قرقاش: الشرق الأوسط يحتاج لإدارة أميركية تعطي الأولوية للسلام والمصالح الإستراتيجية
أبوظبي - اعتبر أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات اليوم الاثنين أن الشرق الأوسط يحتاج إلى "قيادة قوية" من الولايات المتحدة تعطي الأولية للمصالح الإستراتيجية والاعتبارات الإنسانية، مع استعداد الرئيس المنتخب دونالد ترامب للعودة إلى السلطة بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، في حين تواجه المنطقة حروبا وأزمات متعددة.
وحث المسؤول الإماراتي في كلمته خلال "ملتقى أبوظبي الإستراتيجي" إدارة ترامب الجديدة على إعطاء الأولوية لإستراتيجية شاملة بدلا من نهج قائم على "رد الفعل ومجزّأ".
وتعد الإمارات الغنية بالنفط إحدى الجهات المانحة الرئيسية لقطاع غزة، وقامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل خلال ولاية ترامب الرئاسية الأولى.
وقال قرقاش "بينما نمر بأوقات مضطربة، القيادة والشراكة الأميركية لا غنى عنها"، مضيفا أن "الولايات المتحدة لعبت تاريخيا دورا محوريا في الشرق الأوسط، وتدخلها حاسم، خصوصا خلال الأزمات التي نشهدها اليوم".
وتابع "مع ذلك، من الضروري أن ندرك أن تدخلها لا يكفي. نحتاج إلى قيادة قوية تعطي الأولوية للاعتبارات الإنسانية إلى جانب المصالح الإستراتيجية".
وقال قرقاش "مع الإدارة الأميركية المقبلة، يجب أن نتجنب السياسات القائمة على رد الفعل والمجزأة لصالح نهج شامل يهدف إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي".
"بينما نمر بأوقات مضطربة، القيادة والشراكة الأميركية لا غنى عنها".
وخلال فترة ولاية ترامب الرئاسية الأولى، وقعت الإمارات والبحرين والمغرب "اتفاقيات ابراهام" عام 2020 لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بخلاف الإجماع العربي القائم منذ فترة طويلة على عدم الاعتراف بالدولة العبرية قبل حل صراعها مع الفلسطينيين.
واستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في البيت الأبيض في سبتمبر/أيلول الماضي، وناقش معه النزاعات في الشرق الأوسط.
وأكد قرقاش أن "دولة الإمارات ستواصل العمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة في إطار هذه العلاقة الإستراتيجية والمؤسسية".
وكانت الإمارات من أول المهنئين لترامب على فوزه في الانتخابات الرئاسية، معربة عن آمالها في تعزيز التعاون بين البلدين.
وترتبط الإمارات باتفاقيات شراكة اقتصادية واسعة مع الولايات المتحدة، لكن العلاقات مرت بمرحلة فتور خلال ولاية الرئيس الحالي على خلفية خلافات على بعض المواقف وعدم إبداء إدارة جو بايدن صرامة في مواجهة اعتداءات ارهابية تعرضت لها الإمارة الخليجية من قبل المتمردين الحوثيين كذلك قضايا خلافية أخرى بينها التراخي الأميركي في مواجهة التهديدات الايرانية للأمن الاقليمي، بالإضافة إلى الشروط التي وضعتها الولايات المتحدة لإتمام صفقة مقاتلات إف - 35، بينما استبعدت أبوظبي خلال حملة الانتخابات الأميركية استئناف المحادثات مع واشنطن بشأن الصفقة أيا كان الفائز في السباق الرئاسي.