قطر تبحث عن منفذ لاختراق الساحة السودانية

سياسيون سودانيون ينظرون للدعم القطري بريبة شديدة على خلفية دور الدوحة المشبوه في دعم جماعات الإسلام السياسي وتأجيجها للأزمة السودانية بإشرافها على تعزيز نفوذ أحزاب محسوبة على تيار الإخوان السوداني.

مسؤول قطري: مستعدون لتسخير علاقاتنا لدعم السودان
قطر العاجزة عن الخروج من مأزقها تقدم نفسها وسيطا لحل أزمات السودان
دور قطري مشبوه للتشويش على جهود تحصين السودان من التدخلات الخارجية
قطر المتهمة بالإرهاب مستعدة للتدخل لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب

الخرطوم - تبحث قطر عن منفذ يتيح لها العودة مجددا للساحة السودانية بعد توتر سابق مع المجلس العسكري الانتقالي الذي قاد لفترة مرحلة انتقالية انتهت بحوار مع المعارضة الممثلة للحراك الشعبي وأفضى (الحوار) في النهاية لاتفاق حول تقاسم السلطة نتج عنه تشكيل حكومة ومجلس سيادي لإدارة البلاد لعامين يعقبها انتخابات رئاسية.

وتوترت العلاقات بين الخرطوم والدوحة على إثر تحرك قطري لإعادة ترتيب بيت إخوان السودان بالإشراف على اجتماعات مكثفة لتوحيد أحزاب سودانية لها خلفيات اخوانية لإعادة إنتاج النظام الاخواني السابق الذي كان يتزعمه الرئيس المعزول عمر البشير وكان ذلك في ذروة الجهود التي كان يقودها المجلس العسكري الانتقالي (السابق) لتهدئة الجبهة الاجتماعية وتهيئة الظروف لحوار وطني ينهي الأزمة السياسية.

وأعرب مسؤول قطري اليوم الأربعاء عن دعم بلاده ومساندتها للسودان حكومة وشعبا وتسخير علاقاتها الإقليمية والدولية من أجل تحقيق السلام والاستقرار والتنمية في السودان، في دعم يستهدف على الأرجح التشويش على جهود الرامية لمساندة السلطة الانتقالية في العبور بالبلاد لبرّ الأمان بعد موجة احتجاجات فاقمت الأزمة الاقتصادية.

كما تأتي المحاولة القطرية بالتزامن مع جهد خليجي لتحصين السودان من الهزات السياسية والتدخلات الخارجية ومساعدته اقتصاديا لتجاوز أزماته.  

وكانت الإمارات والسعودية من الدول السباقة في مساعدة الخرطوم على مواجهة الأزمة الاقتصادية وأزمة نقص الوقود والعملة بالنقد الأجنبي إلى جانب ضخ ودائع في البنك المركزي لمساعدته في مواجهة شح السيولة.

ومنحت أبوظبي في أبريل/نيسان البنك المركزي السوداني وديعة بقيمة 250 مليون دولار فيما شكلت تلك الوديعة جزء من حزمة مساعدات مشتركة أقرتها الإمارات والسعودية للخرطوم قيمتها 3 مليارات دولار من شأنها أن تساعد الخرطوم على استعادة توازناته المالية وتلبية الاحتياجات الأساسية للشعب السوداني.

وتسعى الدوحة على ما يبدو لاستعادة نفوذها في الخرطوم بعد صفعات متتالية تلقها المحور القطري التركي بتفكك النظام الاخواني في السودان مع سقوط نظام البشير. كما تسعى أيضا لاختراق الساحة السودانية لإعادة إحياء النشاط الاخواني في المنطقة.

ولم تجد الدوحة من سبيل للعودة للساحة السودانية إلا بتطبيع العلاقات مع السلطة التي يقودها المجلس السيادي وحكومة عبدالله حمدوك من بوابة الدعم المالي والسياسي بعد فترة فتور في العلاقات.

قطر حاولت توحيد أحزاب اسلامية موالية للبشير لاعادة احياء المشروع الاخواني
قطر حاولت توحيد أحزاب اسلامية موالية للبشير لاعادة احياء المشروع الاخواني

والتقى عضو مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو بمبعوث وزير خارجية قطر مطلق القحطاني بالقصر الرئاسي بالخرطوم، وفق بيان صادر عن إعلام مجلس السيادة.

وأوضح القحطاني حسب البيان، أن اللقاء كان إيجابيا ومثمرا وتطرق لكثير من القضايا المتعلقة بالسلام والاستقرار في السودان.

وقال إن السودان يواجه تحديات كبيرة أهمها وقف الحرب وتحقيق السلام والاستقرار، مضيفا أن قطر على استعداد لتقديم كل ما في وسعها من خلال علاقاتها وشراكاتها الدولية لدعم السودان من أجل تحقيق الاستقرار والسلام والأمن.

وأشار إلى أن السودان يحتاج إلى معالجة أسباب الصراع وملفات النازحين واللاجئين وإعادة تأهيل ودمج المقاتلين.

وأكد المبعوث القطري استعداد بلاده لدعم جهود الحكومة السودانية في معالجة قضية الديون ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، لكن البيان لم يشر إلى وقت وصول المبعوث القطري أو مدة زيارته للسودان.

ورعت قطر اتفاقية للسلام في 14 يوليو/تموز 2011، رفضته حركات التمرد الرئيسية في إقليم دارفور المضطرب، بينما وقعت عليه الحكومة وحركة "التحرير والعدالة".

وتستثمر قطر ما قيمته 1.5 مليار دولار في السودان عبر 40 مشروعا زراعيا وسياحيا وعقاريا، وفقا لبيانات سودانية رسمية.

وينظر سياسيون سودانيون للاستثمارات القطرية بريبة شديدة على خلفية دورها المشبوه في دعم جماعات الإسلام السياسي وتأجيجها للأزمة السودانية بدعمها لأحزاب محسوبة على تيار الإخوان السوداني.