قصر الجرف يفتح أبوابه مجددا للتشكيليين وعشاق الطبيعة

الحياة تعود إلى قصر الجُرف غربي مدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر بعد إغلاق دام لشهور بسبب جائحة كورونا.
القصر يمنح للفنانين التشكيليين فرصة مدهشة لممارسة فنونهم على شاطيء نهر النيل الخالد
قصر الجرف يجمع بين ثقافات وفنون وطرز معمارية قاربت على الإندثار في مصر

عادت الحياة إلى قصر الجُرف غربي مدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر، وبدأ القصر التراثي في استقبال رواده مجددا من الفنانين التشكيليين، وعشاق فنون العمارة القديمة ومعالم التراث، وذلك بعد إغلاق دام لشهور بسبب جائحة كورونا .
وبحسب محمد فاوي، مؤسس القصر، فإن تدابير عدة جرى اتخاذها في إطار خطط السلطات المصرية لمكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) قبل الإعلان عن إعادة فتح أبواب القصر مجددا أمام زواره من الفنانين والمهتمين بالعمارة والفنون التراثية، وعشاق الطبيعة، ولفت إلى أن الزوار سيستمتعون بمعزوفات موسيقية من التراث الغنائي العربي، بالتزامن مع لحظات استمتاعهم بمشاهدة غروب شمس كل يوم. 

luxor
روح العمارة التراثية 

فاوي أشار إلى أن القصر يمنح للفنانين التشكيليين فرصة مدهشة لممارسة فنونهم على شاطيء نهر النيل الخالد، ووسط الطبيعة الريفية الساحرة، بجانب الاطلاع على فنون العمارة المصرية القديمة، وعمارة حسن فتحي، أو ما يعرف بعمارة الفقراء، حيث شيد القصر بطراز معماري جمع بين "القبو" الذي اشهرت به عمارة المهندس المصري الشهير الراحل حسن فتحي والمشربيات وبعض مظاهر عمارة القاهرة الفاطمية، وأكد على أن قصر الجُرف لا يفرض أي رسوم دخول على زواره من الفنانين وعشاق التراث والطبعية، ويتيح الدخول لرواده بالمجان.
إحياء العمارة التاريخية
وقال رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، أيمن أبوزيد: إن قصر الجُرف، هو بمثابة بيت للثقافة والفنون على أرض مدينة الأقصر الغنية بمئات المقابر وعشرات المعابد التي شيدها ملوك وملكات ونبلاء ونبيلات مصر القديمة، ويقع علي الضفة الغربية من نهر النيل الخالد، حيث تقع جبانة طيبة (عاصمة مصر القديمة) حيث نحت الفنانون القدامي ورسموا الجداريات والتماثيل التي تزين المعالم الأثرية في الجبانة التي تعد من أشهر مزارات السياحة الثقافية بالعالم أجمع، وذلك بحسب قوله.
أبوزيد أشار إلى أن قصر الجُرف الذي شُيِد علي مساحة تزيد على العشرة آلاف متر مربع، ويطل على نهر النيل الخالد، فيما تطل جوانبه الثلاثة الأخرى على الزراعات وأشجار النخيل، وحقول ترتع فيها الماشية والأغنام، في مشهد حي يعيد إلى الذاكرة كل صور القرية قديما، ومن المدهش وأنت تسير وسط تلك الطبيعة الغناء المحيطة بقصر الجُرف، أن تشاهد الفلاحين وهم يستخدمون أدوات الزراعة والحرث القديمة التي استخدمها الآجداد قبل مئات السنين، والتي تجرها الأبقار، وذلك العناق الحالم بين النهر الخالد وأشجار النحيل السامقة.
إلهام فني
ويري عميد كلية الفنون الجميلة في مدينة الأقصر، الفنان الدكتور يوسف محمود، أن معالم قصر الجُرف، والطبيعة الخلابة المحيطة به، من نخيل وزروع ومشاهد ريفية، بجانب وجود كل ذلك على ضفاف نهر النيل الخالد، جعل من هذا الموقع مكانا مثاليا لكل فنان تشكيلي.
بجانب أنه بالشكل الذي شُيِد به، وبما يضمه من تحف ومقتنيات، وأبراج الحمام العالية، بات أحد المعالم التي تعيد إحياء عمارة قاربت على الإندثار، ويعيد زائره لأكثر من مائتي عام مضت، عبر مشاهدة عمارة تراثية لافتة، مع الأرابيسك وفنون العمارتين العربية والإسلامية، فيشعر الزائر  وكأن القاهرة الفاطمية قد انتقلت إلى ريف البر الغربي لمدينة الأقصر لتمتزج مع قباب شيخ المعماريين المصريين والعرب الراحل حسن فتحي.

وبحسب رئيسة جمعية إيزيس للثقافة، فإن قصر الجرف، يجمع بين ثقافات وفنون وطرز معمارية قاربت على الإندثار في مصر، يمكن زائره من الاستمتاع برؤية مغايرة لنهر النيل الخالد، ومشاهدة طبيعة الريف المصري في صعيد مصر، من زوايا عدة، تجعل الزائر قادرا على تكوين صورة جديدة ومختلفة لطبيعة الريف المصري وهي تتعانق مع نهر النيل الخالد في مشهد فريد، وأن القصر أقيم من أجل استعادة صورة وروح العمارة التراثية المصرية وفنونها المختلفة، وتمكين زواره من معايشة الحياة في مصر قبيل مائتي عام مضت.