'فيزا' كريم الغربي تفتتح مهرجان التفاح بسبيبة التونسية

المهرجان يحمل طابعا ثقافيا يرمي لتنشيط عاصمة التفاح وشوارعها.

سبيبة (تونس) - مع بداية كل موسم خريف دأبت دائرة سبيبة، بمحافظة القصرين التونسية والحدودية مع الجزائر، على تنظيم مهرجان سنوي للتفاح يهدف إلى تثمين هذا القطاع الإستراتيجي الذي تتصدر فيه الجهة منذ سبعينات القرن الماضي المرتبة الأولى وطنيا، حيث بدأت بساتين التفاح تتوسع، لتصبح سبيبة عاصمة التفاح.

ويجد منتجون بالمنطقة في المهرجان فرصة لتسليط الضوء على الإشكاليات والصعوبات التي يعانون منها والمرتبطة أساسا بنقص مياه الري، وتهرؤ المناطق السقوية العمومية، وعدم مطابقة الأدوية للمواصفات المطلوبة، وتهرم غابة التفاح.

وقد أضاء مهرجان التفاح بسبيبة، الأحد، شعلته الرابعة والأربعين والتأمت بالمناسبة عروض تنشيطية وفنية وفرجوية، مع معرض اقتصادي، وآخر للحرف والصناعات التقليدية، مع نقاط تذوق وبيع من المنتج إلى المستهلك لثمرة التفاح التي تمتلك فيها سبيبة علامة تجارية مميزة تسمح لها بترويج هذه الثمرة خارج حدود الوطن.

وقدم الممثل كريم الغربي خلال حفل الافتتاح مسرحيته "فيزا"، كما كان للأطفال والعائلات عروضا خاصة بينها حضورهم العرض التنشيطي "عم قدور"، لتتواصل عروض فعاليات الدورة الحالية على تنوعها.

وقال كاتب عام مهرجان التفاح بسبيبة، نبيل محمدي، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء إن "هذا المهرجان يعد من أقدم المهرجانات بتونس ويحمل طابعا ثقافيا يرمي لتنشيط المعتمدية وشوارعها، وطابع تنموي فلاحي من خلال الندوات الفلاحية التي تطرح في إطارها عوائق ومشاكل القطاع الفلاحي وقطاع التفاح على وجه الخصوص، كما له طابع اقتصادي من خلال المعرض التجاري والاقتصادي الذي يتيح للفلاح عرض منتوجاته المتنوعة والتعريف بها وترويجها".

وأشار رئيس مصلحة حماية النباتات بالمندوبية الجهوية للتنمية الزراعية بالقصرين مختار العلاقي إلى أن الإنتاج الجملي لصابة التفاح بولاية القصرين خلال الموسم الزراعي الحالي، يقدر بـ50 ألف طن وقد تم تسجيل نقص في الصابة (الإنتاج) بـ10 آلاف طن (20 في المئة) بسبب نزول الجليدة فترة الإزهار، وتواصل الجفاف، ونقص المياه، فيما قدرت صابة معتمدية سبيبة لهذا العام بـ22 ألف طن، باعتبار أن مواطن إنتاج التفاح بالجهة ترتكز بالخصوص في معتمديتي سبيبة وفوسانة بنسبة قدرت بـ80 في المئة.

وأوضح العلاقي لـ"وات" أن المصالح الزراعية انطلقت خلال سنة 2024 في عملية تشبيب غابة التفاح الهرمة بسبيبة في إطار برنامج تشبيب الغابات الهرمة (500 هكتار على مدى ثلاث سنوات) بدعم من البنك الأفريقي للتنمية الذي يشمل تشبيب أكثر من 1500 هكتار، علما أن أشجار التفاح بسبيبة غرست منذ أكثر من 50 عاما في مناطق سقوية عمومية.

ولفت إلى أنه تم خلال الموسم الزراعي الماضي تشبيب 50 هكتارا عبر إدخال أصناف جديدة، منها رويال قالا وقالا قلاكسي، مع غراسة أشجار ملقحة لأشجار قودلن ديليشيس المتأقلمة مع التغيرات المناخية باعتبار تطلبها لكمية أقل من تدني الحرارة (حوالي 600 ساعة في السنة مقابل 800 ساعة في السنة للأصناف العادية).

وفي تصريح مماثل، بين رئيس الاتحاد المحلي للفلاحين بسبيبة، فتحي محفوظي، أن سبيبة بها مناطق سقوية عمومية شاسعة تمسح قرابة 3 آلاف هكتار ما جعلها العمود الفقري للقطاع الزراعي بالمنطقة، إلا أنها تعبر مهترمة وأكل عليها الدهر وشرب.

وانطلق مشروع تهيئة هذه المناطق الممولة من قبل البنك الأفريقي للتنمية سنة 2019 في المنطقتين السقويتين الضفة اليمنى والحاسي بتكلفة قدرت بـ17 مليون دينار، إلا أنه تعطل ولم ير النور إلى اليوم، وفق محفوظي.

وشدد على ضرورة تفعيل هذا المشروع الهام والتسريع في إنجازه خاصة وأن الإعتمادات متوفرة، مبرزا أن المناطق السقوية الخاصة هي التي تعمل حاليا بسبيبة ولها إنتاج من التفاح شاركت بعينة منه في المعرض الاقتصادي بينما اختارت المناطق السقوية العمومية رفع لافتة سوداء تحمل عنوان "إنتاج المناطق السقوية العمومية بسبيبة" لأنها لم تنتج شيء بسبب انعدام مياه الري.

وطالب بضرورة تشبيب غابة التفاح، وتمكين المزارعين من شتلات مطابقة للمواصفات المطلوبة، مبينا أن العلامة التجارية المميزة للتفاح بسبيبة هي مكسب من المكاسب التي سعى لها مهرجان التفاح ما جعل تفاح هذه المعتمدية ذو طابع مميز من حيث الجودة والطعم والرائحة والحجم.

ووجه عدد من فلاحي سبيبة دعوتهم إلى السلطات الجهوية والمحلية من أجل التسريع في مشروع تهيئة المناطق السقوية العمومية الثلاث بهدف حل مشكل مياه الري، مع التعجيل في تشبيب غابة التفاح الهرمة، وتمكين الفلاحين من شتلات مطابقة للمواصفات ومن الأدوية الناجعة، مع إيجاد حل لمشكل الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي ثلاثي الأطوار، والمتابعة المستمرة لضيعات التفاح من قبل خلايا الإرشاد الفلاحي.

وفعاليات الدورة 44 لمهرجان التفاح بسبيبة انطلقت في غرة سبتمبر/أيلول الجاري وتتواصل إلى غاية الخامس عشر من نفس الشهر، وهي دورة الراحل منصف المحمدي طبيب رئيس للصحة العمومية بالمنطقة.