قصف عشوائي من الحوثيين لصد هجوم الحديدة

المتمردون يتصدون لهجوم واسع للقوات الموالية للحكومة باستعمال القناصة والالغام ما يعرض حياة المدنيين للخطر.
المتمردون يبطئون تقدّم القوات الموالية للحكومة اليمنية في الحديدة

الحديدة (اليمن) ـ تصدّى المتمردون الحوثيون في اليمن لهجوم واسع للقوات الموالية للحكومة باستعمال القناصة والالغام في محاولة لإلحاق خسائر بالقوات الحكومية خاصة مع الانهيار العسكري للانقلابيين.

وتستعر المعارك في الحديدة غرب اليمن في وقت بدأت الضغوط الدولية على السعودية، التي تقود تحالفا عسكريا في هذا البلد دعما للقوات الحكومية، تتزايد لوقف الحرب والمساعدة في عقد مفاوضات سلام.

وقال مسؤولون في القوات الحكومية لوكالة الاثنين ان المتمردين نجحوا في صد هجوم واسع مساء الاحد من الجبهة الجنوبية من المدينة المطلة على البحر الاحمر، وتمكّنوا من وقف تقدم القوات الحكومية شمالا نحو الميناء.

وتعرّضت القوات الموالية للحكومة إلى قصف عنيف في هذه الجبهة بقذائف الهاون، مما أسفر، بحسب مصادر طبية وعسكرية في صفوف هذه القوات، إلى مقتل 32 من عناصرها في الساعات ال24 الاخيرة.

وبحسب أطباء في مستشفيي العلفي وباجل في محافظة الحديدة، قتل 73 متمردا في الساعات الـ24 الاخيرة في مواجهات داخل مدينة الحديدة وفي غارات جوية شنتها طائرات التحالف العسكري بقيادة السعودية في مديريات اخرى من المحافظة التي تحمل الاسم ذاته.

من جهتها، ذكرت مصادر عسكرية في القوات الحكومية إن الحوثيين نقلوا الى صنعاء وإب القريبة منها 40 قتيلا آخر لقوا مصرعهم في غارات للتحالف في مديريات عدة بمحافظة الحديدة.

وفي الجبهة الشرقية من المدينة، قتل سبعة مدنيين في المعارك العنيفة التي تدور في حي "22 مايو"، بحسب مصادر عسكرية وطبية.

وقُتل 594 شخصاً (461 من الحوثيين، 125 من القوات الموالية للحكومة وثمانية مدنيين) منذ اشتداد المواجهات.

منذ 2014، تخضع مدينة الحديدة لسيطرة المتمرّدين، وتحاول القوات الحكومية بدعم من تحالف عسكري تقوده السعودية استعادتها منذ حزيران/يونيو الماضي بهدف السيطرة خصوصاً على مينائها الاستراتيجي.

معركة الحديدة
الحوثيون يلعبون اخر اوراقهم

واشتدّت المواجهات في الحديدة في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، ونجحت القوات الموالية للحكومة الخميس الماضي في اختراق دفاعات المتمردين والتوغل في شرق وجنوب المدينة المطلة على البحر الاحمر.

وبحسب المسؤولين العسكريين، فإن المتمردين يستخدمون القناصة ويعتمدون على الألغام وعلى القصف المكثّف بقذائف الهاون لوقف تقدم القوات المهاجمة. وقال سكان ان الحوثيين يستخدمون أيضا المدفعية.

في المقابل، تشن القوات الموالية للحكومة هجماتها بدعم من طائرات ومروحيات التحالف العسكري، وخصوصا الامارات، الشريك الرئيسي في قيادة التحالف والتي كانت جمعت في بداية العام ثلاث مجموعات عسكرية لمهاجمة الحديدة.

وعبر ميناء الحديدة تمر غالبية المساعدات والمواد الغذائية التي يعتمد عليها ملايين السكان للبقاء على قيد الحياة في بلد يواجه نحو نصفه سكانه (27 مليون نسمة) خطر المجاعة، وفقا للامم المتحدة.

وتهدّد المعركة من أجل السيطرة على الحديدة إمدادات الغذاء لملايين السكان في حال تعطّلت الحركة في ميناء المدينة أو في حال فرضت القوات المهاجمة حصارا على كافة مداخل ومخارج المدينة.

وقد تزايدت المخاوف بعدما اندلعت حرب شوارع للمرّة الأولى الأحد في حيّ سكني في شرق الحديدة. وقال مسؤولون عسكريّون في القوات الموالية للحكومة إنّ هذه القوات عملت الأحد على "تطهير" المناطق السكنية التي دخلتها في شرق المدينة من المتمردين الحوثيين.

لكن رغم الهجوم، لا يزال الميناء الخاضع لسيطرة المتمردين الحوثيين يعمل "بشكل طبيعي"، بحسب نائب مديره يحيى شرف الدين. والاثنين حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من احتمال تدمير الميناء، مكررا دعوته لوقف إطلاق النار.

وصرّح في مقابلة مع إذاعة "فرانس انتر" أنه "إذا حصل تدمير للميناء في الحديدة، فقد يؤدي ذلك إلى وضع كارثي بالتأكيد"، مذكراً بأن اليمن يعيش في الأصل وضعاً إنسانياً "كارثياً".

بدأت حرب اليمن في 2014 بين المتمرّدين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، ثم تصاعدت مع تدخّل السعودية على رأس التحالف العسكري في آذار/مارس 2015 دعماً للحكومة المعترف بها دولياً بعد سيطرة المتمردين على مناطق واسعة بينها صنعاء.

وقتل نحو عشرة آلاف شخص في النزاع اليمني منذ بدء عمليات التحالف. وتذكر الأمم المتحدة بشكل مستمرّ أن اليمن يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم وتشير إلى أن 14 مليون مدني "على حافة المجاعة".

وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تخضع لضغوط من جانب الكونغرس، أكّدت نهاية الاسبوع الماضي إعلان التحالف العسكري أنه سيؤمّن تزويد طائراته بالوقود في الجو بنفسه.

ويزور وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت الرياض الاثنين للقاء المسؤولين السعوديين ومناقشة اللجوء إلى "إجراء جديد" في مجلس الأمن الدولي دعماً لجهود السلام التي يبذلها مبعوث الأمم المتّحدة إلى اليمن مارتن غريفيث بعقد مفاوضات جديدة.