قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية على منطقة البسطة في بيروت
بيروت - أدت الضربة الإسرائيلية على مبنى فجر السبت في منطقة البسطة المكتظة في قلب بيروت إلى مقتل 15 شخصا وإصابة العشرات بجروح، وفق حصيلة جديدة أعلنتها وزارة الصحة اللبنانية فيما تحدثت مصادر أن الضربة استهدفت قياديا كبيرا في حزب الله.
وأفادت الوزارة في بيان أن بين القتلى "أشلاء رفعت كمية كبيرة منها وسيتم تحديد هوية أصحابها والعدد النهائي للشهداء بعد إجراء فحوص الحمض النووي"، مشيرة إلى استمرار عمليات رفع الأنقاض.
وفي وقت سابق السبت، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان، "مقتل 4 أشخاص وإصابة 23 آخرين في قصف إسرائيلي استهدف منطقة البسطة ببيروت".
كما أفاد مصدر أمني بأن قياديا كبيرا في حزب الله تم استهدافه في الغارة في حين نفى نائب عن الحزب وجود أي "شخصية" من التنظيم في المكان.
وقال المصدر الذي لم يشأ كشف هويته إن "الضربة الإسرائيلية في البسطة كانت تستهدف شخصية قيادية في الجماعة المدعومة من ايران"، من دون أن يؤكد إن كان المستهدف قتل أم لا.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن بيروت "استفاقت على مجزرة مروّعة، حيث دمّر طيران العدوّ الإسرائيلي بالكامل مبنى سكنيا مؤلفا من ثماني طبقات بخمسة صواريخ في شارع المأمون بمنطقة البسطة".
وذكر شهود أن الانفجارات هزت بيروت في حوالي الساعة الرابعة صباحا (02:00 بتوقيت جرينتش). وقالت مصادر أمنية إن أربع قنابل على الأقل أطلقت في الهجوم.
وألحقت الضربة أضرارا بعدد من المباني المجاورة وهرعت سيارات إسعاف إلى موقع المبنى المستهدف الذي استحال كومة من الأنقاض في منطقة البسطة المكتظة.
ويمكن رؤية حفرة ضخمة في مقاطع فيديو انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، من غير أن تتمكن فرانس برس من التثبت من صحتها.
وهذا هو رابع هجوم جوي إسرائيلي خلال أيام يستهدف منطقة في وسط بيروت، فيما شنت إسرائيل معظم هجماتها على الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله. وأسفر هجوم جوي إسرائيلي اليوم الأحد على حي رأس النبع عن مقتل مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله.
وكان الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم حذر في كلمة ألقاها الأربعاء بأن الحزب سيرد على الضربات الإسرائيلية على بيروت باستهداف "وسط تل أبيب".
وكانت الوكالة أفادت في وقت سابق الجمعة وليل الجمعة السبت عن سلسلة من الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية عدة مبانٍ، اثنان منها يقعان على مشارف الضاحية الجنوبية لبيروت في منطقة الشياح التي لا تزال مكتظة بالسكان وتضم الكثير من مراكز التسوق، بعد إنذارات إخلاء إسرائيلية.
وفي جنوب لبنان، حيث تنفذ إسرائيل منذ 30 سبتمبر عمليات توغل، قتل خمسة مسعفين من الهيئة الصحية الإسلامية التابعة لحزب الله جراء غارتين، على ما أفادت وزارة الصحة اللبنانية.
كذلك استهدفت إسرائيل شرق لبنان حيث قتل مدير مستشفى دار الأمل وستة من العاملين في المؤسسة الطبية الواقعة قرب بعلبك في قصف جوي إسرائيلي على مقر إقامة المدير الواقع إلى جوار المستشفى، بحسب الوزارة.
يأتي ذلك بعد إعلان منظمة الصحة العالمية في وقت سابق الجمعة مقتل 226 عاملا صحيا في لبنان منذ 7 أكتوبر 2023، في حصيلة "مقلقة للغاية" بحسبها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق أن مقاتلاته "أتمّت سلسلة من الضربات على مراكز قيادة" تابعة لحزب الله في معقله في ضاحية بيروت الجنوبية.
كما أفاد أنه أصاب "أهدافا إرهابية لحزب الله في منطقة صور" بجنوب لبنان من ضمنها "مراكز قيادة" و"منشآت لتخزين الأسلحة".
وللمرة الأولى منذ بدء عملياتها البرية، توغّلت القوات الإسرائيلية في بلدة دير ميماس على مسافة 2.5 كلم من أقرب نقطة حدودية مع إسرائيل.
وتقول إسرائيل إنها تريد إبعاد حزب الله عن حدودها للسماح بعودة حوالى 60 ألف شخص نزحوا من شمال الدولة العبرية هربا من تبادل إطلاق النار اليومي الجاري مع الحزب منذ إعلانه فتح جبهة "إسناد" لغزة في الثامن من أكتوبر 2023 غداة هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل الذي شكل شرارة الحرب في القطاع.
وبعد حوالي عام من تبادل إطلاق النار عبر الحدود، دخلت إسرائيل حربا مفتوحة مع حزب الله في سبتمبر بشنها حملة غارات عنيفة على لبنان تستهدف خصوصا معاقل الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب البلاد وشرقها، أسفرت عن مقتل أكثر من 3640 شخصا، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
وارتفعت وتيرة الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في لبنان منذ إنهاء المبعوث الأميركي آموس هوكستين زيارته بيروت الأربعاء.
وتحدث هوكستين عن إحراز تقدم بعد اجتماعاته يومي الثلاثاء والأربعاء في بيروت قبل أن يتوجه إلى إسرائيل للاجتماع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس.