فيسبوك مع الخصوصية قولا وضدها فعلا

وثائق مسربة تكشف مساومة اكبر منصة اجتماعية مع السياسيين لحثهم على ممارسة ضغوط بالنيابة عنها لمقاومة سن قوانين لحماية البيانات.
حملة ابتزاز شملت الولايات المتحدة وكندا والهند وفيتنام والأرجنتين والبرازيل وماليزيا والاتحاد الأوروبي
رئيس وزراء إيرلندا تعهد بممارسة نفوذ بلاده بوصفها رئيسة الاتحاد الأوروبي دفاعا عن مصالح فيسبوك
الشبكة هددت بمنع الاستثمارات عن الدول ما لم تدعم أو تجيز قوانين صديقة لفيسبوك
'علاقة عظيمة' تربط فيسبوك مع رئيس الوزراء الإيرلندي السابق

واشنطن - فيما تحاول فيسبوك تلميع صورتها بتقديم تعهدات علنية بتشديد الرقابة على الخصوصية في المنصة الاجتماعية الاكبر على الإطلاق في العالم، ظهرت وثائق مسرية تظهر مساومة تمارسها الاخيرة على السياسيين لمنع اي تحرك قانوني في هذا الاتجاه.

ووفقا لوثائق اطلعت عليها صحيفة الأوبزرفر البريطانية، تعهدت الشركة بتقديم استثمارات وحوافز لقادة محليين مقابل ممارستهم ضغوطا نيابة عنها، لمقاومة سن قوانين لحماية خصوصية البيانات.

وتكشف الوثائق عن حملة شملت الولايات المتحدة وكندا والهند وفيتنام والأرجنتين والبرازيل وماليزيا ودول الاتحاد الأوروبي الـ28 لكسب تأييد مئات البرلمانيين والمشرعين الآخرين وجهات رقابية، في محاولة من فيسبوك للتأثير على صناع القرار في أرجاء العالم، خاصة في دول مثل بريطانيا

ووفقا للصحيفة البريطانية ضغطت الشبكة على السياسيين الأوروبيين في إطار عملية إستراتيجية لمنع صدور قانون حماية البيانات العامة الذي تصفه الصحيفة البريطانية بأنه يفرض "قيودا مفرطة".

وجاء في تلك الوثائق أيضا أن رئيس الوزراء الإيرلندي قال إن بلاده ستمارس نفوذها الكبير -بوصفها رئيسة الاتحاد الأوروبي- دفاعا عن مصالح فيسبوك، مع أن المفترض من الناحية الفنية أن تبقى على الحياد.

كما اشارت الوثائق لاستغلا فيسبوك المذكرات النسوية التي أصدرتها كبيرة مسؤولي التشغيل بفيسبوك شيريل ساندبرغ في كتاب تحت عنوان "تقدمي إلى الأمام"، بغية إقامة علاقات مع نساء يتولين منصب رئيس مفوضيات في أوروبا اللائي تعتبرهن شبكة التواصل الاجتماعي خصوما لها.

كما هددت الشبكة بمنع الاستثمارات من الدول ما لم تدعم أو تجيز قوانين صديقة لفيسبوك.

ويبدو أن تلك الوثائق تخص دعوى قضائية رفعتها ضد فيسبوك شركة "سيكس فور ثري" في كاليفورنيا المختصة بتطوير تطبيقات الكمبيوتر، وتكشف عن أن ساندبرغ اعتبرت قانون حماية خصوصية البيانات الأوروبي يمثل تهديدا "خطيرا" للشركة التي تعمل فيها.
على أن من أهم ما أفصحت عنه الوثائق هي تفاصيل ما تصفه الأوبزرفر بـ"العلاقة العظيمة" التي تربط فيسبوك مع رئيس الوزراء الإيرلندي في ذلك الوقت إندا كيني أحد الأشخاص الذين ينعتون بـ"أصدقاء فيسبوك".

الخصوصية في فيسبوك
هل فقدنا فعلا السيطرة؟

وتلعب إيرلندا دورا رئيسيا في تنظيم عمل شركات التكنولوجيا في أوروبا، لأن مفوض حماية البيانات الإيرلندي هو من يتولى تلك المهمة نيابة عن جميع الدول الـ28 الأعضاء بالاتحاد الأوروبي.
وتوضح الأوبزرفر أن مذكرة كتبت عقب قمة دافوس الاقتصادية في عام 2013، نقلت عن شيريل ساندبرغ وصفها ما تواجهه فيسبوك في أوروبا فيما يتعلق بحماية خصوصية البيانات بالمعركة "الشاقة".

وتشير المذكرة إلى مدى "تقدير" إندا كيني لقرار فيسبوك بإقامة مقرها الرئيس في دبن عاصمة جمهورية إيرلندا.

وتواجه الشبكة الاجتماعية تراجعا في ثقة من مستخدميها منذ الكشف عن تسريب معلومات شخصية لما يقدر بنحو 87 مليون مستخدم، من شركة تدعى "كامبريدج أناليتيكا".

واعترفت شركة فيسبوك بهذا الأمر فيما بعد، ونشر مدير التكنولوجيا في فيسبوك مايك شكرويبر، تفاصيل اختراق بيانات المستخدمين على مدونة الشركة.

وبحسب الإحصاءات فإن 97 بالمئة من المستخدمين المتضررين من هذه الفضيحة من الولايات المتحدة الأمريكية، بينما يوجد 16 مليون مستخدم فقط من دول أخرى.