قرطاج المسرحي يفتح أبوابه لأكثر من مئة سجين

'مسرح الحرية' سيقدم أعمالا متنوعة تعكس قدرات نزلاء السجون في تونس الإبداعية والدرامية في مختلف المواضيع الاجتماعية والإنسانية.

تونس - يشارك أكثر من مئة نزيل في السجون التونسية في الدورة الخامسة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية التي تمتد من 23 إلى30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، من خلال تقديم 11 عملا مسرحيا من إنتاج نوادي المسرح في المؤسسات السجنية.

ويحتضن المركز الثقافي والرياضي للشباب بالمنزه السادس عروض نزلاء السجون ومراكز الإصلاح، حيث سيتم تقديم أعمال متنوعة تعكس قدراتهم الإبداعية والدرامية في مختلف المواضيع الاجتماعية والإنسانية.

وتهدف هذه العروض التي دأبت أيام قرطاج المسرحية على تنظيمها ضمن قسم "مسرح الحرية" بالشراكة مع الهيئة العامة للسجون والإصلاح منذ سنة 2017، إلى تمكين نزلاء السجون ومراكز الإصلاح من عرض أعمالهم المسرحية أمام جمهور المهرجان وتوظيف الفن كأداة للتأهيل وإعادة الإدماج النفسي والاجتماعي.

ويقدم السجن المدني بقفصة بمسرحية "باباراتزي" للمخرج الأسعد حمدة، ويشارك السجن المدني بالمهدية بعرض بعنوان "ألطاف" من إخراج رياض الزواري. ويعرض السجن المدني بالسرس مسرحية "الخمري" التي أخرجها المستشار أول أنور عوايدية والملازم أول إسماعيل عبيدي. أما السجن المدني بالمرناقية، فيعرض العمل الجماعي "الدنيا وما فيها" من إعداد وإخراج نزلاء الوحدة السجنية. ويقدم السجن المدني بصفاقس مسرحية "مرا هازها الريح" من إخراج المستشار عمارة حمادي، في حين يعرض مركز إصلاح الأطفال الجانحين بأوذنة مسرحية "فيلوييري" من إعداد وإخراج المستشار العيدي بن فرج. كما يقدم السجن المدني بقبلي مسرحية "هاشتاغ" من نص وإخراج عبدالغني عمارة.

ويشارك سجن النساء بمنوبة بمسرحية "البنايين Game of" من إخراج مدرب إصلاح أول رباب بوزيدي، في حين يعرض مركز إصلاح الأطفال الجانحين بالمغيرة مسرحية "شكون المسؤول؟" من إخراج عقيلة علاوي. ويقدم مركز إصلاح الأطفال الجانحين بالمروج مسرحية "الشيطان والضمير" من إخراج سالم الورغي. أخيرا، يعرض مركز إصلاح الأطفال الجانحين بسيدي الهاني مسرحية "جسد" من إخراج النقيب عماد خلف الله.

وسيتم تتويج ثلاثة أعمال بجوائز "أفضل عمل مسرحي" 3 آلاف دينار (نحو 953  دولار) وهي جائزة تمنحها إدارة أيام قرطاج المسرحية، إلى جانب الجائزتين الثانية 1500 دينار (نحو 476 دولار) والثالثة ألف دينار (ما يعادل 317 دولار أميركي) وتمنحهما الهيئة العامة للسجون والإصلاح، فضلا عن تكريم مختلف المشاركين بتسليمهم شهائد مشاركة.

وتعود فكرة "مسرح الحرية" إلى سنة 2017، حين تم تقديم أول عرض مسرحي خارج أسوار السجون. ومنذ ذلك الحين، تطور عدد العروض في هذا القسم، حيث قدمت الدورة الثانية من "مسرح الحرية" في 2018 خمسة عروض، ثم ارتفع العدد إلى 11 عرضا في دورة 2019، وارتفع العدد ليشمل 12 عرضا في دورة 2022، ثم تراجع إلى ثمانية عروض سنة 2023، ليعود هذا الرقم إلى الارتفاع مجددا خلال هذه السنة (2024) ويصل إلى 11 عرضا.

وتنطلق فعاليات الدورة الـ25 من أيام قرطاج المسرحية بتونس العاصمة يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وتتضمن برمجة المهرجان المسابقة الرسمية وعروضا خارج المسابقة من تونس وأفريقيا والعالم تتوزع على مختلف أقسام المهرجان من مسرح العالم ومسرح الحرية ومسرح الأطفال والناشئة.

ويشمل البرنامج 125 عرضا مسرحيا من 32 دولة عربية وأفريقية وغربية بمعدل 18 عرضا في اليوم منها 12 ضمن المسابقة الرسمية ستُقدم على مدى ثمانية أيام.

ويعتبر مهرجان أيام قرطاج المسرحية الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الثقافية التونسية، من أعرق المهرجانات المسرحية عربيا وأفريقيا، وهو الذي تأسّس في العام 1983 على يديْ المسرحي التونسي الراحل المنصف السويسي، وكان ينظم كل سنتين بالتناوب مع أيام قرطاج السينمائية قبل أن يصبح موعدا سنويا لعشاق المسرح. وهو يسلّط الضوء بشكل خاص على المسرح الأفريقي والعربي إلى جانب تقديمه لعروض أخرى من مختلف قارات العالم.