قلق عالمي من ارتفاع حالات الإصابة بالحصبة

موجات قوية وطويلة من الحصبة في كل مناطق العالم بسبب التقصير في الوقاية منها، وتسجيل أكبر زيادة في الإصابات في القارة الأميركية وشرق المتوسط وأوروبا.

واشنطن – أفادت منظمة الصحة العالمية أن عدد الاصابات بالحصبة زاد بنسبة 30% السنة الماضية مقارنة بالعام 2016 وتسبب بوفاة 110 آلاف شخص.
وجاء في تقرير لمنظمة الصحة العالمية حول مرض الحصبة في السنوات السبع عشرة الأخيرة، أن التقصير في التحصين والوقاية تسبب في موجات حصبة في كل المناطق بالعالم.
وشددت المنظمة في بيان على أن "عدد حالات الحصبة وصل إلى مستوى عال في العام 2017 إذ عرفت دول عدة موجات قوية وطويلة من هذا المرض".
وشهدت القارة الأميركية وشرق المتوسط وأوروبا أكبر زيادة في هذه الحالات فيما تراجعت الاصابات في منطقة وحيدة هي غرب المحيط الهادئ.
وقال مارتن فريده مدير دائرة اللقاحات في منظمة الصحة العالمية "نشهد انتقال العدوى بشكل كبير في دول لم تكن تشهد انتقال العدوى منذ سنوات وهذا مصدر قلق أكبر من زيادة عدد الاصابات في العالم. إنه مؤشر على أننا نتراجع". 
وأفادت دراسة أسترالية حديثة بأن إصابة الأطفال بالحصبة قد تعرضهم لزيادة خطر الإصابة بأمراض الرئة وعلى رأسها مرض الانسداد الرئوي المزمن عند الكبر.
الدراسة أجراها باحثون بجامعة ملبورن في أستراليا، ونشروا نتائجها الأربعاء، في دورية "Respirology" العلمية.ولكشف العلاقة بين الحصبة وأمراض الرئة، راقب الباحثون 8 آلاف و583 شخصًا ولدوا عام 1961، وخضعوا لفحوصات الرئة في منتصف العمر.
وكان من بين من أجريت عليهم الدراسة ألف و389 شخصًا أصيبوا بأمراض الرئة وعلى رأسها الانسداد الرئوي المزمن في منتصف العمر.
ووجد الباحثون أن 950 شخصًا ممن أصيبوا بأمراض الرئة، كان لديهم تاريخ للإصابة بالحصبة في مرحلة الطفولة، بالإضافة إلى التأثيرات السلبية للتدخين.
وتوصل الباحثون أيضًا إلى أن الحصبة في مرحلة الطفولة زادت من التأثير السلبي المشترك للربو والتدخين عند الكبر.
وقالت جينيفر بيريت، قائد فريق البحث، إن "الدراسة كشفت أن الحصبة ليس لها تأثير بحد ذاتها، لكن العدوى في مرحلة الطفولة المبكرة يمكن أن تساهم في الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن وخاصة بين المدخنين".
وأضافت أن "تأثر مجرى الهواء بالحصبة في مرحلة الطفولة قد يقود الأشخاص إلى أعراض تشبه أعراض الربو وتعرقل مجرى الهواء إذا كان هؤلاء الأشخاص يدخنون التبغ".
ومرض الانسداد الرئوي المزمن، هو أحد أمراض الرئة الخطيرة، التي تجعل التنفس صعبًا، وتزداد حالة المرض سوءًا مع مرور الوقت إذا لم يتم علاجها، وتشمل أعراضه السعال، وضيق الصدر، وصعوبة التنفس.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فلا تزال الحصبة من الأسباب الرئيسية لوفاة صغار الأطفال في جميع أنحاء العالم وذلك رغم توافر لقاح آمن وناجع لمكافحتها.