'قطر غيت' تُعرّض ماكرون لانتقادات حادة
باريس/أثينا - يتعرض الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون لانتقادات حادة من قبل مسؤولين أوروبيين، لكن أكثر الانتقادات حدّة كانت من اليسار الفرنسي وذلك لحضوره في قطر دوري نصف النهائي لكأس العالم واعتزامه حضور الدوري النهائي للمونديال وإشادته بتنظيم الحدث.
وتسلط موجة الانتقادات التي يتعرض لها ماكرون الضوء على حالة الغضب في أوروبا ولدى الأحزاب الفرنسية من فضيحة "قطر غيت" على اثر التحقيقات التي فتحها البرلمان الأوروبي حول فساد مالي على علاقة بالدوحة في القضية التي أوقف فيها عدة أشخاص بينهم نائبة رئيس البرلمان اليونانية ايفا كايلي.
وقالت الرئيسة الجديدة لحزب الخضر مارين تونديلييه "يمكن القول إنه منظم جيدا لأنك لا ترى الوفيات التي نجمت عن بناء هذه الملاعب ولا ترى اضطهادا للحقوق الإنسانية ولا ترى الأطنان العشرة من ثاني أكسيد الكربون التي تنبعث من هذه المنافسة".
وأضافت أن "إيمانويل ماكرون ليس فرنسيا مثل الآخرين. إذا كان يريد أن يستقل طائرة، كان عليه أن يذهب إلى مونتريال حيث يُعقد مؤتمر الأطراف المعني بالتنوع البيولوجي. نحن نعيش في الانقراض السادس للأنواع".
أما النائب عن اليسار الراديكالي فرنسوا روفان المتحمس لكرة القدم، فقد أخذ على الرئيس قوله إن "الرياضة ليست سياسية"، مقترحا بدلا من سفره تثبيت "شاشات عملاقة" في "قاعات أو حدائق" الإليزيه من أجل "احتفال شعبي جدا".
وتابع آسفا أن ماكرون "لم يذهب إلى هناك من أجل كرة القدم بل من أجل الغاز، يذهب إلى هناك من أجل المال، إنه يذهب إلى هناك من أجل مصالح فرنسا"، بينما تشكل قطر محور فضيحة فساد يجري التحقيق فيها في البرلمان الأوروبي.
وفي تطور على علاقة بفضيحة الفساد المالي في البرلمان الأوروبي، علق حزب الديمقراطية الجديدة المحافظ الحاكم في اليونان الجمعة مهام النائبة الأوروبية ماريا سبيراكي التي تخضع للتحقيق لدى النيابة الأوروبية في ثاني قضية تطال نوابا يونانيين في البرلمان الأوروبي خلال الشهر الجاري.
وأعلن الحزب في بيان تعليق مهام النائبة سبيراكي التي تنتمي في البرلمان الأوروبي إلى كتلة "حزب الشعب الأوروبي" (يمين) "حتى انتهاء التحقيق".
وكانت النيابة الأوروبية تحدثت عن "شبهات بالاحتيال" في مكافأة مساعدين برلمانيين وطلبت رفع الحصانة البرلمانية عن ماريا سبيراكي وكذلك عن النائبة الاشتراكية اليونانية أيضا إيفا كايلي الموقوفة حاليا في قضية فساد مفترض مرتبطة بقطر. وجاءت هذه الشبهات بعد تقرير صادر عن المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال.
وقالت سيبراكي الصحافية السابقة في التلفزيون إن هذه القضية تتعلق "بشريك سابق"، مضيفة في بيان "أقبل برفع الحصانة الخاصة بي لإثبات أنه لا يوجد يورو واحد موضع خلاف"، مؤكدة أن هذه القضية "لا علاقة لها بقطرغيت".
وأكد البرلمان الأوروبي أنه "بدأ على الفور الإجراءات المتبعة"، موضحا أن الرد على طلب النائب العام يجب أن يتم التصويت عليه في نهاية المطاف في جلسة عامة. ووصف رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس الخميس هذه القضية بـ"الخطيرة".
وإيفا كايلي (44 عاما) مقدمة البرامج التلفزيونية السابقة علقت مهامها بصفتها نائبة لرئيسة البرلمان الأوروبي الثلاثاء بعد اعتقالها الأسبوع الماضي وهي موقوفة حاليا في بلجيكا كجزء من "ملف الفساد وغسل الأموال والتنظيم الإجرامي" داخل المؤسسة الأوروبية.