قبل فوات الاوان

علينا التصرف كالدول الواقعة تحت الحصار والتي اضطرت إلى إنتاج الطعام لتجنب المجاعة.

تدل المؤشرات على أن باب الاستيراد والتصدير سيغلق نتيجة وباء كورونا الآخذ بمزيد من الانتشار والتوسع، وهذا يبشر بانتهاء عولمة التجارة ومن غير المتوقع عودة الحياة التجارية إلى طبيعتها ما قبل كورونا. ويتوقع أن تغلق كثير من الأعمال أبوابها بسبب قلة الطلب. وقد اجتمعت عوامل عديدة تشير إلى أن أزمة اقتصادية خانقة ستحل بالعالم في المدى القريب.

ما يهمنا هو وضع البلدان العربية الأقل إنتاجا لانها تعتمد منذ سنين على التجارة دون الاستصناع والاستزراع وهذا قد يدخلها في مجاعة. وهي بذلك تحتاج إلى خطة عاجلة لإنتاج الطعام والماء ويجب على الحكومات التنبه لهذا الأمر بالسرعة القصوى وتبدأ بتنفيذ خطة توجب على جميع السكان إنتاج ما يحتاجونه من الطعام وهناك عدة أعمال يمكنها القيام بها مثل توزيع اراضي للانتفاع مجانا للزراعة وتربية الدواجن وتوجيه الأسر التي تمتلك حديقة منزلية لاستغلالها وبناء ابراج حمام مشاع لتربية الحمام المعروف بسرعة تكاثره ومزارع للارانب وهي كذلك سريعة التكاثر ومزارع للدواجن ويجب أن تكون هذه المزارع صغير الحجم وكثيرة العدد بحيث تخدم كل تجمع سكني.

هل هذه الدعوة نصيحة مجانية لبيع الكلام؟ أن الوضع الحالي يبرهن أن كورونا لن ينحسر قريبا والاصابات تزداد يوما بعد يوم وسوف يحتاج الأمر إلى سنوات من الأبحاث والتجارب للتوصل إلى دواء او مصل يقي من الاصابة، وبهذا سوف ينفذ مخزون الدول من الطعام وليس هناك حل سوى اللجوء إلى تطبيق النظام الاقتصادي الشيوعي إلى حين الخروج من الأزمة.

وحتى الدول التي لديها مال كثير لن ينفعها المال في ظل الوباء وسوف يجوع اهلها، فالنشاط التجاري يحتاج إلى تنقل والتنقل يجلب الوباء، ولا بد من توعية المجتمع للقيام بهذه المهمة وما على الدولة إلا توفير الماء وإجبار الناس على الزراعة في الأراضي المخصصة لهم.

إن علينا التصرف كالدول الواقعة تحت الحصار والتي اضطرت إلى إنتاج الطعام لتجنب المجاعة.