قطر الغارقة في أزمة تسعى لوساطة تنقذ إيران من مأزقها

وزير الخارجية القطري يعلن أن بلاده تسعى إلى جانب دول أخرى لإجراء محادثات بين إيران والولايات المتحدة لاحتواء التوتر بينهما.  

الدوحة تتوسط لدى واشنطن لتخفيف الضغوط على إيران
قطر تدعو لإنهاء التصعيد بين واشنطن وطهران
قطر أبقت على قنوات سرية مع إيران قبل قرار المقاطعة

الدوحة - قالت قطر إنها تسعى إلى جانب دول أخرى للعب دور وسيط في الأزمة الراهنة بين واشنطن وطهران وأنها تعمل على نزع فتيل التوتر في المنطقة، في إعلان يسلط الضوء على جهود قطرية لتخفيف الضغط على طهران التي تواجه بالفعل ضغوطا دوليا شديدة لكبح أنشطتها المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط.

والدوحة التي عجزت حتى الآن عن الخروج من مأزقها بعد قرار المقاطعة الذي اتخذته كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر في يونيو/حزيران 2017، تحاول أن تقدم نفسها كلاعب إقليمي قادر على المساعدة على دعم الاستقرار في المنطقة.

وتجمع قطر وإيران علاقات جيّدة تعززت بعد قرار المقاطعة الخليجية والعربية حيث ثبت أن الدوحة أبقت على قنوات سرية مع طهران في الوقت الذي كانت تمارس فيه أنشطة معادية لدول الخليج العربي.

وتطالب دول المقاطعة الدوحة بالتخلي عن سياسة دعم وتمويل الإرهاب والتقارب مع إيران، إلا أنها لاتزال تصر على العناد والاستمرار في سياستها التي أججت التوتر في المنطقة.

وكان ذلك جليا عندما أعلنت بعد مشاركتها الأخيرة في قمم مكة الثلاث، تحفظها على بياني القمتين العربية والخليجية لتركيزهما على أنشطة إيران التخريبية، في خطوة شكّلت دعما قطريا صريحا لطهران في مواجهة الجهود العربية والخليجية لكبح الأنشطة الإيرانية.

وخالفت قطر الاجماع العربي والخليجي حول ضرورة تحصين المنطقة من الخطر الإيراني بتحفظها الذي جاء مناقضا لمواقفها قبل المشاركة في قمم مكة الثلاث ممثلة برئيس وزرائها عبدالله بن ناصر آل ثاني. 

مواقف قطر الداعمة لإيران تعمق عزلتها
مواقف قطر الداعمة لإيران تعمق عزلتها

وقال وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن بلاده تسعى لإجراء محادثات بين إيران والولايات المتحدة لاحتواء التوتر بينهما.

وعبّر في تصريحات للصحفيين بالعاصمة البريطانية لندن نقلتها صحف قطرية عن خشية بلاده من أن "تؤدي الحسابات الخاطئة إلى التصعيد".

وأضاف أن طهران وواشنطن "لا تريدان الحرب"، وهو ما يدفع الدوحة إلى محاولة التوسط لعقد لقاء مباشر بين مسؤولين من الجانبين.

وتابع "نعتقد أنه عند مرحلة ما يجب أن يحدث تواصل، إذ لا يمكن أن يستمر هذا الوضع للأبد خاصة مع عدم رغبة الطرفين الدخول في تصعيد آخر، لذا عليهما الخروج بأفكار تفتح الأبواب"، موضحا أن بلاده تتفهم السياسة الأميركية تجاه إيران، إلا أنها تحتفظ بـ"تقييم مختلف".

وتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحاب الأخيرة من الاتفاق النووي المبرم في 2015 وإعادة فرض عقوبات مشددة على طهران.

وتضاعف التوتر في الأسابيع الأخيرة، بعدما أعلنت واشنطن إرسال حاملة الطائرات أبراهام لنكولن وقاذفات من طراز بي 52 إلى الشرق الأوسط، لوجود معلومات استخبارية حول استعدادات محتملة من قبل طهران لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأميركية.

وقال الوزير القطري للصحفيين في لندن اليوم الأحد إن قطر ودولا أخرى تجري محادثات مع إيران والولايات المتحدة لإنهاء التصعيد وحث الجانبين على الاجتماع والتوصل لحل وسط.

وأوضح أن عددا من الدول وبينها قطر وسلطنة عمان والعراق واليابان تدعو الجانبين لإنهاء التصعيد، مضيفا "كل هذه الدول قلقة مما قد يؤدي إليه التصعيد. هناك محاولات من قطر ودول أخرى في المنطقة لتهدئة الوضع: نتحدث مع الولايات المتحدة ونتحدث مع الإيرانيين أيضا".

وأضاف "ما نحاول فعله حقا هو تقريب وجهات النظر وفتح حوار بين الجانبين لأن التصعيد لن يفيد أحدا في المنطقة".