قادة الاحتجاجات يساندون إضراب جهاز الشرطة في السودان

تجمع المهنيين يدعو إلى دعم إضراب الشرطة والمجلس العسكري الإنتقالي يشيد بجهاز الأمن ويدرس إعادة هيكلته وترتيبه.

الخرطوم - ساند تجمع المهنيين السودانيين الذي يقود الاحتجاجات في البلاد منذ بدياتها في ديسمبر الماضي، إضراب ضباط الشرطة ودعا القوى الرئيسية للحراك الشعبي إلى مساندته أيضا.

ونفذ ضباط شرطة بالسودان، اليوم الأحد، إضرابا عن العمل، لمدة يوم واحد، شمل المجمعات الخدمية بالعاصمة الخرطوم، وولايات أخرى في البلاد.
وقال شهود عيان إن المواطنين ومراجعي المجمعات الخدمية وقفوا أمام أبوابها المغلقة، ورددوا هتافات ضد السلطات، وهددوا باقتحام تلك المجمعات.
وأعلن ضباط الشرطة من رتبة نقيب فما دون، السبت، في بيان الدخول في إضراب عن العمل الأحد إلى حين تحقيق مطالبهم المتمثلة في الترقيات والمرتبات.
وطبقا للبيان فإن الإضراب يهدف إلى "إيصال رسائل إلى القيادات في المستوى الأعلى، لتصحيح المسار الشرطي، ومسح الصورة الباهتة التي تسبب فيها الانتشار الكبير للفساد والظلم في المؤسسة الشرطية".
بالإضافة إلى "غياب تطبيق مفاهيم العدالة والمساواة والتدهور والإهمال الذي طال المؤسسات الخدمية للمواطن وتمرير الأجندة الحزبية والمحاباة على أساس الولاء وليس المهنية الذي طال هذه المؤسسة العريقة طوال فترة حكم النظام".

وقال شهود عيان إن الإضراب شمل إغلاق ثلاثة مراكز من أكبر مراكز تقديم الخدمة للمواطنين في العاصمة الخرطوم منها مركز أم درمان.
وأوضح البيان "سلمنا مذكرة بمطالبنا إلى المجلس العسكري، ومدير عام قوات الشرطة، ولم نجد ردا بقرارات قوية وملموسة"، دون الإشارة إلى تفاصيل حول تاريخ تسليم تلك المذكرة.

وقال المهنيين السودانيين في بيان على فيسبوك "بدأ اليوم إضراب الشرطة من رتبة نقيب فما دون، بهدف تنظيف الشرطة من سيطرة بقايا النظام البائد، ومحاسبة كل من تورط في فتح مخازن الشرطة ومنح زيها الرسمي وعرباتها للمليشيات الخارجة عن القانون".

وتابع "نرجو من المواطنين التفهم لأسباب وأهداف هذا الإضراب والتعاون مع ضباط وضباط صف وجنود الشرطة المضربين حتى ننعم جميعا بجهاز شرطي مهني يخدم الشعب في دولة القانون والمواطنة".

من جهتها طالبت لجنة متابعة قضايا وحقوق ضباط الشرطة المتقاعدين المجلس العسكري الانتقالي بإصدار مرسوم بتكوين آلية محددة للنظر في استرداد حقوق المفصولين تعسفيا.

وقالت وكالة السودان للأنباء أمس السبت إن الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس العسكري الإنتقالي، أشاد بجهاز الأمن والمخابرات الوطني ووصفه بـ"العنصر المهم" للبلاد واستقرارها.

وأضافت أن دقلو قال "لدى تنويره يوم السبت لعضوية الجهاز أنه ليس هناك أي تفكير أو إاجاه لحل الجهاز وإنما المطلوب إعادة هيكلته وترتيبه كجهاز قومي ووطني تحتاجه الدولة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخها".

ودعا دقلو "لمصالحة وطنية عامة وشاملة يحتكم فيها الجميع للقانون بصرامة وعدالة"، وأشار أنهم يستهدفون الفاسدين والمفسدين وليس لديهم تصفية حسابات، ولا يأخذون شخصا بجريرة انتمائه السياسي، حسب الوكالة.

وفي 11 أبريل/نيسان الجاري، عزل الجيش الرئيس عمر البشير من الرئاسة بعد 3 عقود من حكمه البلاد، على وقع احتجاجات شعبية متواصلة منذ نهاية العام الماضي.
وشكل الجيش مجلسا عسكريا انتقاليا، وحدد مدة حكمه بعامين، وسط خلافات مع أحزاب وقوى المعارضة بشأن إدارة المرحلة المقبلة.

وأمس السبت اتّفق قادة الاحتجاجات والجيش السّوداني على تشكيل مجلس مشترك يضمّ مدنيّين وعسكريّين، وذلك خلال اجتماع عُقِد بين الطرفين بناءً على طلب المتظاهرين الذين يريدون نقل السّلطة إلى المدنيّين.