قطر بلسانين: تدعم التطرف في ليبيا وتدعو لمكافحته

الجيش الوطني الليبي سبق وأن حذر قطر وتركيا من مواصلة دعمهما للإرهابيين والميليشيات التي تقاتل مع حكومة فائز السراج في طرابلس.

الأمم المتحدة - تجاهل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم الثلاثاء، الاتهامات التي وجهها الجيش الوطني الليبي مؤخرا إلى الدوحة بدعمها الإرهاب في ليبيا خلال كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بل اتهم دولا لم يسميها بذلك.

ولم ينكر أمير قطر خلال مداخلته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء، وجود ميليشيات في ليبيا تدعم بالسلاح والمال لكسب المعركة التي يقودها الجيش الوطني الليبي لتحرير العاصمة طرابلس منذ أشهر، لكنه عكس الاتهامات الموجه له لصالح حكومة الوفاق وطالب بدعمها.

ومنذ أسابيع ما انفك الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، يحذر كل من قطر وتركيا من مواصلة دعمهما للإرهابيين والميليشيات التي تقاتل مع حكومة فائز السراج في طرابلس ووقف إرسال الأسلحة لها.

وفي أغسطس/آب الماضي اتهم الجيش الوطني الليبي قطر بتمويل شحنة الطائرة الأوكرانية، التي دمرتها قواته في القاعدة الجوية بمدينة مصراتة، والتي كانت قادمة من تركيا وعلى متنها شحنة من الأسلحة لصالح حكومة الوفاق.

وقال المتحدث باسم الجيش أحمد المسماري إن أمير قطر هو من دفع ثمن شحنة الطائرة الأوكرانية لكن مخططه فشل.

كما اعتبر المسماري أن قادة الإخوان المسلمين في قطر وتركيا أصيبوا بإحباط كبير بعد استهداف طائرة إمداد في مطار مصراتة، موضحاً أن هناك جسراً جوياً من تركيا وإيطاليا باتجاه مصراتة.

لكن الشيخ تميم لم يتطرق لتلك الاتهامات ولم ينفها بل انتقد في كلمته "دولا" قال إنها تدعم "أمراء الحرب والميليشيات الإرهابية لمصالح ضيقة" في ليبيا، داعيا إلى دعم حكومة الوفاق.

وتفاعل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مع تصريحات الشيخ تميم بسخرية، حيث كتب أحدهم على تويتر "أكيد الشيخ يتحدث عن قطر عندما قال " دولا معروفة تفعل ما لا تقول وتقول ما لا تفعل".

وتناقل مغردون فيديو سابق لأمير قطر وهو يشكر جنود بلاده بعد مشاركتهم في القتال بليبيا.

وكتب مغرد مرفقا الفيديو "شاهد أمير قطر وهو يفتخر أنه أرسل جيش قطر ليقاتل في ليبيا ثم يأتي الآن في الأمم المتحدة ويستنكر تدخل الدول في ليبيا ولازم تنشروا الفيديو ده ويا ريت ال بيفهم الفيديوهات يحط هذا الفيديو مع كلامه الآن في الأمم المتحدة وريتويت وافضحوه هو وأردوغان!".

وكشف الجيش الليبي عن عثوره في منتصف يونيو 2018 على أسلحة تحمل شعار الجيش القطري، داخل منزل زعيم تنظيم القاعدة في مدينة درنة بعد تحريرها من الجماعات الإرهابية المسلحة.

وتحول الدعم القطري والتركي للميليشيات في غرب ليبيا من السرّ إلى العلن مع بداية إعلان الجيش الليبي معركة طرابلس في أبريل/نيسان الماضي، إذا لم يعد للدوحة وأنقرة ما تخفياه بعد أن افتضح أمر إرسال شحنات أسلحة لجماعات مسلحة منها أذرع جماعة الإخوان على مدى سنوات الصراع الماضية.

وفي يونيو الماضي قال وزير الداخلية المفوض في حكومة الوفاق فتحي باشاغا إن أقوى دولتين دعمت قوات الوفاق عسكرياً وسياسياً هما قطر وتركيا، في أول اعترف رسمي من حكومة فايز السراج.

كما أقرت حكومة الوفاق التي تقاتل إلى جانبها مليشيات ومجموعات مسلحة أخرى تابعة لتنظيم الإخوان في أغسطس الماضي، بتلقيها دعما عسكريا تركيا سخيا منها طائرات مسيرة، ضمن ما قالت إنها اتفاقيات تعاون عسكري مع أنقرة.

ويثير هذا الدعم الذي تتلقاه حكومة الوفاق توجس الدوحة من انهيار آخر حصن لتنظيم الإخوان المسلمين الذي أقر منذ أيام في مؤتمر إسطنبول والذي شارك فيه نحو 500 من قادة التنظيم ومفكريه، أنه لم يعد منهاجه قادرا على تخريج سياسيين.

وقطر من أكثر البلدان التي تهدد سيطرة الجيش الوطني الليبي على طرابلس مصالحها، فهي أول دولة اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي الذي تم تشكيله بعد الإطاحة بالقائد الراحل معمر القذافي في 2011.

وقامت الدوحة مذاك بتسويق النفط الليبي لصالح المجلس الذي سيطر عليه الإخوان وقدمت له مساعدات اقتصادية وإعلامية وعسكرية واسعة.

وتنظر جماعة الإخوان التي يقيم عدد من قادتها في تركيا وقطر، إلى الجيش الوطني الليبي الذي يخوض معركة مصيرية لتطهير العاصمة طرابلس من الميليشيات المتطرفة، على أنه يمثل خطرا على مشروعها في المنطقة.

من جهته قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال كلمته في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن ثمة حاجة لتضافر الجهود لمنع الفصائل المسلحة من السيطرة على ليبيا ولمنع الأطراف الخارجية من التدخل في الصراع الدائر هناك، في إشارة للمشروع التركي القطري في ليبيا والمنطقة.

وأضاف السيسي أن ليبيا بحاجة لإنقاذها من "فوضى الميليشيات والاستقواء بجهات خارجية".

وأثارت العملية العسكرية في طرابلس انقسامات دولية بين داعم ورافض لها ومتحفظ عليها، إلا أن هناك إجماعا دوليا على ضرورة حل الأزمة بالحوار وأيضا مكافحة الإرهاب.

وتدعم العديد من الدول العربية منها مصر ودول غربية بالإضافة إلى الولايات المتحدة جهود المشير خليفة حفتر في مقاومة الإرهاب في ليبيا ووقف نشاط التنظيمات الإرهابية فيها.