قطر تغرق في التفاؤل بحثا عن حل بالتقسيط لأزمتها

التفاؤل القطري يذهب بعيدا عن حلّ جذري للأزمة بسبب تركيز الدوحة على تسريب متعمد بشأن حل الخلافات مع الرياض دون الدول الثلاث على أمل شقّ الصفّ الخليجي والقفز عن أسباب الأزمة وقرار المقاطعة.

الدوحة ليست مستعدة لتغيير علاقتها مع تركيا وإيران
قطر تركز على شقّ الصف الخليجي أكثر من تركيزها على حلّ أزمتها
الإشارات السعودية الايجابية اختبار لجدية قطر ومدى تجاوبها مع المطالب الخليجية

الدوحة - أبدت قطر الاثنين تفاؤلها بإمكانية حلّ أزمتها في خضم مفاوضات قالت إنها تجري مع السعودية، مشيرة على لسان وزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى أن المحادثات "كسرت الجمود" القائم منذ أكثر من سنتين.

لكن التفاؤل القطري يذهب بعيدا عن حلّ جذري للأزمة بسبب تركيز الدوحة على تسريب متعمد بشأن حل الخلافات مع الرياض دون الدول الثلاث على أمل شقّ الصفّ الخليجي والقفز عن مسببات الأزمة وقرار المقاطعة.

وتتهم السعودية والإمارات والبحرين ومصر، الدوحة بدعم وتمويل الإرهاب وبنقض اتفاق الرياض في 2013 وملحقاته التالية والتي التزمت فيها قطر بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى والتوقف عن سياسات تدعم الدعاية للتطرف وتؤجج نشر الفوضى في دول ذات سيادة.

وترافق قطع العلاقات مع إجراءات اقتصادية بينها إغلاق الحدود البرية والطرق البحرية ومنع استخدام المجال الجوي.

وقال الوزير القطري الذي زار السعودية مؤخّرا في مقابلة مع شبكة 'سي إن إن' بثّتها الاثنين "هناك تقدّم. كسرنا الجمود وبدأنا التواصل مع السعوديين".

وتابع "من وجهة نظرنا في قطر نود أن نستوعب مصادر الخلاف"، مضيفا "نريد أن ندرسها ونقيّمها وأن نتطلّع إلى الحلول التي يمكن أن تحصّننا في المستقبل من أية أزمة محتملة".

كما عرضت دول المقاطعة على الدوحة قائمة من 13 مطلبا تشكل أساسا لحل الأزمة وعودة العلاقات إلى طبيعتها، لكن قطر لم تقبل تنفيذها واعتبرتها استهدافا لسيادتها.

ومن ضمن هذه المطالب إغلاق قناة الجزيرة وخفض العلاقات مع إيران وإغلاق قاعدة عسكرية تركية في قطر.

لكن الوزير القطري شدد على أن الدوحة ليست مستعدة لتغيير علاقتها مع تركيا التي تعتبر قطر أنّها إلى جانب إيران، ساعدتها في تخطّي تبعات المقاطعة الاقتصادية للدول الأربع.

وأوضح أن "أي دولة فتحت لنا أبوابها وساعدتنا خلال الأزمة، سنبقى ممتنين لها ولن ندير ظهرنا لها أبدا".

والأسبوع الماضي، انعقدت قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض بغياب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لكن الوفد القطري حظي رغم ذلك باستقبال حار لدى وصوله إلى المملكة لحضور الاجتماع السنوي.

واستقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز رئيس الوزراء القطري الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني لدى وصوله إلى المطار في العاصمة السعودية، لكن الحضور القطري شكل تسجيلا للحضور فقط، فيما غابت عنه جدّية الاستعداد لحل الأزمة.

والتقطت الدوحة على ما يبدو الإشارات الايجابية التي أطلقتها السعودية خطأ حيث اتجهت حصرا إلى حصر التفاوض مع المملكة، في خطوة تشير بوضوح إلى نيّة مبيّتة لخلق شرخ في الصفّ الخليجي مع القفز على مسببات الأزمة والالتفاف على المطالب المشروعة لدول المقاطعة.

وشكلت الإشارات السعودية الايجابية اختبارا لمدى جدّية قطر في حلّ أزمتها ومدى تجاوبها مع الوساطة الكويتية التي تشكل في الوقت الراهن قناة الاتصال المقبولة خليجيا بعيدا عن الحلول المسقطة التي طالما بحثت عنها الدوحة منذ قرار المقاطعة في يونيو/حزيران 2015.

وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش قد وقف في تغريدة على حسابه بتويتر السبت على حقيقة الدفع القطري لخلق شرخ في العلاقات الخارجية أكثر من نية الدوحة حلّ أزمتها استنادا للمطالب الخليجية التي تشكل شرطا أساسيا لعودة العلاقات إلى طبيعتها.  

وقال قرقاش "التسريبات القطرية الأخيرة بشأن حلّ أزمة الدوحة مع السعودية الشقيقة دون الدول الثلاث تكرار لسعي الدوحة إلى شق الصف والتهرب من الالتزامات".

وتابع "الرياض تقود جبهة عريضة من أشقائها في هذا الملف والملفات الإقليمية الأخرى، والتزامها بالمطالب والحلفاء أساسي وصلب".

وفي الأسابيع الأخيرة ظهرت بوادر انفراج إذ شاركت السعودية والإمارات والبحرين في كأس الخليج لكرة القدم في قطر هذا الشهر، لكن يبقى حل الأزمة رهين خطوات جادة من الدوحة بعيدا عن المناورات السياسية والقفز على الالتزامات.

وسبق لقطر أن نقضت تعهداتها المنصوص عليها باتفاق الرياض في 2013 وملحقاته وهو ما يجعل الثقة في أي تعهدات قطرية في المستقبل مثار شكّ وريبة.