قصف حوثي متجدد يخرق هدنة هشّة في الحديدة

إحدى القذائف تسقط بالقرب من صوامع مليئة بكميات من القمح التابع لبرنامج الغذاء العالمي في وقت يعيش فيه اليمنيون مجاعة، وذلك في انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار.
المتمردون قصفوا مواقع المقاومة المشتركة في شارع الخمسين بمدينة الحديدة
مقتل عدد من الضباط والخبراء الايرانيين بقصف التحالف العربي في صنعاء وصعدة

صنعاء - جددت ميليشيات الحوثي الثلاثاء استهداف مخازن البحر الأحمر في مدينة الحديدة، بقذائف المدفعية، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار

وأفادت  مصادر في القوات المشتركة إن قذيفة سقطت قرب صوامع الغلال المليئة بكميات من القمح، التابع لبرنامج الغذاء العالمي.

واستهدف المتمردون سابقا مطاحن البحر الأحمر بالمدفعية، مما تسبب باحتراق إحدى الصوامع، وإتلاف كميات من القمح.

وتم رصد خروق أخرى في الحديدة خلال الساعات الماضية، حيث عمدت ميليشيات المتمردين إلى شن قصف عنيف في معسكر الدفاع الساحلي ومحيط فندقي الواحة والإتحاد صوب المقاومة المشتركة في شارع الخمسين بمدينة الحديدة.

وامتدت الخروق إلى كل من الجاح والتحيتا حيس في ريف الحديدة.

وكشف برنامج الغذاء العالمي في وقت سابق قيام المتمردين بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية حيث حمل مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك الميليشيات الحوثية مسؤولية تلف مخزون القمح في مطاحن البحر الأحمر، وتفاقم المجاعة.

وأكد لوكوك في بيان صحافي عدم سماح الحوثيين لموظفي المنظمة الدولية بالوصول إلى مخازن الحبوب منذ أربعة أشهر، والتي يوجد بها حبوب تكفي لإطعام 3.7 مليون شخص لمدة شهر.

وقال لوكوك إن كميات الحبوب تلك مخزنة في صوامع في مطاحن البحر الأحمر منذ أكثر من 4 أشهر وقد تتعرض للتلف، فيما يعاني نحو 10 ملايين شخص في أنحاء اليمن من نقص الاغذية.

ويأتي التصعيد الحوثي الأخير بالتزامن مع خطاب لزعيم المتمردين أعلن فيه التنصل من اتفاق ستوكهولم وقدم تفسيرات للاتفاق تؤكد عدم تخليهم عن السيطرة على مدينة وميناء الحديدة.

واكدت مواقع يمنية الاثنين مقتل عدد من الضباط والخبراء الإيرانيين إضافة إلى عشرات الحوثيين في قصف لطيران التحالف العربي في محافظتي صنعاء وصعدة باليمن.

وأفادت نفس المصادر أن من بين القتلى المستشار والمشرف الأول على تركيب الصواريخ المقدم الإيراني محمد نيازي مع شخصين أحدهما عقيد والآخر ملازم أول من خبراء صواريخ الحوثيين في صنعاء.

وأوضحت المصادر ذاتها أن من بين القتلى مشرف شبكة الرصد والاتصالات العسكرية.

وتأتي حصيلة القتلى الإيرانيين بعد يوم من مقتل ضابط إيراني في محافظة صعدة معقل الجماعات المتمردة المرتبطة بطهران.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية السبت إن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية شن غارات على مواقع للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء.
ونقلت الوكالة عن العقيد تركي المالكي المتحدث باسم قوات التحالف قوله إن الغارات استهدفت كهفين تستخدمهما قوات الحوثيين لتخزين الطائرات المسيرة.
وقال المالكي إن هذه الغارات جزء من عملية بدأت في يناير/كانون الثاني لتدمير "شبكة متكاملة لقدرات ومرافق لوجستية للطائرات بدون طيار تتبع الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران وأماكن تواجد الخبراء الأجانب".
وكانت قناة العربية قد تحدثت في وقت سابق عن شن غارات على معسكرات للحوثيين في العاصمة صنعاء من بينها قاعدة الديلمي الجوية.
ولم ترد تقارير فورية عن سقوط قتلى أو جرحى.
وتوصلت الحكومة المدعومة من السعودية وحركة الحوثي المتحالفة مع إيران إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحديدة وسحب القوات من المدينة الخاضعة لسيطرة الحوثيين وذلك خلال محادثات جرت في السويد في ديسمبر/كانون الأول. 
ومثل الاتفاق أول انفراجة كبيرة في الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات.
والهدنة صامدة إلى حد كبير، لكن سحب القوات لم يتحقق بعد إذ يتبادل الطرفان الاتهامات بشأن عدم إحراز تقدم في تنفيذ الاتفاق. ويهدف الاتفاق إلى تفادي هجوم شامل على المدينة التي تشكل شريان حياة لملايين اليمنيين الذين يواجهون خطر المجاعة.

