سليانة التونسية تختتم فعاليات شهر التراث بالجهة
على امتداد شهر شهدت مدينة سليانة بمختلف جهاتها فعاليات متنوعة وتظاهرات في الفنون والثقافة والفكر والإبداع والتراث والترفيه، وذلك ضمن فعاليات الشهر الوطني للتراث بما هي مناسبة سنوية للاحتفاء بالمخزون التراثي المادي واللامادي ضمن تثمينه والحوار والنقاش بشأنه وإبراز قيمته للأطفال واليافعين والشبان وغيرهم كمعطى حضاري لتونس الأعماق.
وتنوعت الفعاليات بإشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية وفي هذا السياق أشـرف الأستاذ ماهر النصري المنـدوب الجهـوي للشـؤون الثقـافيـة بسليانة صباح يـوم الخميس 16 مايو/أيار 2024 بمنطقة البرامة بسليـانة علـى اختتام تظاهرة "أيام المعارف والمهارات التقليدية" بمناسبة الاختتام الجهوي لشهر التراث، وذلك بحضـور المندوب الجهوي للصناعات التقليدية بسليانة ومدير المركب الثقافي بسليانة وانتظمت أنشطة بين المعارض والندوات لتثمين طين البرامة من أجل دور تنموي حضاري، وذلك مع اختتام تظاهرة أيام المعارف والمهارات التقليدية في دورتها الأولى، ومن ذلك تم رسم جدارية تحت إشراف الأستاذة إيمان بن ناجم والأستاذ علاء الدين بن ناجم والأستاذ سمير البرقاوي.. وانتظم حوار ثقافي حول "التراث الثقافي في تونس بين الواقعية والافتراضية والتنمية المستدامة مع التنصيص على ضرورة المحافظة عليه والتعريف به لدى الناشئة" في تقديم للأستاذة الجامعية إيمان الربيعي، وذلك يوم السبت 11 مايو/أيار 2024 بفضاء متحف مكثر.
ومن ناحية أخرى وفي إطار مختلف الفعاليات المتصلة بشهر التراث بالجهة وبحضور والـي سليـانـة وليـد العبّـاسـي تم صباح يـوم الأربعاء 15 مايو/أيار 2024 بفضـاء المـركـب الثقـافـي بسليـانـة افتتاح تظاهرة أيام المعارف والمهارات التقليدية بمناسبة الاختتام الجهوي لشهر التراث، وذلك بحضـور المنـدوب الجهـوي للشـؤون الثقـافيـة بسليانة والمندوب الجهوي للصناعات التقليدية وعـدد مـن الإطـارات الجهـوية.
وقد شكلت تظاهرة أيام المعارف والمهارات التقليدية: "طين البرامة نموذجا" شعار الاختتام الجهوي لشهر التراث بولاية سليانة، وضم البرنامج الاحتفالي لهذه السنة جملة من الفقرات تمحورت حول تنظيم معرض حول "طين البرامة بين التراث والتجديد"، إلى جانب ورشات حية لمختلف المعارف والمهارات ومراحل صناعة الطين بالبرامة كخصوصية جهوية، إضافة إلى ورشة لابتكارات وإبداعات طلبة المعهد العالي للفنون والحرف بسليانة، مع عرض مسرحي بعنوان "تراث بلادي"...
كما تم تأثيث اليوم الجهوي بندوة علمية حول الفخار الريفي بالبرامة بعنوان "صناعة تتطور وإجراءات تواكب" تضمنت عددا من المداخلات تمحورت حول خصوصية فخار البرامة، الإشكاليات التي تهدد الحرفة وطرق التثمين وإجراءات الصون، فخار البرامة في ظل التطورات التي تشهدها المجتمعات، إلى جانب دراسة تحليلية حول تثمين طين البرامة.
وتم لدى افتتاح أشغال الندوة العلمية من قبل والي الجهة تثمين مجهودات مختلف المتدخلين في هذا الشأن مبينا بالمناسبة أهمية وخصوصية فخار البرامة ودعا بالمناسبة إلى التسريع في إتمام إجراءات تركيز مجمع البرامة وذلك لتوفير الإحاطة اللازمة لحرفيات المنطقة والعمل على مزيد تثمين هذا الموروث الطبيعي والثقافي والبحث في سبل تطويره والتعريف به وحسن ترويجه وتوظيفه في دفع التنمية الاقتصادية.
هذا وقد تواصل البرنامج الاحتفالي كامل يوم الخميس 16 مايو/أيار بمنطقة البرامة بتنظيم معرض للمنتوجات الخزفية، إلى جانب ورشات وفقرات تنشيطية وعروض فنية في مجالات الرسوم الجدارية والخط العربي والرسم على المحامل والتكوين في مجال الفنون التشكيلية.
وفي انتظار التأسيس لمهرجان جهوي خاص بفخار البرامة لمزيد الترويج لهذا الموروث وحسن توظيفه كخصوصية ولاية سليانة وتم بالمتحف الأثريّ بمكثر من ولاية سليانة نشاط متعدد الفقرات.
هذا ويقع المتحف الأثريّ بمكثر بالموقع الأثري لمدينة مكتريس الواقعة على ارتفاع يناهز 900 مترا حيث تم افتتاح المتحف سنة 1967 ويضمّ قطعا أثريّة وجدت بالموقع الأثري الممتدّ على مساحة 45 هكتارا. ويتألّف هذا المتحف من ثلاث قاعات ويعرض القطع الأثريّة المكتشفة خلال حملات التنقيب المختلفة التي أجريت في موقع مكثر والمواقع المحيطة به وترجع إلى الحقبة البونية والنوميدية والبيزنطية. وتضمّ حديقة المتحف المصقلة بعض القطع الأثرية. وتعرض القاعة الأولى أقدم أدلة أثرية معروفة بالمدينة لسلسلة من النقوش والشّواهد الجنائزيّة ترجع للفترة البونيّة، بينما تضم القاعة الثانية تماثيل وقواعد فخرية رومانية، فيما خصصت الغرفة الثالثة للآثار المسيحية والبيزنطية المبكرة فتعرض بها مرثيات وفسيفساء جنائزية.
شهر التراث بجهات سليانة شهد عبر فعالياته بانوراما من الأنشطة بين المعارض والندوات والعروض الفرجوية التقليدية وكذلك النشاط الترفيهي للأطفال والورشات المعدة لهم للتعريف بالتراث والمواقع والمعالم بالجهة.