'في عينيا' التونسي يصافح مهرجان مالمو للسينما العربية

فيلم للمخرج نجيب بلقاضي والممثل نضال السعدي يدور في عالم مرضى التوحد ومعاناتهم ويتطرق الى ضرورة اهتمام العائلة بهم.

تونس - افتتح الفيلم التونسي "في عينيا" للمخرج نجيب بلقاضي الدورة التاسعة من مهرجان مالمو للسينما العربية الجمعة والذي يعد أكبر حدث فني سنوي يروج للسينما العربية في الدول الاسكندنافية.
الفيلم بطولة سوسن معالج وعزيز جبالي ونضال لطفي وإدريس خروبي ومنى نورالدين وتدور أحداثه حول رجل تونسي يعيش في فرنسا لكنه يضطر إلى العودة لوطنه لرعاية ابنه المصاب بالتوحد.
جاء عرض الفيلم في إطار اختيار السينما التونسية "ضيف شرف" المهرجان الذي يقام في مالمو، ثالث أكبر مدن السويد، من حيث المساحة.
ويغوص العمل السينمائي الجديد في عالم مرضى التوحد ومعاناتهم والمشاكل النفسية التي ترهق أجسادهم الغضة الطرية وأرواحهم البريئة.
 ويتطرق العمل السينمائي الى ضرورة الاهتمام بأطفال التوحد والعناية بهم، ويثمن أهمية ان تغدق العائلة على طفلها مشاعر الحب والحنان حتى يتعايش مع مرضه الصعب والمعقد والغامض.

وتتفاوت أعراض المرض من معتدلة تتمثل في صعوبة مراس الطفل المصاب الى عجز شديد وتخلف عقلي.
وطفل التوحد يتجنب النظر في وجوه الآخرين كما أنه يجد صعوبة في تفسير إيماءات الوجه والتي تعبر عن مشاعر الحزن أو الفرح أو غيرها.
ويشارك الممثل التونسي الشاب والمقيم في فرنسا نضال السعدي في الفيلم الجديد.
واستلهم المخرج نجيب بلقاضي فيلمه من صور مؤثرة للمصور الأميركي تيموثي آرشيبالد، يسرد فيها  تفاصيل ويوميات حياة ابنته مع المرض الغامض.
 وسلّط بلقاضي الضوء بلغة سينمائية جميلة على مرضى التوحد كقضية إنسانية فرديّة.
وحمل عنوان الفيلم "في عينيّا" العديد من الدلالات، وهو رسالة على أهمية الحب والاهتمام والعناية.
وتؤكّد أحداث الفيلم على دور الأب في الاهتمام بالابن، فيوسف الطفل المضطرب السلوك استطاع بمساعدة والده النطق والاندماج معه في وقت وجيز.
وقال نجيب بلقاضي في تصريحات صحافية "أغلب الرجال إمّا يهجرون زوجاتهم أو يقدّمون قضايا طلاق عندما يكتشفون أعراض مرض التوحد على أطفالهم"، وشدد على مد جسور التواصل بين الأب والابن المتوحد.
وضمّن نجيب بلقاضي المخرج والمنتج والممثل التونسي المعروف الفيلم المشارك في مهرجانات عالمية بمجموعة من المقترحات هي عبارة عن تمارين يمكن القيام بها لتحقيق التواصل مع الأطفال عن طريق تحفيز انتباههم كاللعب وسط الأضواء الملونة، ومساعدتهم على أداء الإيماءات والحركات.
وأكد المخرج على دور العائلة ومراكز معالجة التوحد في علاج المرض اللغز.
وقال الممثل نضال السعدي إنّ دوره في الفيلم حسّاس ودقيق لأنّه يجسّد علاقة الأب بابنه المتوحّد وكيفية تعامله معه.
وقالت الممثلة سوسن معالج إنها عاشت تجربة "في عينيّا" كأمّ لديها لديها إطلاع على الميدان الدراسي والتربوي ودراية بأمراض العصر على غرار التوحّد.
وأضافت "الفيلم ينطوي على جملة من الرسائل وموضوعه الرئيسي كيفية التعامل مع التوحّد وفيه مراوحة بين النظرة العلمية الأكاديمية التي تضع المرض في إطاره الدقيق والصحيح والمخيال الشعبي الذي يحصره في الخرافات وإقامة الجن والأرواح الشريرة في أجساد المصابين بالاضطراب العصبي والنفسي".
وينبش المخرج نجيب بلقاضي الذي عرفه الجمهور التونسي في التمثيل في مواضيع جريئة ومختلفة عن السائد.

وقال مؤسس ورئيس مهرجان مالمو للسينما العربية محمد قبلاوي في كلمة الافتتاح "اللافت أن المهرجان أصبح يشار إليه دوليا باسم مالمو، ما يعني أننا أصبحنا جزءا أصيلا من المعالم الأساسية لهذه المدينة الجميلة، التي أصبحت اليوم نقطة حوار ثري، يناقش فيها جمهور المهرجان الموضوعات الفنية والحياتية من خلال السينما".
ويعرض المهرجان الذي يستمر حتى الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 47 فيلما بين طويل وقصير من مصر ولبنان وسوريا والمغرب والجزائر وتونس والأردن وفلسطين والسودان.
حضر الافتتاح بعض من نجوم وصناع السينما العرب منهم الممثل المصري آسر ياسين والمخرجة الفلسطينية مي مصري والممثلة المصرية شيرين رضا.