وحاول التحالف العربي مرتين السيطرة على ميناء الحديدة العام الماضي لإضعاف الحوثيين عبر قطع خط إمدادهم الرئيسي. لكن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة تخشى من أن هجوما شاملا قد يتسبب في تعطل العمليات في الميناء الذي يستقبل الجزء الأكبر من واردات اليمن، الأمر الذي يمكن أن يتسبب في انتشار الجوع على نطاق واسع..

الحوثيون يجندون الاطفال
الحوثيون انشأوا 4 معسكرات لتدريب اطفال من الحديدة وغيرها على القتال

وأفادت مصادر عسكرية يمنية إن الميليشيات الحوثية أنشأت 4 معسكرات لتدريب الأطفال والمختطفين من محافظات الحديدة وريمة والمحويت وصنعاء وذمار.

ونقلت قناة العربية الجمعة عن تلك المصادر قولها أن المعسكرات التي أنشئت تخضع لإشراف خبراء من إيران ومليشيات حزب الله اللبناني موضحة أنها من المعسكرات الحديثة السرية التي نقلت إليها أسلحة متطورة وقواعد إطلاق صواريخ.

ويقع المعسكر الأول في مزارع منطقة العرج بمديرية الضحى شمال الحديدة، ويجري فيه تدريب قوات بحرية يطلق عليها الضفادع مهمتها تفخيخ الممرات البحرية والسواحل وصناعة الزوارق المفخخة، كما توجد فيها مخازن للصواريخ البحرية وصواريخ سكود مع قواعدها التي نهبتها من مخازن الجيش اليمني عقب الانقلاب.

ويقع المعسكر الثاني في مزارع منطقة عبال بمديرية باجل، وهو معسكر مشاة لتدريب الأطفال القادمين من المحويت وذمار وصنعاء وريمة، ويضم مخازن أسلحة وقاعدة إطلاق صواريخ، ويشرف عليه رئيس جهاز الاستخبارات أبو علي الحاكم.

ويحوي المعسكر على غرفة عمليات وجمع معلومات، إلى جانب خبراء حزب الله.

ويقع المعسكر الثالث في محمية برع وهو من المعسكرات الجديدة التي أنشأها الحوثيون عقب إطلاق معركة الساحل الغربي، ويجري فيه تدريب الأطفال من مختلف مديريات الحديدة، وبه قاعدة إطلاق صواريخ ومخازن أسلحة وصواريخ جرى نقلها من معسكرات الحديدة تخوفاً من أي تقدم للجيش الوطني العام الماضي.

فيما يقع المعسكر الرابع في شارع المواصلات الذي استحدث الأحواش والهناجر التابعة للمواصلات الممتدة من خلف المبنى وحتى جوار مستشفى العلفي وسط الأحياء. حيث أشارت المصادر العسكرية بأنه معسكر متقدم يجري نقل الأطفال والمسلحين إليه من معسكرات أخرى لتعزيز الجبهات في الداخل.

وتهدف إنشاء المعسكرات إلى تدريب الأطفال على عمليات التفخيخ والقتال حسب نفس المصادر.

وسقط عشرات الآلاف من القتلى في الحرب التي يخوضها الحوثيون ضد فصائل يمنية أخرى مدعومة من التحالف بقيادة السعودية وموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
واضطر هادي إلى مغادرة العاصمة صنعاء في مواجهة تقدم الحوثيين أواخر عام 2014.
وأخذت الولايات المتحدة صف الحكومة اليمنية ضد الحوثيين وتوفر دعما عسكريا للتحالف بقيادة السعودية، بما يشمل مساعدته على صعيد الاستهداف في الضربات الجوية السعودية