في منعطف استراتيجي، سرية البيانات رهان فيسبوك الجديد

فيسبوك تغير استراتيجيتها لتعزيز احترام الخصوصية بعد مواجهتها لانتقادات كثيرة بسبب ادارتها السيئة للبيانات الشخصية.
تركيز على الرسائل الخاصة والقصص العابرة والمجموعات الصغيرة
توحيد فيسبوك تقنيا مع ماسنجر وواتساب وإنستغرام
فيسبوك تجتهد لجعل الدفع عبر الانترنت آمنا

واشنطن – وعد مارك زاكربرغ مؤسس فيسبوك تحويل أكبر شبكة للتواصل الاجتماعي إلى منصة تراعي أكثر حياة مستخدميها الخاصة مع تركيزها على سرية البيانات، في منعطف يعتبر استراتيجيا.
وقال رئيس مجلس إدارة الشبكة، إن فيسبوك ستتحول إلى شبكة تركز أكثر على المبادلات الخاصة مقارنة مع ما ينشر الان ويمكن لعدد كبير من الناس قراءتها، وعلى نسق من نوع "ستوريز" (قصص) تزول بعد 24 ساعة.
وأوضح زاكربرغ "عندما أفكر بمستقبل الانترنت أرى أن منصة تواصل تركز على الخصوصية ستكون أهم من المنصات المفتوحة التي نراها اليوم" معلنا نيته جعل الدفع عبر الانترنت آمنا.

في السنوات المقبلة سنعيد بناء خدماتنا حول هذه الأفكار

ويتماشى هذا التغيير مع أذواق المستخدمين الجديدة. وقال زاكربرغ في رسالة بثت عبر صفحته على فيسبوك، "اليوم نرى أن الرسائل الخاصة و"ستوريز" العابرة والمجموعات الصغيرة هي نسق التواصل عبر الانترنت الذي يسجل أكبر نمو بأشواط، ونحن سنركز عليها".
واكد زاكربرغ الذي انتقدت مجموعته كثيرا لإدارتها السيئة للبيانات الشخصية، نيته توحيد الشبكة تقنيا مع الخدمات الأخرى مثل ماسنجر وواتساب وإنستغرام.
ويمكن عندها تبادل الرسائل مباشرة عبر هذه الشبكات التي تعتمد تشفير البيانات كما يحصل الآن عبر واتساب.
وأوضح قائلا "في السنوات المقبلة سنعيد بناء خدماتنا حول هذه الأفكار".
وأكد "مع أن سمعتنا ليست بجيدة الآن حول قدرتنا على توفير خدمات تحمي الخصوصية (…) يمكننا أن نتطور لتوفير الخدمات التي يريدها الناس فعلا". 

فيسبوك
'سمعتنا ليست جيدة الآن'

كشفت فيسبوك أنها علقت حوالى 200 تطبيق على منصتها في إطار تحقيق حول سبل استعمال بيانات شخصية عن المستخدمين فتحته في أعقاب فضيحة "كامبريدج أناليتيكا".
وقد أطلق هذا التحقيق في أعقاب فضيحة "كامبريدج أناليتيكا" المدوية. وتتهم هذه المجموعة البريطانية بأنها جمعت البيانات الخاصة لنحو 87 مليون مستخدم واستغلتها من دون علمهم لأغراض سياسية عبر تطبيق للاختبارات النفسية يتم النفاذ إليه، كما هي الحال مع تطبيقات أخرى، عبر شبكة فيسبوك.
وقد اتهمت فيسبوك بالاستخفاف بمسألة حماية البيانات الشخصية بعد تكشف هذه الفضيحة. واعتذر مديرها التنفيذي ومؤسسها مارك زاكربرع في عدة مناسبات، خصوصا أمام الكونغرس الأميركي.
وتعرض فيسبوك لانتقادات لاذعة من اطراف عدة ولا تشذ سيليكون فالي عن هذا الخط، مع ان قطاع التكنولوجيا برمته تقريبا يزدهر بفضل الكنز الذي تمثله البيانات الشخصية عبر الانترنت.