قفزة قياسية في الإصابات بكورونا في المدن العربية بإسرائيل

المنسّق الرئيسي لمواجهة كوفيد-19 البروفسور روني غامزو يحذر من هلاك عشرات العرب من مواطني إسرائيل في الأسابيع القادمة ما لم تسيطر السلطات على الفيروس.
الوباء المستجد يتفشى بقوة في القرى والمدن العربية في إسرائيل
حفلات الزفاف تنشر كورونا على نطاق واسع بين العرب واليهود المتشددين
إسرائيل تفرض إغلاقا ليليا على 29 مدينة عربية ومناطق اليهود المتشددين
القائمة العربية تتهم السلطات الإسرائيلية بالتراخي في مواجهة تفشي كورونا

القدس - باتت المدن والقرى العربية في إسرائيل في صدارة المناطق التي يتفشى فيها وباء كوفيد-19، في وقت فرضت فيه السلطات إغلاقا ليليا لمدة أسبوع على أربعين منطقة سكنية اعتبرتها "موبوءة" وغالبيتها عربية.

وكان عدد العرب المصابين بكوفيد- 19 في مرحلة بدء تفشي الوباء لا يذكر. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الإسرائيلية زاهي سعيد "كانت نسبة الإصابة في الموجة الأولى خمسة بالمئة وباتت الآن تشكل 30 بالمئة من حجم الإصابات". ويمثل عرب إسرائيل 20 بالمئة من السكان.

وفرضت إسرائيل إغلاقا ليليا اعتبارا من مساء الثلاثاء على 29 قرية ومدينة عربية وعلى تجمعات مدن ومستوطنات غالبيتها العظمى يقيم فيها يهود متشددون على أن يستمر هذا التدبير حتى 15 سبتمبر/أيلول.

وأوضح سعيد أن "الخطوة جاءت لخفض عدد الإصابات"، مضيفا "خلال أسبوع، إذا لم يحصل تغير ملموس وجدّي، السلطات ذاهبة في اتجاه إغلاق تام وبشكل سريع".

وأشار إلى أن "الطواقم الطبية تعمل بظروف صعبة وعلينا أن نحافظ عليها ولا نريد لهذا الجهاز أن ينهار".

وسجلت إسرائيل الخميس 4038 إصابة إضافية بفيروس كورونا المستجد وهو أعلى رقم إصابات منذ بدء انتشار الفيروس في مارس/اذار في يوم واحد. ووصل عدد الإصابات في إسرائيل إلى 143049 بينها 1055 وفاة.

وحذر المنسّق الرئيسي لمواجهة كوفيد-19 البروفسور روني غامزو أثناء زيارته إلى بلدة دالية الكرمل بالقرب من حيفا قبل أيام من أنه "إذا لم يتحل المواطن بالمسؤولية، سنصل إلى مئات ضحايا كورونا في المجتمع العربي"، مضيفا "عشرات المواطنين العرب سيموتون في الأسابيع القادمة بسبب كورونا. نطلب منكم أن تسيطروا على الفيروس وتهزموه".

ولم تقتصر إجراءات الإغلاق على داخل إسرائيل، فقد فرض الإغلاق أيضا على عدد من أحياء القدس الشرقية المحتلة مثل بيت حنينا وكفرعقب ومخيم شعفاط .

وحذرت القائمة المشتركة التي تمثل الأحزاب العربية في إسرائيل من "فقدان السيطرة على تفشّي الفيروس في البلدات العربية". وحملت الحكومة المسؤولية، متهمة إياها بأنها "لا تقوم بفحوص للمواطنين العرب كما يجب".

مخاوف من خروج الوضع الوبائي في المدن العربية باسرائيل عن السيطرة
مخاوف من خروج الوضع الوبائي في المدن العربية باسرائيل عن السيطرة

وأكد زاهي أن "انتشار الأعراس التي انتظرتها الناس طويلا بعدما تم تأجيلها كثيرا، أصبح أبرز سبب لانتقال العدوى، إذ لا توجد كمامات في الأعراس أو تباعد اجتماعي.. يوجد أكل وشرب ورقص. من سيضع الكمامة أو سيتباعد وهو يرقص؟".

ورأى أن "أعداد العرب وأعداد اليهود المتشددين لدى تجمعهم في أماكن الأعراس أو الأماكن الدينية تكون كثافتهم في المتر الواحد أعلى بكثير مما هي عليه في أماكن أخرى، لذا الإصابات أكثر".

وأقر بأن الخروج السريع من الإغلاق بعد الموجة الأولى للفيروس كان "خطأ فادحا".

وبين المدن العربية التي يشملها الإغلاق مدينة الناصرة، كبرى المدن العربية في إسرائيل، ومدينتا أم الفحم وشفاعمر.

وبعد أن أغلقت السلطات الإسرائيلية قاعات الأفراح قبل نحو شهر، لجأ الناس إلى إقامة أعراسهم في حدائق منازلهم أو في الشارع.

وقال الناطق باسم بلدية أم الفحم عبدالمنعم فؤاد "أخطأت السلطات بإغلاق قاعات الأفراح، فأعراس البيوت والشوارع لا توجد عليها رقابة أو تحديد عدد المشاركين أو قياس درجة الحرارة"، مضيفا "معدّل الإصابة اليومية عندنا خمسون في اليوم وغالبية الإصابات من الأعراس".

وبدلا من أن تلغي الناس الأعراس في أم الفحم بعد قرار الإغلاق "قدّمت موعدها واحتفلت يومي السبت والأحد بنحو خمسين عرسا في المدينة"، وفق المتحدث.

وأقامت الشرطة حواجز وسيّرت دوريات وفرّقت أعراسا، بينما حشد الجيش مئات الجنود لمساعدة الشرطة في أنحاء إسرائيل.

وقال الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية وسيم بدر "توجد بعض الخروقات للقانون"، مشيرا إلى إحالة "عريس ووالده إلى التحقيق ليل الثلاثاء"، وتفريق سبعة أعراس في الشمال.

ويشمل الإغلاق الليلي المؤسسات التعليمية في هذه المدن، مع إبقاء المرافق الحيوية مفتوحة مثل المخابز والصيدليات والعيادات ومحلات الأغذية. وسمح بالتجول حتى مسافة 500 متر من المنزل في موازاة منع التجمعات.

وتعارض وزارة المالية الإغلاق الشامل، معتبرة أن كلفته "ستكون باهظة على الاقتصاد الإسرائيلي وقد تصل إلى حوالي مليار دولار أسبوعيا. كما يمكن أن يؤدي إلى دخول مئات الآلاف من الموظفين في دائرة البطالة".

لكن المجلس الوزاري المصغّر لشؤون فيروس كورونا وافق مساء الخميس على توصية وزارة الصحة بخطة طويلة الأمد ومتعددة المراحل لخفض عدد الإصابات .ومن المتوقع أن تصادق الحكومة على الخطة الأحد القادم.