قلق أممي من فوضى السلاح وتدفق المرتزقة في ليبيا

الأمم المتحدة تناشد الدول احترام الحظر الأممي المفروض على إرسال أسلحة لأطراف النزاع مع تسجيل زيادة كبيرة في عمليات التسلح عن طريق الجوّ والبرّ والبحر.

نيويورك - أبدت الأمم المتّحدة الأربعاء "قلقها البالغ" إزاء الأنباء الواردة من ليبيا بشأن "تدفّق هائل للأسلحة والمعدّات والمرتزقة" على طرفي النزاع الدائر في هذا البلد، مناشدة الدول احترام الحظر الأممي المفروض على إرسال أسلحة إلى الدولة الغارقة في حرب أهلية طاحنة.
وقال المتّحدث باسم المنظّمة الدولية ستيفان دوجاريك للصحافيين "نحن نتابع بقلق بالغ التقارير الأخيرة حول تدفق هائل للأسلحة والمعدات والمرتزقة دعماً لطرفي النزاع الليبي".
وأتى تصريح المتحدّث الأممي خلال مؤتمره الصحافي اليومي ردّاً على سؤال بشأن ما أعلنته القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا الثلاثاء من أنّ روسيا أرسلت إلى ليبيا مؤخّراً مقاتلات لدعم الجيش الوطني الليبي.
وحذّر دوجاريك من أنّ أيّ إرسال لأسلحة أو عتاد أو مرتزقة إلى ليبيا "يشكّل انتهاكاً صارخاً لحظر الأسلحة" المفروض على هذا البلد منذ 2011.
وأضاف "ندعو جميع أعضاء المجتمع الدولي إلى احترام حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة ودعم تنفيذه بالكامل".
وأقرّ المتحدّث الأممي بأنّ المعلومات الواردة بشأن حصول انتهاكات لهذا الحظر "سجّلت زيادة كبيرة في الأسابيع القليلة الماضية، إذ تمّ الإبلاغ عن عمليات نقل (للأسلحة) شبه يومية عن طريق الجوّ والبرّ والبحر".
وتورطت تركيا علنا في دعم ميليشيات حكومة الوفاق بمرتزقة من الجنسية السورية اضافة الى تصاعد عمليات التسليح في انتهاك للقرارات الاممية.
وحذّر دوجاريك من أنّ "هذه الزيادة في انتهاكات حظر الأسلحة لن تؤدّي إلا إلى تكثيف القتال، مما سيؤدّي إلى عواقب وخيمة على الشعب الليبي".
وبحسب "أفريكوم" فإنّ مقاتلات روسية حطّت أولا في سوريا حيث "أعيد طلاؤها لتمويه أصلها الروسي" قبل أن تقلع مجدّداً إلى ليبيا. غير أنّ موسكو، التي تنفي باستمرار أي تورّط لها في النزاع الليبي، رفضت التعليق على هذه الاتهامات الأميركية.
وتشهد ليبيا فوضى وصراعاً منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. وتتنازع السلطة فيها حكومتان: حكومة الوفاق الوطني التي تعترف بها الأمم المتحدة ومقرها في طرابلس وحكومة انتقالية تحظى بدعم من الجيش الوطني.

اردوغان حول ليبيا الى ساحة مفتوحة للمرتزقة ولتجارب الاسلحة وللارهاب
اردوغان حول ليبيا الى ساحة مفتوحة للمرتزقة ولتجارب الاسلحة وللارهاب

وشن الجيش الليبي هجومًا على طرابلس في نيسان/أبريل 2019 لتخليصها من الجماعات الارهابية المرتبطة بالاخوان والقاعدة.
وتحظى حكومة الوفاق بدعم تركيا التي ساعدت طائراتها المسيّرة ومنظوماتها الدفاعية قواتها على تحقيق بعض التقدم الميداني مؤخرا.
و الأربعاء قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أن الوضع في ليبيا بات مزعجا للغاية، محذرا من أن سيناريو سوريا يتكرر في هذا البلد الغارق في الفوضى منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011.
وقال لو دريان أمام جلسة بمجلس الشيوخ الفرنسي "هذه الأزمة تزداد تعقيدا. نواجه موقفا تتحول فيه ليبيا إلى سوريا أخرى"، مشيرا أيضا إلى أن هذا الوضع بات يهدد أوروبا.
وسبق للاتحاد الأوروبي أن عبر عن مخاوفه وقلقه من أن تسهل الفوضى التي تشهدها ليبيا منذ سنوات وتزداد في كل يوم، موجات الهجرة غير الشرعية عبر السواحل الليبية خاصة تلك الخاضعة لسيطرة حكومة الوفاق الوطني التي يهيمن عليها الإسلاميون.
بدوره حذر وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم الاربعاء من خطورة التدفق الكبير للسلاح نحو ليبيا الذي لم يؤجج سعير الحرب الأهلية فيها فقط بل ساهم في تسليح الإرهابيين وتهديد أمن المنطقة، معربا عن استعداد بلاده لاحتضان حوار ليبي-ليبي لإنهاء الصراع.