في انعطافة مواقف.. لم يعد للسعودية خصوم بعد الآن في لبنان
بيروت - تترقب قوى سياسية لبنانية عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت بعد حضوره القمة العربية في جدة، للوقوف على آخر مواقف المملكة من الشغور الرئاسي، لكن فُهم من عدد من محاوريه أنه بعد الاتفاق السعودي الإيراني، لم يعد لبلاده بعد الآن أي خصومات في لبنان، وأن طهران والرياض اتفقتا على النأي بنفسيهما عن انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وأنهما التزمتا بذلك.
واعتمدت الرياض دبلوماسية جديدة تقوم على تصفير المشاكل للتركيز على مشاريع اقتصادية ضخمة ودفع النمو المستدام، ما اقتضى إطلاق جهود لتسوية الأزمة في اليمن ووضع حد للحرب الدائرة منذ العام 2014، بينما كان الاتفاق الإيراني السعودي مفتاحا للأزمات المتناثرة في الشرق الأوسط. ولبنان واليمن كانا ضمن معادلة تسوية الخلافات الإيرانية السعودية.
ونقل عنه قوله إنه ثمة اتفاق بين إيران والمملكة بأن لا يتدخل كلاهما في انتخابات الرئاسة اللبنانية وأن الرياض أكدت لطهران أنها ليست في وارد "الإيعاز إلى أصدقائها اللبنانيين انتخاب أحد أو حجب التصويت عن آخر وليذهب الجميع إلى الانتخابات وليفز مَن يفوز".
وحول لقائه بسليمان فرنجية زعيم تيار المردة والمرشح الرئاسي المدعوم من الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) والذي فسّر على أنه جاء نتيجة هواجس لدى السعودية، فضل البخاري وصفها بتساؤلات وليس هواجس وأن مردها مواقف صدرت عن فرنجية في مقابلة تلفزيونية ناقضت تعهدات نقلتها إليه باريس.
ويؤكد هذا الموقف تصريحات سابقة لبخاري وتقارير غربية أشارت إلى أن المملكة لا تزكي أي مرشح ولا تعترض على أي مرشح للانتخابات الرئاسية وأنها خارج لعبة التسوية.
وبحسب تقرير لصحيفة 'الأخبار' اللبنانية نقلا عن مصادرها فإن السفير السعودي أطرى على شيعة لبنان وبدا موقفه مغايرا تماما لموقف المملكة السابق من حزب الله. وقال البخاري (بحسب المصادر ذاتها) "الشيعة في لبنان عرب ونحن متأكدون من انتمائهم هذا إلى العروبة والعرب.
وأشار إلى أنه لمس ذلك خلال مونديال 2022 عندما راقب ردود فعل الضاحية الجنوبية في مباراة السعودية والأرجنتين وحماسة الأهالي الشيعة للفريق العربي. وقال إنه نموذج صغير لما يعبّر عن حقيقة أوسع، وفق 'الأخبار' المحلية. كما فهم محاوروه أنه لن يغادر منصبه خلافا لما تم تداوله من أنباء.
وعبر بخاري عن تفاؤله بتحسن أوضاع لبنان بعد انتخاب رئيس للجمهورية، موضحا أن المملكة لم تسمح لمئات المستثمرين سعوديين يرغبون في الاستثمار في لبنان، بتحويل أموالهم إلى هناك إلا بعد إنهاء أزمة الشغور الرئاسي.
ورأت الصحيفة اللبنانية أن ذلك يشير إلى اعتقاد بأن لبنان سيخرج من ضائقته المالية في المرحلة المقبلة ومن المحتمل أن يشهد تدفق مشاريع واستثمارات ضخمة بمجرد الاستقرار السياسي وإعادة تشكل السلطات وإجراء الإصلاحات المطلوبة. كما تشير التصريحات المنسوبة للبخاري إلى حذر سعودي .
ويحتاج لبنان إلى الخروج من دوامة الفراغات والأزمات الناشئة ومنها وضع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي تنتهي ولايته في يوليو/تموز والذي أصبح مطلوبا من قبل الانتربول بعد أن اصدر القضاء الفرنسي بحقه مذكرة إيقاف دولية.
وتُشدد عدة أطراف على ضرورة انتخاب رئيس للبلاد قبل نهاية ولاية سلامة اذ ترتبط اي استثمارات بحل هذه المعضلة والحاجة للاستقرار في المؤسسة المالية المعنية بالسياسات النقدية.