قطر تثقل على المصالحة الخليجية بالدعوة للحوار مع إيران

دعوة الدوحة إلى الحوار مع طهران تأتي بعد أيام قليلة من المصالحة الخليجية، فيما شكل التقارب القطري الإيراني أحد أبرز العوامل المتسببة في مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر للعلاقات مع قطر عام 2017.

الدوحة - دعت قطر الدول الخليجية إلى إجراء محادثات مع إيران، بحسب ما أعلن وزير خارجيتها في مقابلة بثت الثلاثاء، في خطوة تأتي بعد مصالحة انهت قطيعة دبلوماسية بين الدوحة ودول بمجلس التعاون الخليجي استمرت لأكثر من ثلاث سنوات.

وشكل التقارب القطري الإيراني أحد أبرز القضايا الخلافية الكبيرة بين قطر ودول الخليج وكان من أهم العوامل التي تسببت في الأزمة الخليجية، لما تشكله الجمهورية الإسلامية من تهديدات حقيقية لأمن المنطقة واستقرارها.

وقال وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني لتلفزيون بلومبيرغ إنه "يأمل أن يحدث هذا وما زلنا نعتقد أن هذا يجب أن يحدث"، مضيفا "هذه أيضا رغبة تشاركها دول اخرى في مجلس التعاون الخليجي".

وبحسب الوزير القطري فإن "قطر ستقوم بتسهيل المفاوضات" حال طلبت منها الأطراف المعنية ذلك، مؤكدا أن بلاده "ستدعم من يتم اختياره للقيام بذلك".

ولم ترفض كل من السعودية والإمارات الحوار مع إيران وإنما اشترطت على طهران التخلي عن أنشطتها المزعزعة لأمن الخليج والشرق الأوسط للتأسيس لمحادثات إيجابية، ولطالما دعت الدول الخليجية السلطات الإيرانية بالتوقف عن تمويل أذرعها وتحريكها لتنفيذ اعتداءات إرهابية بالمنطقة.

وتسعى السعودية والإمارات باستمرار لدعم الجهود الدولية لكبح نفوذ إيران المتمادي وردع سلوكها الخبيث في المنطقة، داعية لتوحيد الموقف الخليجي والعربي للتصدي للخطر الإيراني المستمر.

وتأتي دعوات السلطات القطرية لفتح قنوات الحوار مع طهران بعد أسبوعين على مصالحة خليجية انهت خلافا بين قطر وأربع دول استمر لثلاث سنوات ونصف، فيما كان التقارب القطري الإيراني من أهم الأسباب التي أدت إلى مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين مصر لعلاقتهم مع قطر.

وكانت الدول الأربع قد أعلنت في يونيو/حزيران 2017 قطع العلاقات مع قطر، متهمة إياها بالتقرب من إيران ودعم مجموعات إسلامية متطرفة.

وأغلقت الدول الأربع مجالها الجوي أمام الطائرات القطرية، ومنعت التعاملات التجارية مع الإمارة وأوقفت دخول القطريين الى أراضيها، قبل أن تستأنفها عقب المصالحة.

وحصلت مصالحة بين الدول الأربع وقطر في قمة لمجلس التعاون الخليجي عقدت بداية الشهر الجاري في مدينة العلا السعودية، وأعلنت الدول الأربع رفع القيود.

ولم تعلن السعودية عن أي نية للانخراط في حوار مع طهران. وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أكد في القمة الخليجية التي عقدت في العلا على ضرورة "توحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا، خصوصاً التهديدات التي يمثلها البرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ البالستية ومشاريعه التخريبية الهدامة".

وتقيم قطر والكويت وسلطنة عمان علاقات كاملة مع إيران، لكن العلاقات بين الجمهورية الإسلامية وكل من السعودية والبحرين مقطوعة منذ نحو 5 سنوات في حين خفضت الإمارات علاقاتها مع طهران.

كما تأتي دعوة قطر إلى الحوار مع إيران تزامنا مع انتهاء ولاية الرئيس الأميركي الجمهوري دونالد ترامب وتسلم الرئيس الديمقراطي المنتخب غدا الأربعاء إدارة البيت الأبيض بصفة رسمية.

ويعتبر الديمقراطيون أقل حدة من نظرائهم الجمهوريين في التعامل مع الملف الإيراني، حيث شن ترامب منذ توليه الرئاسة في يناير/كانون الثاني عام 2017 حملة ضغوط قصوى على إيران وفرض عقوبات قاسية عليها عقب انسحابه من الاتفاق النووي في 2018 وعمق خلال فترة حكمه عزلة طهران أكثر من أي وقت مضى.