فيسبوك تميل للواقع الافتراضي في نظارة 'أوكولوس ريفت إس'

الشركة الأميركية العملاقة تطور نظارة جديدة بالتعاون مع لينوفو الصينية، ومنتجها الجديد يتضمن عدسات بدقة أعلى ويلغي الحاجة إلى وجود كاميرات خارجية باستخدامه نظام تتبع مدمج بها.
'أوكولوس ريفت إس' تنسج على منوال 'أوكولوس كويست'
نظارة واقع افتراضي بدقة العين البشرية في الأفق
تكنولوجيا واعدة تزدهر في العاب الفيديو والسينما والطب

واشنطن - كشفت شركة فيسبوك النقاب عن نظارتها الجديدة للواقع الافتراضي "أوكولوس ريفت إس "Oculus Rif S"، وذلك خلال مشاركتها بمؤتمر مطوري الألعاب المقام في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأميركية.
وكشفت الشركة العملاقة عن الجيل الجديد من نظارة الواقع الافتراضي "ريفت"، الذي يتضمن عدسات بدقة أعلى، ويلغي الحاجة إلى وجود كاميرات خارجية باستخدام نظام تتبع مدمج بها.
وطُورت الشركة الرائدة في التواصل الاجتماعي النظارة الجديدة بالتعاون مع شركة لينوفو الصينية. 
وقالت انها عقدت اتفاقية مع عملاقة الإلكترونيات الصينية لمساعدتها في تسريع عملية التصنيع وتحسين التصميم بشكل أفضل من نظارة ريفت الأصلية.

وأوضحت فيسبوك أن نظارة الواقع الافتراضي القائمة على منصة ريفت، صُممت لتعطي اللاعبين وعشاق التقنية إمكانية الوصول إلى المحتوى الدقيق والجميل والعميق في عالم الواقع الافتراضي، وهي سوف تُطرح في السوق خلال ربيع 2019 مقابل 399 دولارا أميركيا.
ونظارة الواقع الافتراضي الجديدة أكثر راحة عند ارتدائها، وبدقة عدسات تبلغ 2560×1440 (أو 1280×1440 بكسلا لكل عين)، وتتضمن نظام تتبع مدمج بها مشابها لنظام التتبع الذي سيُطرح مع نظارة الواقع الافتراضي المستقلة "أوكولوس كويست" في وقت لاحق هذا العام، وبهذه الطريقة لن يحتاج المستخدم إلى عناء استخدام كاميرات خارجية من أجل حركة كامل الجسم في بيئة الواقع الافتراضي.
وقالت الشركة إنها تقدم شاشة بدقة أفضل، وبصريات محسنة، وميزة "باس ثرو"، التي تسمح للمستخدمين برؤية العالم الحقيقي دون الحاجة إلى خلع النظارة عن الرأس.
ومن المعروف أن استخدام نظارة أوكولوس يتطلب وجود كمبيوتر شخصي بمواصفات قوية، في حين تعمل نظارة أوكولوس كويست باستقلالية دون الحاجة إلى ربطها بكمبيوتر أو أي جهاز آخر.
وتتنافس الشركات العملاقة لدخول غمار عالم الواقع الافتراضي.
وكشف عملاق البرمجيات الاميركي مايكروسوفت عن نظارة الواقع الافتراضي هولولنس HoloLens ووصفها بأول كمبيوتر لاسلكي يدعم عرض المجسمات بتقنية "هولوغرام" ويتيح لمستخدمه التفاعل معها.
وتستعد شركة كارل زايس الألمانية لاقتحام عالم نظارات الواقع الافتراضي، وقد كشفت النقاب عن النظارة "في.آر.وان" المخصصة للهواتف الذكية.

ووعدت شركة فنلندية ناشئة بتوفير نظارة واقع افتراضي "بدقة العين البشرية"، وسط توقعات بارتفاع الطلب على التقنية الحديثة بشكل قياسي خلال السنوات الخمس القادمة.
والى حد الآن أحاطت شركة "فارجو"، وتعني "ظِل" في اللغة الفنلندية أبحاثها بالسرية، قبيل كشفها عن نظارة للواقع الافتراضي تحمل الاسم الرمزي "20/200" بشاشتي عرض تزيد دقتهما عن سبعين ميغابكسلا.
ولا تزال نظارات الواقع الافتراضي تقنية ضعيفة الانتشار نسبيا ومتواجدة بالخصوص في الدول الغربية، لكن الخبراء يرجحون انتشارها سريعا بشكل شبيه بالهواتف الذكية.
وتوقعت شركة أبحاث السوق الأميركية "آي دي سي" أن يزيد الإقبال على نظارات الواقع الافتراضي والواقع المعزز خلال السنوات الخمس المقبلة بحيث تصل شحنات هذه النظارات إلى مئة مليون وحدة بحلول عام 2021.
وأوضحت أنه خلال الأشهر الستة إلى الثمانية عشر شهرا المقبلة سيجري تحفيز سوق نظارات الواقع الافتراضي بصورة أكبر مع طرح شركات الكمبيوترات الشخصية، إلى جانب مايكروسوفت، نظارات واقع افتراضي للكمبيوترات وكذلك مع دخول السوق نظارات واقع افتراضي مستقلة بذاتها عالية الجودة.
وبحسب الشركة فإن خفض أسعار النظارات وكذلك خفض متطلبات الكمبيوتر اللازمة لتشغيل نظارات الواقع الافتراضي سيساهم في انتشارها أكثر.
وباتت هذه التكنولوجيا المعروفة لدى محبي العاب الفيديو والسينما والصناعيين او الطيارين، والتي عرضت خلال اللقاءات الدولية للواقع الافتراضي، اكثر استخداما في المجال الطبي وخصوصا في معالجة الخوف المرضي (الفوبيا).
ويؤكد خبراء أن السفر جوا والاصابة بالذعر عند رؤية عنكبوت او بصدمة اثر وقوع اعتداء او التوتر قبل التوجه الى ساحة المعركة أو إدمان المخدرات، كلها حالات تغرق أصحابها في حالة من القلق المرضي بات من الممكن معالجتها في إطار الواقع الافتراضي.

وقالت برندا فيدرهولد مديرة مركز الواقع الافتراضي في سان دييغو في كاليفورنيا "لقد حالفنا الحظ لان هذا الأسلوب جاء بنتائج ايجابية لمعالجة معظم حالات الخوف المرضي أكان خوفا من التكلم أمام الجمهور أو من الطائرة او القيادة او من الأماكن المغلقة...".
ونبهت بريندا فيدرهولد ان "الواقع الافتراضي ليس سوى آداة" من الأدوات المستخدمة في العلاج إلى جانب العلاج النفسي التقليدي.
 وأضافت "لقد اعتمدنا هذا النوع من العلاج بتعريض المريض لأسباب خوفه منذ أربعين عاما إما بوضعه في الأجواء نفسها أو عبر حمله على تصورها".
ويستخدم الواقع الافتراضي طبيا كذلك لإعادة تأهيل المصابين بالجلطة الدماغية أو أشخاص يعانون من مرض التيهان، حيث يطلب منهم سلوك الطريق نفسها مرارا لتذكرها.
والواقع الافتراضي هو في الأصل مرئيا لكنه أصبح اليوم في خدمة المكفوفين لانه يساعدهم على رسم خارطة لمنزل باستخدام مكعبات وقطع لعبة ليغو بعد وضعهم في أجواء سمعية افتراضية.