فيلم 'الإسكندراني' يشتت خيوط الرواية الأصلية للعمل

المخرج المصري خالد يوسف يضعف قوة السيناريو عبر مونتاج غير متوازن يشوه ترتيب اللقطات والمشاهد.

الرباط - تدور أحداث فيلم "الإسكندراني" للمخرج المصري خالد يوسف حول بطل اسمه "بكر الإسكندراني" يمر بالعديد من الصراعات مع والده وابن عمه وحبيبته؛ فيقرر السفر إلى الخارج بحثا عن حياة جديدة، وحينما يعود بعد تحقيق ذاته تطارده فكرة الانتقام بين الماضي والحاضر.

العمل من إخراج خالد يوسف، وسيناريو الراحل أسامة أنورعكاشة، وبطولة كل من أحمد العوضي، وزينة، وحسين فهمي، وبيومي فؤاد، وصلاح عبدالله، ومحمود حافظ.

الفليم مأخود من رواية الإسكندرانى التي صدرت في سبعينيات القرن الماضى، للكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، كسيناريو وحوار، فلم يتم تقديمها من قبل حتى اشترى المخرج خالد يوسف حقوقها من أجل تحويلها إلى فيلم سينمائي.

تدور أحداث الفيلم في مدينة الإسكندرية حول شخصية "بكر" التي يجسدها الممثل أحمد العوضي، وصراعه مع والده الحاج "علي" الذي يؤدي دوره الممثل بيومي فؤاد، وابن عمه "يونس" الذي يؤدي دوره الممثل محمود حافظ، إذ يتنافس "بكر" مع "يونس" في صراع متنامٍ يتحول إلى انتقام، بعد أن يخطف "يونس" حبيبة "بكر" السابقة، "قمر" التي تجسدها الممثلة زينة، حيث يقوم "يونس" بالزواج من "قمر" وينجبان طفلًا يطلق عليه اسم "علي"، في محاولة لجذب انتباه عمه "علي" وإظهار الولاء له.

يتجلى الصراع الدرامي في العلاقة بين الشخصيات، حيث تبدأ القصة عندما برفض "بكر" مسار حياته المقترح من والده، فيسعى لتحقيق طموحاته في الملاكمة والابتعاد عن العمل في تجارة السمك، فيبدأ صراع الابن والأب، وتتطور القصة لتبرز الاختلافات بينهما، ما يجعل هذا الصراع محور الأحداث الرئيسي في الفيلم، ومع ذلك يظل بناء السيناريو مقارنة مع الرواية قابلاً للتطوير والتحسين لتعزيز تماسكها وجاذبيتها للجمهور.

استخدم المخرج خالد يوسف تقنية الفلاش باك بشكل يشوش التركيز، حيث بدأ بعرض لقطات من عودة "بكر" من أوروبا ثريا بعد فترة غياب طويلة استمرت 10 سنوات، ثم عاد المخرج مرة أخرى إلى بداية الأحداث لنتعرف على شخصيات الحاج "علي" و"يونس" داخل وكالة السمك، وعلى شخصية "بكر" وسبب خلافه مع والده ومغادرته لمدينة الإسكندرية، وفيما بعد، يعود بنا المخرج مرة أخرى لمشاهدة المواجهة المنتظرة بين "بكر" ووالده، وهذا في الحقيقة أظهر رداءة المونتاج من حيث تركيب الأحداث وتواليها، والأسلوب السريع والعشوائي في التقاط اللقطات المناسبة.

تبرز المشاهد الأخيرة حبكة الفيلم من خلال تصدي ابنة "الخواجة"، التي يؤدي دورها الفنان حسين فهمي، لمحاولة تغيير معالم المنطقة  من طرف "بكر"، حيث يحول هذا الأخير وكالة السمك والمقهى وجميع المحلات إلى شركة للتخليص الجمركي، مستغلاً ضعف الناس وقلة رزقهم وإغراءهم بالمال، فتظهر ابنة "الخواجة" كشخصية مقاومة، ترفض بيع محل الأنتيكا الخاص بوالدها وتستنكر المبالغ الضخمة التي عرضها عليها "بكر".

يمكن اعتبار أداء "بيومي فؤاد" في دور الحاج "علي" متوسطًا، حيث جسد الشخصية ببرودة رغم المساحة الشاسعة للدور، لكنه يفتقر إلى الطبيعية في العديد من اللقطات ويبدو متصنعًا بعض الشيء، أما بالنسبة لأداء الممثل أحمد العوضي يظهر مرتجلا في العديد من المشاهد والحركات التي جعلت غياب إدارة الممثل تبرز جليا في أداءه، وعلى الرغم من أن استخدامه للغة الجسد كان معقولًا.

يعاني فيلم "الإسكندراني" بصفة عامة من رداءة في عملية المونتاج وارتجالية في الإخراج، ما يؤثر سلباً على تجربة المشاهدة وخاصة في ترتيب اللقطات والمشاهد، ما يجعل القصة تبدو متشتتة وغير منسجمة، كما يظهر الإخراج بشكل عشوائي دون تسلسل الأحداث، ما يخلق ارتباكاً أثناء المشاهدة، ثم أيضا غياب إدارة الممثل، إذ تظهر الكثير من الارتجالية في الحوارات الغير موجهة بشكل جيد والمؤداة باستخفاف، ما يقلل من قوة التعبير عن الشخصيات ويجعل العلاقات بينها تظهر غير متجانسة، فعلى الرغم من قوة السيناريو الذي يحمل رسائل هامة، يفتقر العمل إلى القدرة على تقديم هذه الرسائل بشكل فعال.