قمة أوروبية مصغرة تتفق على إجراءات مشددة لمكافحة الإرهاب

القادة المشاركون في القمة المصغرة يؤكدون على ضرورة تعزيز الحدود الخارجية لأوروبا والتعامل مع المضامين الإرهابية المنشورة على الانترنت وتطوير قواعد بيانات مشتركة وتعزيز سياسات عقابية.
ماكرون يدعو إلى ردّ سريع ومنسق في مواجهة الإرهاب
القادة الأوروبيون يؤكدون الحاجة الملحة لاتخاذ تدابير ضد الكراهية عبر الإنترنت

باريس - شددت القمة الأوروبية الرباعية المصغرة اليوم الثلاثاء على ضرورة تكثيف عملية مكافحة الإرهاب بشكل مشترك وذلك بعد الاعتداءات الأخيرة التي استهدفت فرنسا والنمسا.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الدول الأوروبية "بحاجة إلى ردّ سريع ومنسّق"، مستهلا بذلك مؤتمرا صحافيا عُقد بعد القمة، مشيرا إلى "تطوير قواعد بيانات مشتركة وتبادل معلومات وتعزيز سياسات عقابية" فضلا عن "تنفيذ مجموعة التدابير" التي سبق أن اتخذتها أوروبا "في شكل كامل وصارم".

وشدّد قادة الدول المشاركين في القمة أيضا على أهمية تعزيز الحدود الخارجية لأوروبا للحفاظ على فضاء شينغن وكذلك على التعامل مع المضامين الإرهابية المنشورة على الانترنت.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين "لا يزال لدينا كثير من العمل، يجب إحراز تقدم في ثلاثة مجالات" هي الوقاية وحماية الحدود و"التفعيل على المستوى التشغيلي".

وتتضمن الأولويات ضرورة استكمال تنفيذ ترتيب 'بي ان ار' وهو سجل اسم المسافر الذي تمّ تبنيه في العام 2016 لكن لم يتمّ تطبيقه بالكامل.

وأوضح ماكرون أنه "من الضروري أن يتمّ تطبيق هذا الترتيب بشكل كامل مع قواعد بيانات مرتبطة بشكل سريع ببعضها لأن أي خلل أمني على الحدود الخارجية أو داخل الدول الأعضاء يشكل خطرا أمنيا لمجمل الدول الأعضاء".

وتعتزم فرنسا التي تتعرض لتهديدات من جانب جهاديين، تعبئة الأوروبيين ضد الإرهاب وينوي ماكرون تقديم اقتراحات أولية في هذا الاتجاه إلى المجلس الأوروبي الذي يعقد جلسة في العاشر من ديسمبر/كانون الأول بهدف "تحقيق ذلك في ظل الرئاسة الفرنسية" للاتحاد الأوروبي التي تبدأ في النصف الأول من العام 2022.

وبدأ لقاء الثلاثاء بمائدة غداء في الإليزيه جمعت ماكرون والمستشار النمساوي سيباستيان كورتز واستُكمل بقمة مصغّرة عبر الفيديو مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من برلين ورئيس الوزراء الهولندي مارك روتي من لاهاي ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين من بروكسل.

وتأتي القمة بعد أسبوع من اعتداء جهادي استهدف فيينا وبعد اعتداء نيس في جنوب شرق فرنسا وقطع رأس المدرّس صامويل باتي في إحدى ضواحي باريس في أكتوبر/تشرين الأول.

واعتبر المستشار النمساوي أن "الخطر لا يزال بيننا بشكل دائم" مشيرا إلى "آلاف المقاتلين الإرهابيين الأجانب الذين نجوا من المعارك في سوريا والعراق في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية وعادوا، أو لم يتمكنوا من الذهاب لأنهم أُوقفوا"، مؤكدا "أنهم قنابل موقوتة" مضيفا "علينا تبني مقاربة أقوى حيال التهديدات التي ترخي بثقلها على أوروبا".

وتحدث المشاركون في القمة خصوصا عن الحاجة الملحة لاتخاذ تدابير ضد الكراهية عبر الإنترنت التي أُشير إليها خصوصا في فرنسا عندما قُتل صامويل باتي لعرضه على تلاميذه في الصفّ رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد وللإسلام.

وقال ماكرون "الانترنت مساحة حرية، شبكاتنا الاجتماعية أيضا، لكن هذه الحرية لا توجد إلا في حال وجود أمن وفي حال لم تكن ملجأ لأولئك الذين ينتهكون قيمنا أو يسعون إلى تلقين أيديولوجيات قاتلة".

وأضاف "يجب تبني في الأسابيع المقبلة القانون حول حذف المضامين الإرهابية من الانترنت خلال ساعة" مشيرا أيضا إلى "رغبة المفوضية في أن تقترح مطلع ديسمبر قانونا جديدا بشأن مكافحة نشر خطابات الكراهية".

وتناول المحور الكبير الآخر من المحادثات فضاء شينغن وأمن الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.

وأشاد مارك روتي بـ"خصوصية" هذه المنطقة التي يتنقل الأشخاص بين الدول في داخلها بحرية، معتبرا أنه "لا يمكننا الحفاظ عليها إلا إذا ركزنا بشكل عاجل على الحدود الخارجية".

من جهتها، أكدت ميركل أن "معرفة من يدخل ومن يخرج من فضاء شينغن هو أمر ملح وحاسم".

وندّد ماكرون بـ"إساءة استخدام حقّ اللجوء" في كثير من الدول الأوروبية. وقال إن "هذا الحق يستخدمه مهربون وشبكات وأشخاص يصلون من دول لا تشهد حروبا".