فيسبوك يوقف حملة تلاعب إلكترونية ممنهجة مصدرها إيران

شركة "فيسبوك" تحذف مئات الحسابات وصفحات مرتبطة بإيران بسبب استخدام وتنسيق حسابات زائفة استهدفت خاصة وبشكل مكثف أشخاصا في الشرق الأوسط.
عدد الحسابات الإيرانية التي تم حذفها بلغ 365 حسابا
الحسابات استهدفت بشكل مكثف أشخاصا في الشرق الأوسط

سان فرانسيسكو - أعلنت شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك أنها وضعت حدا لحملة تلاعب جديدة واسعة مصدرها إيران ضد عدد كبير من الدول بينها فرنسا، موضحة أنها الثانية خلال أشهر.

 قالت الشركة إن تلك الحسابات "تشارك في سلوك منسق زائف على فيسبوك وإنستغرام" واستهدفت أشخاصا حول العالم، ولكن بشكل مكثف في الشرق الأوسط وجنوب آسيا.

وأضافت، أمس الخميس، أنها ألغت 783 صفحة ومجموعة وحسابا تستنسخ موقف إيران الرسمي بشأن القضايا الحساسة مثل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين وسوريا واليمن في البلدان المستهدفة، تحت غطاء حسابات أو صفحات قدمت نفسها على أنها محلية.

وكما في حملات التلاعب العديدة التي كشفها موقعا فيسبوك وتويتر، تهدف الرسائل الموضوعة على هذه الصفحات إلى تأجيج التوتر في المجتمع على ما يبدو.

وبين الرسائل التي ألغيت وعرضها موقع فيسبوك، رسم يحمل تعليق "القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين". والمثال الآخر عبارة "لا أعترف بإسرائيل إطلاقا" التي كتبت على صفحة "إسرائيل مجرمة حرب".

وبعض الرسائل تنقل منشورات صادرة عن وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية. وهذه الرسائل التي تتقاسمها حسابات وهمية تنسب إلى مصادر أخرى أو ترافقها رسائل حادة.

وقال ناتانايل غليشر مسؤول الأمن المعلوماتي في فيسبوك في مؤتمر صحافي هاتفي مع صحافيين "لسنا قادرين على تأكيد من يقف وراء ذلك بشكل مباشر" إن كانت السلطات الإيرانية أو "جهات فاعلة أخرى"، مؤكدا أنه يفضل التزام "الحذر". ورفض التحدث عن الدوافع المحتملة لذلك أيضا.

وكان فيسبوك أغلق في الماضي حسابات وصفحات اشتبه بأنها قادمة من إيران. وقال غليشر إن المجموعة واصلت بعد ذلك تحقيقاتها في الأشهر الأخيرة وعملت بشكل وثيق مع موقع تويتر للرسائل القصيرة.

كما حدث عند إغلاق حسابات وصفحات وصفت "بغير الأصلية" حسب مصطلحات فيسبوك، ذكر غليشر بأن إلغاء الصفحات والحسابات لم يتم بسبب مضمونها بل لأن الذين وضعوها استخدموا حسابات مزيفة وبشكل "منسق" بهدف تضليل المستخدمين.

بعض الرسائل تنقل منشورات صادرة عن وسائل الإعلام الحكومية الإيراني

والنشاطات التي وضع فيسبوك حدا لها أمس الخميس رصدت في 26 بلدا يضم معظمها عددا كبيرا من المسلمين، في أوروبا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط وكذلك في أفغانستان وباكستان والهند حتى إندونيسيا وماليزيا وجنوب إفريقيا.

ونشرت هذه الحسابات على فيسبوك وفرعها إنستغرام ويعود بعضها إلى 2010.

وكان حوالى مليوني حساب يتابع واحدة على الأقل من الصفحات المعنية، ونحو 1600 حساب يشارك في واحدة من المجموعات وأكثر من 254 ألف شخص يتابع واحدا على الأقل من هذه الحسابات على إنستغرام.

وكان موقع فيسبوك نظم بدقة طواقمه المخصصة لإلغاء هذا النوع من السلوك على منصته بعد الانتقادات الحادة التي واجهها بسبب عدم تحركه في مواجهة التلاعب في الانتخابات التي يعتقد أن روسيا قامت به لمصلحة دونالد ترامب في 2016.

ونفى الكرملين أي تدخل في هذه الانتخابات الرئاسية.

وكانت شبكتا فيسبوك وتويتر أعلنتا إغلاق العديد من الحسابات بعد رصد حملات مصدرها إيران وروسيا.

وأغلقت شبكة غوغل أيضا "حسابات مرتبطة بهيئة الإذاعة والتلفزيون لجمهورية إيران الإسلامية (إيريب) كانت تخفي علاقتها" بهذه المؤسسة فيسبوك.

في الوقت نفسه، نشر موقع تويتر الخميس نتائج تحقيقاته حول نشاط المنصة خلال الانتخابات التشريعية الأميركية الأخيرة التي جرت في نوفمبر الماضي.

وكتبت نحو مئة مليون تغريدة في هذا الشأن بين مارس ويوم الانتخابات. وقال تويتر إنه كشف "عددا صغيرا" من التغريدات لا يتجاوز الستة آلاف، هدف ردع الناس عن التصويت.

وأضاف أنه "خلافا لـ2016، حددنا على المنصة عددا أقل بكثير من حالات التلاعب صادرة عن فاعلين نوايهم سيئة في الخارج".

وأوضح أنه رصد بعض العمليات "المحدودة" القادمة من إيران وفنزويلا وروسيا لكن عطل معظم الحسابات المثيرة للشبهات في يوم الاقتراع.