا تزال مستعدة للحديث عن وقف إطلاق النار والسلام. وافقنا على اقتراح رئيس الاتحاد الروسي".

لكن نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية وصف العرض الروسي بأنه محاولة لإجراء دبلوماسية "بفوهة البندقية" وقال إنه يجب على الجيش الروسي التوقف عن قصف أوكرانيا إذا كان جادا بشأن المفاوضات.

من جهة أخرى، قال برايس إن الولايات المتحدة ستبقي على الاتصال بروسيا فيما يتعلق بجهود منع إيران من تطوير أسلحة نووية حتى على الرغم من أن غزو موسكو لأوكرانيا جعلها "منبوذة على الساحة الدولية".

وأضاف برايس أن المسؤولين الاميركيين يتواصلون مع نظرائهم الروس فقط في قضايا تعد "رئيسية لمصالح أمننا القومي" وتشمل المحادثات حول إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، بما فيها روسيا.

وتابع برايس "ينبغي ألا يمنح الغزو الروسي لأوكرانيا إيران الضوء الأخضر لتطوير سلاح نووي".

وعلى صعيد التمويل، قالت إدارة بايدن ومساعدون في الكونغرس إن البيت الأبيض طلب من المشرعين الجمعة الموافقة على مساعدات بقيمة 6.4 مليار دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية والأمنية في أوكرانيا بعد الغزو الروسي.

ويتضمن الطلب 2.9 مليار دولار مساعدات أمنية وإنسانية و3.5 مليار دولار لوزارة الدفاع الأوكرانية.

وقال مساعدون في الكونجرس إن الإدارة تقدمت بهذا الطلب يوم الجمعة.وستغطي الأموال أيضا تنفيذ العقوبات التي يفرضها بايدن لمعاقبة روسيا على عدوانها على أوكرانيا.